شرح نص الكريم الحر ليس له عمر لأبي تمام – العربية – بكالوريا آداب
التقديم:
ان وظيفة الشاعر العباسي اصبحت مرتبطة بالاغراض خاصة غرض المدح على حساب غيرها من الاغراض كغرض الرثاء رغم انه شقيق المدح من جهة انه غرض تكسبي يقال في ارضاء اهل الفقيد تعظيما لشأنهم من خلال الاعلاء من خصال فقيدهم وفي هذا الاطار يتنزل هذا النص وهو مقتطف من مرثية مطولة لمحمد حميد الطوسي الذي قتل في احدى حروبه ضد بابك الخرمي.
الموضوع:
بكاء ابي تمام على المرثي معددا خصاله الحربية.
التقسيم:
البيتين 1و2: تفجع
من 3 الى 17: التأبين
البقية: الدعاء والعزاء.
التحليل:
البحر: الطويل: مزدوج التفعيلة
الايقاع الخارجي: روي الراء: من الحروف المكررة – حركة الضمة دليل على ارتفاع شأن الممدوح رغم فاجعة الموت.
من حيث الايقاع نلاحظ موازنة تركيبية في صدر البيت الاول من خلال تكرار صيغة الانشاء كما ان التحول من الانشاء والخر يفيد تعظيم المصيبة حيث ان عجز البيت الاول دعوة مطلقة للبكاء على المرثي اما من حيث الصورة الشعرية فقد قامت على التهويل فشخص الشاعر الامال وجمع بين المحسوس والمجرد فكأننا بالشاعر يبث اليأس من النصر بعد موت الطوسي
اما المعجم فقد استعمل معجم التفجع والبكاء ومن خلال هذا القسم الاول نلاحظ التزام الشاعر بالمقطع الاول المرثية العربية وهو قسم التفجع.
للمزيد من شروح النصوص والملخصات الخاصة بمحور الحماسة اضغط هنا
القوة هي مجموع الخصال والشمائل التي يتميز بها الفارس العربي فنلاحظ مقابلة في
البيت الثالث بين الصدر والعجز وهذه المقابلة تفيدة صورة تقليدية نجدها في الرثاء
وهي بكاء الدماء بدل الدموع اما معاني التابين فهي الشهرة والجود والكرم واليأس
والشدة في الحرب. ومن معاني الرثاء أيضا تحويل الشاعر الهزيمة الى نصر وهي كذلك
صورة نجدها في مدحيات المتنبي في سيف الدولة اما الصورة الشعرية في البيت السادس
تفيد علاقة التواصل بين المرثي وسيفه ورمحه في الحياة وبعد الموت.
في الابيات 8 – 9- 10 – 11 نلاحظ تكثيفا لمعجم الاخرة وهو الحشر … وقد قامت الصورة الشعرية على الاستعارة والتشبيه اما ماعني التأبين فكانت أساسا تبشير الاهل المرثي باتشهاد حميد الطوسي كما وظف الشاعر الاوان وخاصة اللون الاحمر والاخضر والتحول في الالوان ارتبط بالتحول في المكان والزمان اما الزمان من الدنيا الى الاخرة والمكان من الدنيا الى الجنة دون الحديث عن القبر وكل ذلك للتأكيد على اعتبار المرثي شهيدا في سبيل الاسلام.
ان ابا تمام في غرض الرثاء لم يكد يخرج عن سنة القدامى في تسخير معاني الحماسة للتعبير عن المقاصد الغرضية القديمة ولكننا نلاحظ في بعض مواثيه في بداية تبلور الحماسة باعتبارها مقصدا غرضيا قائما بذاته. تحولت فيها معاني الشجاعة والبطولة الحربية من مجرد التعديد لخصال الميت الى اعلاء لقيمة البطولة ذاتها وتمجيدا للمثل العليا التي تصدر عنها.