درس الاتحاد الأوروبي: القوة الانتاجية – بكالوريا آداب
مقدمة
يمثل الاتحاد الاوروبي تكتلا اقتصاديا قويا منافسا للولايات المتحدة الأمريكية واليابان، ويسعى لفرض نفوذه على الاقتصاد والمجال العالميين، وذلك من خلال المراهنة على قوته الانتاجية الضخمة في الفلاحة والصناعة والخدمات. فأين نتبين ملامح القوة الانتاجية؟ وأين تبرز مشاكل وعراقيل الاتحاد ضمن القطاعات الثلاثة؟
القطاع الخدمي: أحد ركائز الاقتصاد الأوروبي:
الخدمات:
قطاع حيوي للاقتصاد لقدرته الهامة على التشغيل إذ يشغل أكثر من ¾ الناشطين أي 73.9% سنة 2013، وهو أكثر القطاعات قدرة على خلق مواطن الشغل ويوفر ¾ القيمة الجملية للناتج الداخلي الخام. وترتفع هذه النسبة في الاقطار الشمالية الغربية مثل فرنسا وألمانيا.
وتميزت الأنشطة الخدمية بتنوعها خاصة تجارة التفصيل والجملة والنزل وخدمات الاستشارة القانونية والهندسية والاعلام والاتصال. وتسعى دول الاتحاد الاوروبي الى ثولثة اقتصادها.
الخدمات: قطاع يواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية:
تتنوع الخدمات وتتحول حسب أصنافها والمستفيدين منها:
خدمات موجهة للأفراد: تتكفل بها مؤسسات صغرى ومتوسطة تسعى لتلبية متطلبات الافراد ومواكبة تحسن مستوى ونمط العيش (فضاءات – مطاعم – أماكن ترفيه…) ومعلوماتية.
خدمات موجهة للمؤسسات: توفرها مؤسسات كبرى عالمية كبرى مثال مؤسسة كارفور بالنسبة للتوزيع التجاري التي تحتل المرتبة الثانية عالميا (شركة فرنسية تتوزع فروعها عبر العالم المتقدم والنامي).
لكن يشكو هذا القطاع بعض العراقيل الداخلية أهمها تقديم المصالح القطرية على مصالح الاتحاد.
مكانة عالمية مرموقة للخدمات الأوروبية:
يستأثر الاتحاد الأوروبي بـ ¼ المبادلات العالمية للخدمات متقدمة على أقطاب الثالوث، وتعتبر الأقطار الواقعة بالشمال الغربي الأكثر مساهمة في هذه المبادلات خاصة خدمات الأسفار. وتتركز مبادلات الخدمات مع دول العالم المتقدم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا واليابان. وتعتبر أقطار الاتحاد الاوروبي الواقعة بالشمال الغربي الأكثر مساهمة في هذه المبادلات حيث تستأثر كل من فرنسا وألمانيا بـ 1/3 المبادلات. وقد سجل ميزان الخدمات حصيلة ايجابية في السنوات الاخيرة بلغت حوالي 162.9 مليار سنة 2014.
الصناعة: قطاع ضخم ومتنوع ومنافس:
انتاج صناعي ضخم:
رغم تراجع عدد الناشطين في الصناعة وتراجع نسبته في الناتج الداخلي الخام (25% سنة 2015)، ورغم المنافسة الحازمة الشديدة، يعتبر الاتحاد الأوروبي من القوى الصناعية الكبرى في العالم، وتم التركيز على الصناعات الرائدة، حيث احتلت الصناعات الاوروبية مراتب عالمية هامة كصناعة الفولاذ، إذ حل في المرتبة الثانية عالميا.
إنتاج صناعي متنوع:
صناعات التكنولوجيا العالمية:
تمثل ثلث القيمة الجملية لصادرات الاتحاد الاوروبي من صناعة أدوية وصناعة التجهيزات الكهربائية والطبية والصناعات الجوفضائية وسيطرة وكالة الفضاء الاوروبية على نصف عمليات إطلاق المعدات الفضائية، وتميزت أوروبا خاصة في صاروخ أريان وحققت طائرات إرباص نجاحات على حساب بوينغ الأمريكية.
صناعات الجيل الثاني:
حافظت على مكانة بارزة حيث توفر ثلث القيمة الجملية لإنتاج الصناعات الكيمياوية في العالم وتمثل 15.7% من قيمة الصادرات الأوروبية سنة 2013، وتحتل شركاته مراتب متقدمة في العالم مثل شركة “ب –أ –س –ف” الألمانية، كذلك صناعة السيارات إذ يستأثر بالمرتبة الأولى عالميا مثل بولز فاير ومجموعة بيجو – رونو الفرنسية ثم الصناعات الغذائية إذ تستفيد من ضخامة الانتاج الفلاحي واتساع الاستهلاك.
الصناعات القديمة:
نجحت في تجاوز الصعوبات التي واجهتها في القرن الماضي، من خلال التطور التكنولوجي وعمليات الشراء والادماج، كذلك صناعات النسيج خاصة صناعة الملابس الجاهزة.
المنتجات الصناعية الأوروبية: وزن هام في المبادلات العالمية:
تمثل الصناعات أكثر من ¾ القيمة الجملية لصادرات الاتحاد الاوروبي وتمثل الآلات ووسائل النقل قرابة الخمس من قيمة الصادرات، ومنتجات تكنولوجية 15.7% والمنتجات الكيميائية 10.8% حيث يوفر الاتحاد 16% من القيمة الجملية لصادرات الصناعة في العالم متقدما على الولايات المتحدة الأمريكية.
المجال الصناعي وتحولاته:
الأقاليم الصناعية المتأزمة:
تركزت خاصة بالأحواض الصناعية الكبرى وتعرف بالأقاليم السوداء، وتوجد بإنجلترا وشمال فرنسا وهولندا. وعرفت بألمانيا عدة مشاكل منها شدة المنافسة الأجنبية وشدة التلوث فعملت أغلب الدول على توزيع مجالها الصناعي وبعث مجالات صناعية جديدة.
تركز ساحلي متزايد للأنشطة الصناعية:
التركز في المناطق المنفتحة للواجهات البحرية والانهار.
تركز صناعات استهلاكية:
بالحواضر الصناعية مثل باريس.
تركيز صناعات كيمياوية:
روتردام وعلى طول نهر الراين وحوض الروهير.
قوة فلاحية كبرى:
انتاج فلاحي ضخم ومتنوع:
إنتاج نباتي:
يمثل أكثر من 50% من الإنتاج الفلاحي ويشمل الحبوب والسكر والذرة… ويساهم الاتحاد بنسبة هامة من الإنتاج العالمي للشعير وذلك بفضل اعتماد أساليب انتاج عصرية مع اجراء بحوث علمية متواصلة.
انتاج حيواني:
أكثر من 40% من الإنتاج العالمي، حيث نجد الابقار والالبان والخنازير التي تتمتع بأساليب تربية ماشية عصرية.
لا يستورد الاتحاد الأوروبي إلا المواد الفلاحية المدارية مثل القهوة والموز، وتتباين مساهمة الأقطار الأعضاء في الإنتاج الفلاحي إذ تهيمن 7 أقطار خاصة من شمال أوروبا الغربية على ¾ الإنتاج الفلاحي.
فلاحة ذات مردود مرتفع:
يسجل مردود الإنتاج الفلاحي ارتفاعا متواصلا بين الضعفين وأربعة أضعاف للحبوب واللفت السكري والحليب. حيث تم تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي الذي تجاوز الـ100%. فالاتحاد يحتل المراتب الأولى عالميا في عدة منتوجات ويعود ذلك إلى السياسة الفلاحية المشتركة.
أدى هذا الى تضاعف المردود الذي يطرح عدة مشاكل منها تكدس فائض الإنتاج وارتفاع تكاليف التخزين والاتلاف ومشاكل بيئية.
انتاج يحظى بمكانة عالمية هامة لكنه يواجه بعض المشاكل:
انتاج فلاحي ضخم ومتنوع جعل الاتحاد الأوروبي ثاني مصدر في العالم، محتلا كذلك المرتبة الأولى عالميا في بعض المنتوجات.
إذ يصدر الاتحاد الأوروبي 34 م طن من القمح محتلا بذلك المرتبة الأولى عالميا، ويصدر حوالي 2.5 م طن من الذرة ليحل في المرتبة الثامنة عالميا، أما السكر فهو يصدر حوالي 1.5 م طن ليحل في المرتبة الثامنة عالميا. أما الخمور فيحتل الاتحاد الأوروبي المرتبة الثانية عالميا بحجم تصديري بلغ 680 م طن.
مجال فلاحي متخصص:
تركز الزراعات الكبرى في الاحواض الرسوبية مثل الحوض الباريسي لتربية الماشية والأشجار المثمرة وهو تخصص ارتبط أساسا بالعوامل المناخية للاتحاد، لكن في السنوات الأخيرة ظهرت مناطق تخصص جديدة مثل الاحواض اللبنية وإنتاج اللحم.
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني