الولايات المتحدة الأمريكية – النفوذ العالمي – الجغرافيا – بكالوريا آداب واقتصاد وتصرف
مقدّمة:
ساعدت القوّة الإنتاجيّة للولايات المتّحدّة الأمريكيّة على الهيمنة على العالم وممارسته نفوذ إتّخذ أوجه عديدة رغم تصاعد الإحتجاجات ضدّ هذه الهيمنة. فما هي مظاهر هذا النّفوذ العالمي؟
قوّة تجاريّة وماليّة كبرى:
نفوذ تجاري واسع:
مكانة بارزة في التّجارة العالميّة: من أكبر القوى التّجاريّة في العالم:
بلغت نسبة صادرات السلع للولايات المتحدة المتحدة 8.7 % لتبلغ بها المرتبة الثانية عالميا، لتكون نسبة وارداتها من السلع 13.4 % بالغة بها المرتبة الأولى علميا، في حين تبلغ نسبة صادراتها من الخدمات 14 % ووارداتها منها 10 % محتلة بهما المرتبة الألى عالميا.
مبادلات إقتصاد قويّ ومهيمن:
صادرات متنوّعة: سلع وخدمات:
تمثّل المنتجات الصّناعيّة 74.9 % سنة 2016 من إجمالي الصّادرات:
منتجات التّكنولوجيا العالية مثل الطّائرات، الأدوية، الأسلحة، معدّات النّقل مثل السّيارات ومنتجات فلاحيّة مثل الذّرة والقمح والصّوجا.
تراجع الولايات المتّحدّة الأمريكيّة حيث فقدت سيطرتها على السّوق العالميّة في بعض المنتجات الصّناعيّة والفلاحيّة بسبب حدّة المنافسة من قبل الإتّحاد الأوروبي واليابان والأقطار الصناعيّة الجديدة مثل كوريا الجنوبيّة والبرازيل والأرجنتين في المقابل تشهد الواردات تناميا مستمرًّا. تتكوّن من المنتجات الصّناعيّة ثم مصادر طاقة ومنتجات فلاحيّة وغذائيّة. وتعود ضخامة الواردات إلى القدرة الإستهلاكيّة العالية للسّوق الدّاخليّة.
عجز الإنتاج الوطني رغم ضخامته عن تغطية الحاجيات الدّاخليّة وذلك لتنامي التّصدير المرتبط بتحرير التّجارة العالميّة وبتدويل الإنتاج من قبل شركات عبر قطريّة.
مبادلات تتمّ مع البلدان المتقدّمة والقوى الصّاعدة:
تتمّ مبادلات الولايات المتّحدّة الأمريكيّة مع أغلب بلدان العالم لكن أكثر من ¾ قيمة هذه المبادلات تتّمّ مع البلدان المقدّمة والقوى الصّاعدة حيث تبرز كندا والمكسيك العضوين في منظّمة التّبادل الحرّ لأمريكا الشّماليّة بأكثر من 1/3 حيث بلغت الصادرات سنة 2017 – 34 % وبلغت وارداتها معها 25 % في نفس السنة. ثمّ الأقطار الصّناعيّة الجديدة (النّمور والتّنينات) والصّين في مرتبة ثانية وبلدان الإتّحاد الأوروبي في مرتبة ثالثة. وبلدان الجنوب في مرتبة أخيرة أساسا مصادر طاقة وبعض المنتجات الفلاحيّة.
قطب مالي ونقدي قويّ ومؤثّر:
طرف رئيسي في الإستثمار الأجنبي المباشر:
توفّر الولايات المتّحدّة الأمريكيّة 14% من مجموع العالمي للإستثمار الأجنبي المباشر الصّادر و18% من المجموع العالمي للإستثمار الأجنبي المباشر الوارد حيث إحتلّت بهما المرتبة الأولى سنة 2011. كان للشّركات العبر قطريّة دور رئيسي في تأكيد نفوذها المالي
تتركّز الإستثمارات مجاليًّا في البلدان المتقدّمة وخاصّة الإتّحاد الأوروبي وقطاعيّا تتركّز في الصّناعات كصناعة السّيارات وفي القطاع الخدمي فهي أكبر مستورد لرؤوس الأموال في العالم فهي تستقطب 2/3 المدّخرات النّقديّة العالميّة توظّف في تنمية إقتصادها ومعالجة عجز ميزانها التّجاري. قدرة على التّحكّم في الإقتصاد العالمي وقوّة جاذبيّة الإقتصاد الأمريكي.
الدّولار: عملة عالميّة مهيمنة:
أصبح الدّولار عملة عالميّة منذ نهاية الحرب العالميّة الثّانية واعتمد في المبادلات التّجاريّة العالميّة وفي الإستثمار والبورصات العالميّة و يشكّل أكثر من ½ مدّخرّات البنوك المركزيّة من العملة الأجنبيّة.
تأثير كبير على الإقتصاد العالمي فعندما تتراجع قيمته تتقلّص عائدات البلدان الأخرى عند التّصدير وتتفاقم نفقاتها عند التّوريد والعكس بالعكس.
سوق ماليّة كبرى:
تأوي حواضر الولايات المتّحدّة الأمريكيّة عدّة بورصات عالميّة كبرى مثل وال ستريت بنيويورك التي تتولّى ضبط أسعار أغلب المواد الأوّليّة والمنتجات الصّناعية المتنوّعة وتستقطب المدّخرّات النّقديّة من كل أنحاء العالم.
بورصة شيكاغو للحبوب وبورصة أورليونس للقطن ويؤثّر الوضع في البورصات الأمريكيّة على باقي بورصات العالم مثل طوكيو ولندن وفرانكفورت وباريس.
تأثير ثقافي كبير:
منتجات ثقافيّة متنوّعة تعرف رواجًا كبيرًا:
منتجات متنوّعة: الإنتاج السّينمائي والتّلفيزيوني أهم رموزها والتي تسعى إلى نشر صورة مشرقة للعالم الأمريكي والتّأثير على الرّأي العام العالمي.
توفّر السّينما الأميريكيّة 1/3 الإنتاج وتنفرد بأكثر من ½ توقيت بث الأفلام على المستوى العالمي.
أنواع عديدة من الموسيقى: الدجاز – الرّوك..
الموضة: الدّجين – Nike
الأكل: الأكلة السّريعة
إستئثار بأكثر من 44% من الحائزين على جائزة نوبل في مخلتف المجالات
رواج للثّقافة الأمريكيّة بفضل اللّغة الإنجليزيّة التي أصبحت اللّغة العالميّة المعتمدة في العلوم والنّشر…
جهاز إعلامي قوي ومتنوّع تمثّله صحافة مكتوبة ذات إنتشار واسع (نيويورك تايمز)
شبكات تلفيزيزنيّة عديدة مثل CNN – NBC ووكالات أنباء قويّة
إشاعة نمط العيش الأمريكي:
ساهمت مختلف الوسائل الثّقافيّة في إشاعة نمط العيش الأمريكي في العالم والإقبال عليها وتقليدها مثل حب المغامرة – الرّوح الرّياديّة – الحركيّة المجاليّة والمهنيّة وصورة وردية ومغرية عن المجتمع الأمريكي وشملت الأمركة كل أوجه الحياة فانتشرت المطاعم – الدجين وتعدّد فضاءات التّرفيه على النّمط الأمريكي (وال ديزني).
نفوذ جغراسياسي واسع:
تحوّلت الولايات المتّحدة الأمريكيّة إثر إنهيار الإتّحاد السّوفياتي إلى قوّة عظمى وحيدة في العالم.
قوّة عسكريّة عاتية وإنتشار عسكري كبير في العالم:
قوّة عسكريّة عاتية:
قوّة عسكريّة تسخّرها لفرض هيمنتها على العالم ولضمان مصالحها الإقتصاديّة والسّياسيّة. تتكوّن من 1.2 مليون عسكري حسب سنة 2018 مجهّزين بأحدث أنواع الأسلحة وأكثرها فتكا حاملات طائرات – غوّاصات نوويّة – صواريخ عابرة…
تُستعمل للتّدخّل السّريع في مناطق مختلفة من العالم وتسخّر لهذه القوّة ميزانيّة ضخمة: نصف قيمة الإنفاق العسكري في العالم تعتمد على شركات أمريكيّة عملاقة مثل “لوكهيد مارتن”، “جنرال ديناميكس” ويمثّل العتاد الحربي 42% من حصّة الصّادرات العالميّة سنة 2008 إحتلّت به المرتبة الأولى.
إنتشار عسكري واسع:
منذ إنهيار الإتّحاد السّوفياتي سعت الولايات المتّحدة الأمريكيّة إلى نشر نموذجها الإقتصادي والإجتماعي عبر العالم. ومع بروز قوى جديدة وفتيّة مثل الإتّحاد الأوروبي والصّين دفع الأمريكيّين إلى مزيد السّيطرة على المواد الإستراتيجيّة بنشر قوّاتها العسكريّة عبر العالم ضمن شبكة من القواعد العسكريّة: قوام + أوكيناط بالمحيط الهادي – دياقوقارسيا بالمحيط الهندي وبنما في أمريكا الوسطى وفي المملكة المتّحدّة وإيطاليا وألمانيا وكوريا الجنوبيّة والخليج العربي وآسيا.
إضافة إلى نشر أجهزة التّنصّت في العالم. فأصبحت شرطي العالم
هيمنة متعدّدة الأوجه تثير إحتجاجات متنامية :
هيمنة متعدّدة الأوجه:
تسعى الولايات المتّحدة الأمريكيّة إلى تأكيد زعامتها بعد إنهيار الإتّحاد السّوفياتي بتسخير إمكانيّاتها الإقتصاديّة وقوّتها العسكريّة لتحقيق أهداف سياسيّة بواسطة المعونات إلى البلدان الفقيرة فهي المانح الأوّل وبواسطة هيمنتها على المنظّمات الدّوليّة مثل مجلس الأمن وتستعمل قوّتها العسكريّة في 3 إتّجاهات رئيسية:
نشر اللّيبيراليّة الإقتصاديّة
إقامة أحلاف سياسيّة وعسكريّة مع عدد كبير من الدّول
التّدخّل العسكري المباشر في عدّة مناطق في العالم معتمدة مبدأ الحرب الوقائيّة والإستباقيّة ضدّ كل من يقف في وجهها ويمنعها من السّيطرة على الموارد الإستراتيجيّة مثل النّفط.
هيمنة تثير إحتجاجا متناميا:
أصبحت إستراتيجيّة الولايات المتّحدة الأمريكيّة تثير معارضة متزايدة من قبل بلدان الجنوب والإتّحاد الأوروبي والمنظّمات غير الحكوميّة.
صعود أحزاب يساريّة إلى السّلطة في الحديقة الخلفيّة (أمريكا الجنوبيّة) رافضة للهيمنة الأمريكيّة ومناهضة لسياستها وسعت إلى إقامة منطقة تبادل حرّ في أمريكا بعيدة عن هيمنة الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
خاتمة:
أحرزت الولايات المتّحدة الأمريكيّة مكانة ونفوذا على المستوى العالمي بفضل جمعها القوّة الإقتصاديّة والعسكريّة والإشعاع الثّقافي، ففيما تتمثّل دعائم هذه القوّة؟
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني