الولايات المتحدة الأمريكية – القوة الإنتاجية – جغرافيا – بكالوريا آداب واقتصاد وتصرف
قطاع خدمي قوي ومتنامي:
نمو مساهمة الخدمات في التشغيل وإنتاج الثروة وعواملها :
نمو سريع:
يشغل قطاع الخدمات سنة 2017 حوالي 79.5 % من نسبة الناشطين (150 مليون عامل) وهي أعلى نسبة في العالم. ويعتبر هذا القطاع من أكثر القطاعات المحدثة لمواطن الشغل وتوفر 80.2 % من الناتج الداخلي الخام سنة 2017.
عوامل النمو:
ارتفاع الدخل الفردي السنوي وهو ما يؤدي إلى انخفاض الإنفاق في الحاجيات الأساسية وارتفاعه في الخدمات إضافة إلى إعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية المنتجة (الصناعة / الفلاحة) وتخليها عن عديد الأنشطة للشركات الخدماتية المتخصصة كالنقل والخزن والإشهار والتصور ومزيد تعقد الاقتصاد الأمريكي وتأكد تعميم الخدمات الراقية على كل الأنشطة المنتجة: تأمين – محاسبة – قرض.
بنية قطاع الخدمات:
¾ الناشطين يعملون في قطاع الخدمات الموجهة للأفراد البسيطة (التجارة – الحضانة – النقل …) والراقية (الصحة – البنوك…) أما ¼ الناشطين يعملون بالخدمات الموجهة للمؤسسات وهي في نسبة هامة منها خدمات راقية مثل التأمين والمحاماة والهندسة والخدمات البسيطة. ويتميز قطاع الخدمات الراقية بنمو سريع مقارنة بالخدمات البسيطة وهو يعبر عن مدى تقدم الاقتصاد الامريكي.
خدمات تدعم مكانة الولايات المتحدة:
توفر الخدمات مداخيل هامة (خدمات مالية – انترنت – النقل الدولي – التأمين – السياحة التي قدرت مداخيلها بأكثر من 93 مليار دولار، السينما – التلفزة…) مما جعل الميزان التجاري للخدمات يسجل فائضا بـ 245 مليار دولار سنة 2017. كما برزت شركات خدمات عبر قطرية مثل شركة وول مارت متخصصة في تجارة التفصيل في المرتبة الاولى برقم معاملات بلغ 469 مليار دولار سنة 2013 وشركة والت ديزني المرتبة الأولى بـ 45 مليار دولار فيما حلت شركة تايم وارنرفي المرتبة الثالثة بـــ 29 مليار دولار سنة 2013.
صناعة قوية قادرة على التجدد:
مكانة متميزة لصناعة التكنولوجيا العالية:
الصناعة الجو فضائية:
تتمثل في الطائرات المدنية والعسكرية والصواريخ ومعدات غزو الفضاء تمثلها شركات عملاقة مثل بوينغ التي بلغت الرتبة الثانية عالميا، يبلغ رقم معاملاتها 94.57 مليار دولار وتشغل هذه الصناعة 150.500 الناشطين في هذا القطاع في العالم سنة 2016 وتحقق أكثر من نصف رقم معاملاتها العالمي.
الصناعة المعلوماتية:
توفر الصناعة أكثر من 15% من القيمة المضافة الصناعية بفضل شركات عملاقة فمن ضمن الـعشر شركات الأولى عالميا، 6 شركات أمريكية مثل IBM , APPEL , DELL, AMAZONE…
تبرز القوة الخاصة في إنتاج الحواسيب الكبيرة والبرمجيات لكنها تعاني من نقص الحواسيب الشخصية.
صناعة الجيل الثاني:
السيارات:
بلغ الانتاج سنة 2012 حوالي 14.5 مليون وحدة حيث احتلت الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الثانية عالميا. وتسيطر على الانتاج شركات عبر قطرية عملاقة مثل GENERAL MOTORS المرتبة الثانية عامليما و FORD المرتبة الرابعة عالميا . وقد عرف هذا القطاع أزمة حادة خلال سبعينات القرن العشرين تجاوزتها بتطوير تقنيات الانتاج وعمليات التحالف مثل GENERAL MOTORS و TOYOTA من خلال بناء مصنع مشترك في كاليفورنيا كما تحالفت شركة فورد مع شركة مازدا اليبانية.
وقد شهدت هذه الصناعة أزمة حادة ارتبط بالأزمة المالية 2008 – 2009 حيث أشرفت جنرال موتورز على الإفلاس مما استوجب تدخل الحكومة الفيديرالية بضخ مليارات الدولارات.
الصناعات الكيميائية:
والتي تحتل المكانة الأولى في العالم بقيمة مضافة قدّرت بـ 15% سنة 2017 فهي أول طاقة تكرير النفط في العالم بـ 20% وذلك عن طريق شركة أكسن موبيل التي جاءت الثانية عالميا وشيفرون التي حلّت الثامنة عالميا.
إضافة إلى صناعة الأدوية وهي من أحد مظاهر القوة الصناعية الكيميائية حيث نجد 5 شركات أمريكية من ضمن قائمات الشركات العشر الأولى في العالم مثل جونسن وفايزر وتتركز هذه الصناعات خاصة في الشمال الشرقي.
صناعات غذائية:
توفر 11 % سنة 2017 من القيمة المضافة الصناعية في الولايات المتحدة الأمريكية. ولم تشهد أزمات حادة لغياب المنافسة وتتركز خاصة بالسهول الكبرى وولاية كاليفورنيا أهمها: وكاكولا التي بلغت رقم معاملاتهت سنة 2017، 35.4 مليار دولا، ومثل بيبسي – كالوج – فيليب موريس.
صناعات الجيل الأول: بين التأزم وإعادة الهيكلة:
الفولاذ:
دخل هذا الانتاج في أزمة حادة انطلاقا من سبعينات القرن العشرين حيث تراجع عدد الناشطين وبلغت الحصة من الانتاج العالمي 4.8% محتلة بذلك المرتبة الرابعة عالميا سنة 2017. وتعود أسباب الأزمة إلى المنافسة اليبانية والكورية والصينية فضلا عن بروز مواد منافسة مثل البلاستيك والألمنيوم. ولتجاوز الأزمة تم الاعتماد على بعض الحلول مثل تطوير التقنيات وغلق المصانع القديمة وإعادة توطين الصناعة واعتماد السوحلة والترفيع في المعالم الجمروكية على الفولاذ الأجنبي.
النسيج:
يشهد أزمة حادة في صناعة المنسوجات الطبيعية مثل الصوف والقطن مما تسبّب في فقدان أكثر من 400 ألف وظيفة وتراجع الانتاج. فتوجهت الشركات إلى إعادة التوطن في مدن الجنوب خاصة منطقة الحدود الأمريكية – المكسيكية حيث أقيمت الماركيلادوراس وفي الخارج بالبلدان النامية الأسيوية. كما تم فرض نظام الحصص على المواد النسيجية الموردة من الصين.
تحولات المجال الصناعي:
الحزام الصناعي: إقليم حيوي في تراجع وفي تحول:
يضمّ هذا الإقليم 19 ولاية بالشّمال الشّرقي بين السّاحل الأطلنتي والبحيرات الكبرى وهو أوّل إقليم صناعيّ بالولايات المتّحدة الأمريكيّة تتركّز به صناعة الفولاذ والنّسيج والسّيارات.
شهد في سبعينات القرن العشرين أزمة ناجمة عن تقادم صناعاته ومنافسة أجنبيّة فشهد هذا الإقليم إعادة هيكلة الصّناعات القديمة بالإنفتاح على رأس المال الأجنبي خاصّة الياباني والإستثمار في صناعات المنتجات الفاخرة مثل الملابس والعطورات والسّاعات الثّمينة والمجوهرات مع تطوير الصّناعات الدّقيقة ومنتجات التّكنولوجيا فظهرت مناطق صناعيّة جديدة منها منطقة الطريق الحزاميّة 182 حول بوسطن.
تزايد أهمّيّة الأقاليم الطّرفيّة: حزام الشّمس:
يتكوّن من أقاليم طَرَفِيَّة تشمل فلوريدا وإقليم الجنوب وولاية تكساس وكامل واجهة المحيط الهادي. وقد إستفاد من توفّر يد عاملة ذات كلفة منخفضة وعلاقات تجاريّة كثيفة مع اليابان والصّين والبلدان الصّناعية الجديدة بشرق آسيا إضافة إلى دفئ الطّقس وإنخفاض أسعار الأراضي ومواد الطّاقة بتكساس فنمى نصيبه من الإنتاج الصّناعي ليبلغ 47% و45% من الشّغل الصّناعي ويضمّ صناعات متطوّرة كالصّناعة الجوفضائيّة والصّناعات المعلوماتيّة بسيلكون فالي.
أوّل قّوة فلاحيّة في العالم:
إنتاج ضخم ومتنوّع:
تتمتع الولايات المتحدة الأمريكية بالمراتب الأولى عالميا على مستوى الانتاج الفلاحي. إذ تنتج حوالي 9.1% من الانتاج العالمي للقمح محتلة بذلك المرتبة الخامسة عالميا سنة 2016. كما تنتج الولايات المتحدة الأمريكية 35% من الانتاج العالمي للصوجا و19.6% من لحوم البقر و 36.2 %من الذرة سنة 2016 لتحل في المرتبة الأولى عالميا.
قدرة عالية على التّصدير:
تحتلّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة المرتبة الأولى من الصّادرات العالميّة للذّرة والصّوجا واللّحوم وبلغت صادرات المنتجات الفلاحيّة 10% من نسبة الصّادرات العالميّة سنة 2012 مما مكنها من تحقيق فائض في الميزان التّجاري الفلاحي إذ تجاوز 10 مليار دولار. وتوظّف الولايات المتّحدة الأمريكيّة هذا الفائض في خدمة مصالحها بإستعمال الغذاء كسلاح أخضر.
عوامل القوّة ومشاكل الفلاحة:
العوامل:
ساهم تطوّر التّقنيّات الفلاحيّة في تكثيف إستعمال آخر إكتشافات البيوتكنولوجيا وإستعمال المشاتل المحورّة جينيًّا والإستغلال مكثّف للمبيدات والأسمدة. كما تقوم الفلاحة على الرأس ماليّة التي تعتمد بدورها على القروض والتّأمين. وتمكنت الفلاحة من الإدماج ضمن المركب الفلاحي الصّناعي ومن تكوين شركات عبر قطريّة عملاقة مثل فيليب موريس. ومن المتوقع أن يبلغ دعم الدولة للفلاحة في الفترة القادمة حوالي 20 مليار دولار.
تنامي المشاكل:
كما تعاني الفلاحة في الولايات المتحدة الأمريكية من مشاكل عدة منها تضخّم الإنتاج ومشاكل التّسويق فضلا عن الخلافات مع كبار الدّول المصدّرة فلاحيًّا (فرنسا) وتدهور خصوبة الأرض نتيجة الإستعمال المكثّف للرّيّ والأسمدة والمبيدات وتواصل تداين الفّلاحين مما يؤدي إلى عبئ مالي تتحمّله الدّولة .
مجال فلاحيّ في تحوّل:
تراجع التّخصص الزّراعي المجالي أو ما يعرف بالتّخصّصّ الإقليمي: حزام القطن في الجنوب، حزام الذّرة بالحوض الأعلى لنهر المسيسيبي، حزام اللّبن حول البحيرات الكبرى، القمح بالسّهول الكبرى فتمّ إدخال تغييرات على هذا التّطبيق الزّراعي بإدخال زراعات أخرى على النّشاطات الرّئيسيّة للأحزمة مثل صوجا وتربية الماشية في حزام الذّرة، تربية الماشية والعلف بحزام القطن.
تراجع وزن الشّمال الشّرقي ونمو الغرب الفلاحي خاصّة بكاليفورنيا: البستنة والزّراعة السّقويّة، بروز البستنة حول المدن، تنامي تربية الماشية في اسطبلات.
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني