درس النبوة هداية وإصلاح – أولى ثانوي – تفكير إسلامي

درس النبوة هداية وإصلاح – أولى ثانوي – تفكير إسلامي

قال تعالى: » كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)  أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) » – سورة الشعراء.

تقديم عام للآيات:

آيات قرآنية من سورة الشعراء مكية آياتها 228 تقع بعد سورة الفرقان وقبل سورة النمل وقد نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد سورة الواقعة وهي رقم 26 في ترتيب المصحف الشريف.

موضوع الآيات:

وصف الأوضاع السائدة في قوم شعيب عليه السلام الذي أرسله الله تعالى لهدايتهم وإصلاحهم.

شرح بعض المفردات:

أصحاب ليكة: هم أهل مدين موقع مدين بين الحجاز وفلسطين قريبا من خليج العقبة والأيكة هي الشجر وقيل الشجر الملتف.

المخسرين: هم المطففين الذي ينقصون في الميزان.

القسطاس: الميزان العادل.

ولا بتخسوا: الاستغلال في قيمة الشيء أي النقص والقلة.

لا تعثوا: لا تفسدوا.

الجبلة الأولين: الأمم والأقوام الذي سبقوكم.

كسفا: قطعا من العذاب.

المسحرين: الذي وق عليه السحر – المسحور مرارا وتكرار حتى فقد عقله.

المرسلين: الأنبياء والرسل عليهم السلام.

I- الغاية من ارسال شعيب عليه السلام:

1- وصف ما كان سائد في قوم شعيب عليه السلام:

فساد اقتصادي.

إنكار للنبوة وبالتالي الكفر والشرك بالله تعالى.

الإعتداء على حقوق الغير.

الغش والتحيل في الميزان.

انتشار الفساد في مختلف المجالات.

أرسل الله تعالى شعيب عليه السلام لهدايتهم وإصلاحم رحمة بعباده وتأكيدا للعناية الإلهية بهم.

2- أثار هذا الفساد على العلاقات الاجتماعية:

زعزعة الثقة بين الناس.

إنتشار الحقد والبغضاء.

السعي إلى الانتقام.

إنتشار الفساد وضياع المصالح.

انقطاع وانعدام العلاقات.

3- موقف أصحاب ليكة من شعيب عليه السلام:

تكذيب نبوته بحجة أنه بشر مثلهم.

إتهامهم بالاختلال العقلي بسبب السحر والشعوذة.

محاولة تعجيزه حيث طلب منه أن يسقط عليهم قطعا من العذاب.

حججهم واهية تؤكد إصرارهم على الكفر ورفضهم للإيمان بهذه الرسالة لأنها ضد مصالحهم.

II- النبوة هداية وإصلاح:

النبوة مهمة مقدسة تهدف إلى:

الهداية: توحيد الله وعبادته وحده

التقوى: أي خشية الله تعالى

وجوب طاعة الانبياء والرسل

الإصلاح: الأمانة والوفاء في الكيل والميزان.

العدل

النهاي عن هضم حقوق الناس

النهي عن الفساد بمختلف أشكاله.

دعوة شعيب عليه السلام خالية من أي غرض مادي دنيوي إنا غايته الإصلاح لقوله تعالى على لسان شعيب: » وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ ».

III- أنقد وأبني موقف:

وضع الاسلام للتعايش بين المسلمين أسس تضمن التعايش السلمي بينهم كتحريم القتل والاعتداء على حقوق الغير وتجنب الظلم وتحقيق الأخوة الانسانية والدعوة إلى أداء الأمانات إلى أهلها. لذلك تتوحد صفوف المسلمين وتدعم أخلاقيات التعامل الاقتصادي والاجتماعي ويتحقق الاستقرار والأمن.

الإصلاح عملية متواصلة لا تقتصر على الانبياء والرسل فقط لأن المؤمن مطالب بالاقتداء بهم في مناهجهم في الهداية والإصلاح.