نقدم إليكم درس: الصراع العثماني الاسباني على البلاد التونسية، كما يمكنكم الحصول على دروس أخرى عبر زيارة الركن الخاصة بالسنة سادسة إبتدائي، وسنة دراسية موفقة للجميع.
-هذا الدرس منقول من هيكل الشيخاوي – معلم أول – المدرسة الإبتدائية عين القصبات – سليانة
1 – أسباب الصراع:
أ – الأسباب الخارجيّة:
توضّح الخريطة وجود قوّتين عظمتين حول البحر الأبيض المتوسّط وهما الإمبراطوريّة العثمانيّة والإمبراطوريّة الإسبانيّة، لذلك فالتنافس بينهما كان شديدا حول السيطرة على البحر لشدّة أهميّته في التّجارة الخارجيّة.
ولتحقيق هذه السيطرة بحثت كلّ من الإمبراطوريّتين على الهيمنة على البلاد التّونسيّة نظرا لموقعها الإستراتيجي المطلّ على البحر الأبيض المتوسّط من حوضيه الشرقي والغربي أولا، وثانيا لأنّ البحّارة التّونسيّين كانوا ينشطون بالقرصنة التي كانت تهدّد مصالح الإمبراطوريّتين اللّتان كانتا تعوّلان كثيرا على التّجارة البحريّة.
ب – الأسباب الدّاخليّة:
كان السلطان محمّد بن الحسن الحفصي – الّذي كان يحكم البلاد التّونسيّة – جائرا ومنشغلا باللهو والمجون عن أمور الرعيّة، وكان يضاعف في الضرائب التي ولّدت لدى الرعيّة الشعور بالقهر سرعان ما تحوّل – هذا الشعور – إلى ثورة ضدّ الحاكم فانشقّت العديد من القبائل عن الحكم.
2- مراحل الصّراع:
لقد مرّ الصّراع العثماني الإسبانيّ على البلاد التّونسيّة بثلاث مراحل:
أ – المرحلة الأولى:
سيطرة الإمبراطوريّة على البلاد بعد أن أرسل السلطان العثماني القائد خير الدّين بربروس سنة 936هـ الموافق لـ 1529م الّذي دخل البلاد دون أن يلقى أي مواجهة فاستولى على الملك، وخطب في المنابر ودعى للسلطان العثماني الّذي رسم اسمه على العملة خاصّة مع هروب السلطان الحسن الحفصي.
ب – المرحلة الثّانية:
بعد أن قام السطان الحسن الحفصي سنة 1534م بعدّة محاولات لاستعادة الحكم من العثمانيين والّتي باءت كلّها بالفشل رغم مساندة مجموعة من الأعراب، هرب ولجأ إلى إسبانيا، وطلب المساعدة من شارلكان أو شارل الخامس فلم يتردّد هذا الأخير في بعث جنوده لافتكاك البلاد من العثمانيين نظرا لأنّه خاف من مزيد توسّع النفوذ العثماني في المنطقة، فقاد حملة كبيرة سنة 1535م كلّلت بالنّجاح، وسيطروا على البلاد وعاث فيها الجنود الإسبان فسادا حيث دمّروا المساجد والمدارس.
أمّا خير الدّين بربروس فقد هرب إلى الجبال مع مقاتليه ثمّ هرب إلى الجزائر، وأصبح السلطان الحسن الحفصي مجرّد آلة في يد الإسبان، ممّا دفع بابنه أحمد لافتكاك الحكم من أبيه سنة 1543م وظلّ يحكم البلاد حتّى داهمه الوالي العثماني على الجزائر وسيطر على مدينة تونس .
ولمّا طلب السلطان الحفصي المعونة من الإسبان اشترطوا عليه اقتسام الحكم، وأمام رفضه تمّ عزله، وولّي مكانه أخاه أبا عبد الله محمّد سنة 1573م حتّى سنة 1574م حيث أصدر السلطان العثماني الأوامر إلى وزيره سنان باشا بالتّوجّه إلى البلاد التونسيّة واسترجاعها.
ج – المرحلة الثّالثة:
نجح الوزير باسترداد البلاد خاصّة مع المدّ الذي جاء من الجزائر وليبيا، فسيطروا على مدينة تونس وهرب الإسبان والسّلطان الحفصي إلى اسطنبول، وانتهى الحكم الحفصي والإسبان وتركّز الحكم العثماني.
3 – نتائج الصّراع:
أمام الهزائم المتتالية للجيوش الإسبانيّة، غادرت هذه الأخيرة شمال إفريقيا، وتوجّهت نحو القّارة الأمريكيّة، وتحوّلت تونس إلى ولاية عثمانيّة مثل بقيّة الدّول المغاربيّة، فخطب الخطباء على المنابر باسم السلطان العثماني وكُتِب اسمه من جديد على العملة، وتمّ ترك 4 آلاف مقاتل عثماني من جيش الإنكشاريّة لحماية البلاد يقودهم الآغا، وسمّي على كلّ 100 منهم قائدا يسمى الدّاي. أمّا الجهات فيحكمها أمير اللّواء الّذي يسهر على تسيير أمورها وجمع الضرائب فيها ويسمى الباي، أمّا الباشا فهو الّذي يشرف عليهم كلّهم.