تقديم محور الاقصوصة – اولى ثانوي
أبسط تعريف للقصة أنها مجموعة حوادث متخيلة في حياة أناس متخيَّلين ولكن الخيال فيها مستمد من الحياة الواقعية بأحداثها وأشخاصها فكأن القصة تفسر تجربة قد تقع في حياة مجموعة من البشر وكثيراً ما يعجز الإنسان عن فهم أحاسيسه وادراكها، ولهذا يستسلم لانفعالاته عاجزاً عن تفسيرها…
وكم يتمنى أن يجد من يحلل له مشاعره ودوافعه وما من شك أن القاص يكفل له ذلك فالقصاص أدق شعوراً من غيره بما يحسه الناس وهو على درجة كبيرة من الإدراك والملاحظة.
عناصر القصة
1) الحكاية
وهي سلسلة من الأحداث الجزئية مرتبة على نسق خاص يجذب القارئ إليها فيتتبعها في شغف وأبسط طريقة لعرض الأحداث وتسلسلها أن يحكيها الكاتب على لسان بطل من أبطالها وتسمى هذه الطريقة اسلوب ضمير المتكلم وعيبها أن جميع الأحداث وما ترتبط به من شخصيات تحكى من وجهة نظر الشخصية التي تسرد القصة وأن بعض المواقف المهمة أو أحاسيس الشخصيات الأخرى لا يمكن تسجيلها لبعدها عن التأثير في شخصية الراوي وكثيراً ما نعتقد أن القصة التي تروى بهذه الطريقة هي ترجمة ذاتية لكاتبها.
2) الشخصيات
وهي التي ترتبط بالأحداث وتتفاعل معها ويختلف عددها تبعاً لنوع القصة (رواية – قصة – أقصوصة).
فالقصةالاجتماعية مثلاً تحتوي على عدد كبير من الشخصيات المتباينة فينشأ صراع بينها وتسري الحركة في القصة بينما يقل عدد الشخصيات في القصة النفسية ليتوفر للكاتب دراسة كل شخصية وتحليلها من خلال الأحداث .
3) الحبكة
وهو ما يسمى ببناء القصة وهو المجرى الذي تندفع فيه الشخصيات والحوادث حتى تبلغ القصةنهايتها في تسلسل طبيعي منطقي لا نحس فيه افتعالا لحدث أو إقحاماً لشخصية ،وهناك نوعان من الحبكة: الأول يعتمد على تسلسل الحوادث تسلسلاً أخاذاً يشد القارئ إليه كما نجد في روايات المغامرات والمخاطرات، والثاني يعتمد على الشخصيات وما يصدر عنها من أفعال وآراء وتكون الحوادث في هذا النوع غير مقصودة لذاتها بل قصد منها تحليل هذه الشخصيات وفهمها ؟
4) الزمان والمكان
كل حادثةلا بد أن تقع في زمان ومكان محددين ومن ثمّ ينبغي أن ترتبط بظروف وعادات خاصة بالزمان والمكان اللذين حدثت فيهما .
5) الفكرة
ما من حكاية تروي أحداثاً تقع إلا لتقرر فكرة يقوم عليها بناء القصة، والقاص البارع هو الذي يوصل إلينا فكرته بطريق غير مباشر من خلال سرده للأحداث، فالفكرة التي يبني عليها الكاتب قصته لا يعلن عنها بل تتسرب إلى عقولنا مع تيار الأحداث والشخصيات التي تتفاعل معها حتى إذا انتهت القصة أدركنا الفكرة التي قامت عليها أنواع القصة.
ما هي الرواية وما هي مميزاتها؟
الرواية هي أكبر أنواع القصص من حيث طولها، ولكن الطول ليس وحده ما يميز الرواية عن القصة والأقصوصة، فالرواية تمثل عصراً وبيئة أي أن لها بعداً زمانيا ًوآخر مكانياً وربما يتسع البعد الزمني ويستغرق عمر البطل أو أعمار أجيال متتابعة مثلما نرى في ثلاثية نجيب محفوظ، وكذلك رواية الحرب والسلام لتولستوي، وكذلك الشأن بالنسبة للبعد المكاني فالرواية تتسع لأماكن عدة وقد تنتقل من قارة لأخرى والشكل في الرواية على جانب كبير من الأهمية، فالكاتب ينبغي أن يعتمد على طرق متعددة للحكاية فتارة يستخدم أسلوب السرد المباشر وتارة أخرى يجعل الشخصيات تحلل بعضها بعضاً وأحياناً ثالثة يترك الشخصيات تعرض أفكارها، ولا شك أن الحوار له دور رئيسي في الرواية، ولهذا ينبغي أن يكون مركزاً قوي الدلالة على الشخصية زاخراً بالانفعال والحركة في المشاهد المختلفة للقصة.
بعض الباحثين يرون أن الرواية والقصة شئ واحد وآخرون يرون أن الفارق بينهما يرجع إلى مدى اقتراب كل منهما من الواقع وملامسته، فالرواية تلتزم التصوير المقنع بالأحداث والشخصيات في حين أن القصة لا ترى بأساً بتغليب جانب الخيال كأن تصور أحداثًا خارقة غير ممكنة الوقوع، أو شخصيات هائلة لا نصادفها في الواقع.
ما هي الأقصوصة وما هي مميزاتها؟
أول ما يميز الأقصوصة عن الرواية والقصة صغرحجمها، إن طبيعة الأقصوصة هي التركيز، فهي تدور حول حادثة أو شخصية أو عاطفة مفردة أو مجموعة من العواطف يثيرها موقف مفرد، لذلك فهي لا تزدحم بالأحداث والشخصيات ولا تجد فيها تفصيلات ولا مجال فيها للاستطراد أو الإطالة أوالوصف، وإذا كثرت الشخصيات في القصة القصيرة وجب أن يجمعها غرض واحد.