درس الاتحاد الأوروبي: المكانة العالمية – بكالوريا آداب
مقدمة
يعتبر الاتحاد الأوروبي تكتلا اقتصاديا قويا وظف قوته الإنتاجية فاكتسب النفوذ العالمي، ولئن تدعمت مكانته التجارية والمالية والنقدية، فإن حضوره الجغراسياسي ضل محدودا. فما هي مظاهر المكانة التجارية والمالية والجغراسياسية للاتحاد الأوروبي؟
المكانة التجارية للاتحاد الأوروبي: قطب تجاري قوي:
القوة التجارية الأولى في العالم:
يعد الاتحاد الأوروبي القوة التجارية الأولى في العالم، إذ ينفرد بقرابة خمس المبادلات العالمية للبضائع وربع القيمة الجملية للمبادلات العالمية للخدمات، متقدما بذلك على بقية أقطاب الثالوث، وقدرت مساهمته في الصادرات العالمية بـ15.6% مقابل 16.1% للواردات سنة 2012. غير أن هذه القوة التجارية هي في الواقع قوة عدد محدود من أعضاءه وفي مقدمتهم ألمانيا التي تساهم وحدها بخمس مبادلات الاتحاد وتليها فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا.
تركيبة المبادلات: كتلة قوية ومتقدمة:
مواد مصنعة تمثل ¾ القيمة الجملية لصادراته وأكثر من ثلثي القيمة الجملية لوارداته وهو ما يدل على قوة الصناعة الأوروبية ونجاعة التحولات التي تشهدها في السنوات الأخيرة من صنفها خاصة منتجات معدات النقل ومنتجات الصناعات الكيميائية اللتان تمثلان قرابة نصف قيمة الصادرات الصناعية. إلا أن المواد الطاقية مازالت تمثل جزءا هاما من الواردات وهو ما يعكس التبعية الأوروبية في هذا الميدان. وقد تكوّنت صادرات الاتحاد الأوروبي من صادرات منتجات صناعية قدرت بـ83% من جملة الصادرات و6% منتجات غذائية و5% منتجات طاقية ومنجمية وصادرات أخرى قدرت بـ 6%. أما الواردات فتتكون من 68% منتجات صناعية و6% منتجات غذائية و19% منتجات طاقية ومنجمية و7% منتجات أخرى وذلك سنة 2015.
وسجلت الموازنات التجارية منذ 2013 فائضا قدّر بـ 54.6 مليار يورو ويمكن تفسير ذلك خاصة بتراجع كلفة الواردات الطاقية.
مبادلات تتم أساسا مع العالم المتقدم:
تتم خاصة مع العالم المتقدم منها الولايات المتحدة الأمريكية رغم تراجع نصيبها ثم اليابان، كما تتزايد حصة روسيا في مبادلات الاتحاد (تعد المزود الأول للاتحاد الأوروبي بالغاز الطبيعي) وتساهم بعض القوى الصاعدة برصيد متزايد لهذه المبادلات خاصة الصين الشعبية ويبقى نصيب العالم النامي ضعيفا باستثناء الأقطاب المنتجة والمصدرة للنفط التي حافظت على مكانة خاصة ضمن واردات الاتحاد الطاقية.
المكانة المالية للاتحاد الأوروبي: قطب مالي قوي:
مكانة مالية هامة للاتحاد:
يحتكر الاتحاد الأوروبي المرتبة العالمية الأولى بالنسبة للأدفاق المالية الصادرة (50% من رصيد الاستثمار) والواردات (43% من الرصيد الوارد في العالم) متقدما بذلك على الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يؤكد قوة اقتصاده وجاذبيته. كما ارتقى اليورو في ظرف وجيز إلى المرتبة الثانية عالميا بعد الدولار الأمريكي، فالولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستقطب للأدفاق الصادرة من الاتحاد الأوروبي رغم تراجعه لصالح بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية والاقطار الاسيوية وأقطار أوروبا الوسطى والشرقية.
ويستحوذ قطاع الخدمات على قرابة ¾ قيمة هذه الأدفاق وهو ما يؤكد أهمية مكانة الاقتصاد الأوروبي. وتتركز القوة المالية للاتحاد في عدد محدود لبلدانه الأعضاء وهي المملكة والمتحدة وفرنسا وألمانيا وهولندا.
عائدات سياحية مرتفعة:
يعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر مجال سياحي في العالم، حيث قدر عدد السياح الغير مقيمين 350 مليون سائح سنة 2014 ويتصدرهم الأمريكيون. ويستفيد هذا النشاط من بنية تحتية ضخمة وخدمات سياحية ذات جودة عالية ومنتوج سياحي متنوع يوفر عائدات مالية مرتفعة قدرت سنة 2014 بـ360 مليار دولار ليحل في المرتبة الأولى عالميا. إذ تستأثر اسبانيا وفرنسا وإيطاليا بثلثيها.
طرف رئيسي في المساعدة العمومية من أجل التنمية:
حيث يساهم الاتحاد الأوروبي بـ 56% من قيمة المساعدة العمومية من أجل التنمية، فيما تساهم الولايات المتحدة الأمريكية بـ24% واليابان بـ8%.
يقدم الاتحاد الأوروبي ما يفوق ½ قيمة المساعدة العمومية من أجل التنمية. وتعتبر أقطار شمال وغرب الاتحاد الأكثر مساهمة فيها، وتوجه هذه المساعدات الى البلدان الأقل تقدما وخاصة أقطار افريقيا جنوب الصحراء. إلا أن المستعمرات السابقة للدول هي أهم مستفيد من هذه المساعدات.
نفوذ سياسي وعسكري محدود:
السعي الى تدعيم النفوذ السياسي:
يتمتع الاتحاد الأوروبي بمكانة هامة في الاقتصاد العالمي، لكن دوره السياسي ضل محدودا. وأدرك الأوروبيون هذه المفارقة وأكدوا على ضرورة التضامن الاقتصادي وكذلك التضامن السياسي خاصة وان العالم عرف تغيرات هامة بسقوط الكتلة الاشتراكية وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالقرار الدولي. فسعى الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء قوة عالمية تحمي مصالحه في العالم ونجح في نسج علاقات اقتصادية متنوعة وحضور دائم في مفاوضات المنظمة العالمية للتجارة.
لكن يبقى دوره السياسي محدودا خاصة في القضايا والنزاعات العالمية وهو ما خلق نزاعا بين الدول الأعضاء فظهرت أوروبا الجديدة بزعامة فرنسا.
تدخل عسكري ضعيف:
ينفق الاتحاد الأوروبي قرابة نصف ما تخصصه الولايات المتحدة الأمريكية للإنفاق العسكري، وهذا الانفاق هو مجموع نفقات دوله الكبرى، فضلت قدرته على الانتشار العالمي محدودة وضلت المهام العالمية للاتحاد الأوروبي ضعيفة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وتتمثل خاصة في تقديم المساعدات اللوجستية لحلف الشمال الأطلسي. ويفسر هذا العجز الأوروبي عن انتهاج سياسة دفاعية موحدة إلى عوامل داخلية منها غياب الاجماع على انشاء قوة عالمية أوروبية وتحفّظ الرأي العام الأوروبي وتأصل تقاليد الحياد، أما خارجيا فتظهر الولايات المتحدة الأمريكية مؤيدة لهذا الانقسام السياسي للاتحاد وذلك خدمة لمصالحها.
الحصول على ملخص الدرس: ملخص درس الاتحاد الأوروبي: المكانة العالمية – بكالوريا آداب
الحصول على دروس الجغرافيا: كل ما يخص الجغرافيا للبكالوريا آداب: الدروس وملخصاتها، تعريف المصطلحات وفروض للانجاز مع الاصلاح
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني