شرح نص يوم أرشق لابي تمام -العربية – بكالوريا آداب

شرح نص يوم أرشق لابي تمام -العربية – بكالوريا آداب 

التقديم:

إلى جانب مواجهة الاخطار الخارجية ضد الروم خاص العباسيون حروبا داخلية ضد الثوار الخارجين عن سلطتهم مثل بابك الخرمي وهو ثائر قالت عنه بعض الكتب التاريخية انه ادعى الالوهية ودعى اتباعه الى القتل والحرب وفي هذاالاطار يتنزل يوم ارشق يمدح فيه ابي تمام الخليفة المعتصر وقائدة الافشين في هزم بابك الخرمي.

الموضوع:

مقرنة بين جيش بابك الخرمي وجيش المعتصم ووصف للمطاردة والانتصار على العدو.

التقسيم:

البيتين الاول والثاني:

مقابلة بين المعتصم وبابك الخرمي ماضيا وحاضرا

من البيت 3 الى 22: وصف وقائع الحرب وفرار بابك والقبض عليه 

البقية: مدح مباشر للخليفة.

التحليل:

تخلى ابو تمام عن كل المطالع ودخل مباشرة في الغرض الا وهو المدح واكتفى بجملة خبرية تقضي مباشرة الى موضوع الحماسة. فالحماسة فرضت اختيارات جديدة على الشاعر غيرت البنية.

فيما وظف الشاعر البحر الكامل وهو بحر خفيف في ايقاعه يتناسب مع مشهد الانتشاء بالنصر فيحقق التهنئة والتطريب.

تصريع البيت الاول وفي ذلك محافظة على نظام ايقاعي قديم وهو التصريع

استهل الشاعر القصيدة بالحديث عن بابك الخرمي بعد الحرب كذلك اقام مقابلة بين الماضي والحاضر في منزلة بابك الخرمي وفي حربه مع العباسيين فالنتيجة (شر مآل) أما حالته في الحاضر فقد رضخ اما في الماضي تكبر وهكذا تجاوز الشاعر مراحل الحرب والاستعداد لها ومر مباشرة الى نتيجتها.

فالممدوح معز للمسلمين وناصر الدين ورغم ان الحرب فتنة داخلية الا ان الشاعر تجاوزها الى اعتبارها حربا مقدسة من خلال معجم الدين (الشرك – الخليفة – الخلافة…) وفي هذا الاطار وظف الشاعر المفعول المطلق « غضبة » الذي دل على تأكيد الحدث فالغضب حالة نفسية نتج عنها فعل حربي وهكذا استعمل الشاعر اساليب تعبير في المقطع الاول قامت اساسا على الاشتقاق اللغوي وترديد المشتقات (آل – مآل – غضب – غضبة ….)

للمزيد من شروح النصوص والملخصات الخاصة بمحور الحماسة اضغط هنا

تبدو صورة الممدوح قائدا حربيا يتحالف معه الموت (صائب الاجال) للفتك باعدائه اما مواصفات صورة جيش المعتصم فهو جيش يعز الاسلام ضد اهل الشرك اما الصورة الشعرية فهي صورة تقليدية في تشبيه الشجاعة بالاسد.

لتصوير فرار بابك استعمل الشاعر جملة شرطية تفيد الظرف كما اسند لبابك معجما غزليا (هجر – الغوايا – الوصال) وهذا يؤكد تلازم بابك مع الضلالة والغواية وهو يعتبر فسادا اخلاقيا فكأن للشاعر يهجو بابك الخرمي ومن معاني الهجاء ايضا الجبن من خلال فراره وهكذا اسند الشاعر لبابك صفات سلبية وهي الجبن والغواية والفرار في الحرب والخيانة.

نلاحظ التكثيف من استعمال اسم المكان (الهضب – الاوعال) وقد اكد الشاعر على صفات في الجيش المعتصمي وهي صفات تقليدية في الجيوش وهي كثافة العدة والسلاح لذلك نلاحظ توظيف معجم الحرب والسلاح ….

استعمل الشاعر صور شعرية قائمة على الاستعارة وذلك في الابيات 17 و18 موظفا في ذلك معجما دينيا بدا في الاشهر القمرية (رمضان وشوال) فكأن النصر على بابك الخرمي يعد احتفالا باليد. كما نلاحظ في البييتين 18 و19 سردا لقصة محاولة فرار بابك وقد وقع تشبيهه بالمرأة ثم تدرج الشاعر الى تشبيهه بالدابة مستعملا مصدر الفعل نحر والى جانب استحضار الشاعر موقعة بدر يستحضر كذلك قصة اصحاب الفيل والغاية هي تقديس الممدوح.

كان موضوع القضاء على الحركة الخرمية وأسر قائدها وزعيمها بابك الخرمي خلال موقعة ارشق من اهم المواضيع التي تناولها ابو تمام في قصائده ذات المنحى الحماسي وما يبرر هذا التركيز على موقعة ارشق سببان اولهما اهمية الحدث بالنسبة الى العباسيين بعد ان اعيى بابك المعتصم والمأمون طوال ما يقارب 20 سنة اما الثاني فيعود الى تعدد ممدوحي ابي تمام الذين شاركوا بهذه الموقعة سواء في توجيه الجيش او في ادارة المعارك او في مطاردة بابك والايقاع به وفي هذه المدحية التي تناولت الوقائع الحربية يحضر السرد بقوة وتتنزل الاعمال المستندة للابطال في اطر وفضاءات محددة في الزمان والمكان وتحضر الاعلام باسمائها الخاصة كما يميل الوصف الشعري الى المشهدية والتصوير الا ان كل هذا لا يرقى بهذه المدحية الى درجة الوثيقة التاريخية ويبقى الفن الشعري هو صاحب الفضل الاساسي في الابقاء على قدر من الجدة والطرافة في الوقائع التاريخية التي لا يمكن ان تكون حافزا للقول الشعري. فالشاعر ليس مؤرخا.