درس أدفاق الإعلام – بكالوريا آداب
مقدمة
شهدت أدفاق الإعلام منذ تسعينات القرن الماضي نموّا هامّا وأصبح لهذه الأدفاق دور محوري في الاقتصاد وساهم في بروز مجتمع الإعلام.فما هي مظاهر تنامي أدفاق الإعلام والعوامل المساعدة على ذلك؟ ومن يسيطر على هذا الإعلام؟
تنامي أدفاق الإعلام:
تطوّر الإعلام المكتوب والأخبار:
رغم منافسة وسائل الإعلام الجديدة، لا تزال الصّحافة المكتوبة تمثّل مصدرا هامّا للإعلام حيث يصدر أكثر من 25 ألف عنوان يوميّا مع تسجيل حوالي مليار قارئ يوميّا إذ أنّها تعتمد على وكالات أنباء كبرى مثل رويترز البريطانيّة و Associated Press الأمريكيّة وAgence France Press الفرنسيّة إضافة إلى وكالات مختصّة مثل سي-آن-بي-سي CNBC وداودجونس في الإعلام المالي والاقتصادي.
تنامي الإعلام السّمعي والبصري:
يبلغ عدد المحطّات الإذاعيّة أكثر من 47 ألف محطّة منها إذاعات وطنيّة وعموميّة وخاصّة ذات إشعاع عالمي مثل شبكة البي-بي-سي BBC البريطانيّة كما نمى عدد ساعات البث في هذه الوسائل.
كما بلغ عدد المحطّات التّلفزيونيّة الأرضيّة منها والفضائيّة أكثر من 21 ألف محطّة أكثرها متخصّصة مثل CNN الأمريكيّة وEURONEWS وFRANCE24 ويكون بثّها على الأنترنت أوعبر قنوات على الكابل.
تدعّم أفاق الإعلام عبر الأنترنت:
الأنترنت هي أداة كونيّة للاتصال والإعلام تساهم في ربط المجال العالمي وتشهد نموّا سريعا ويتجلّى ذلك في تضاعف الدّفق 180 مليون جيغابايت (GB) أما عدد مواقع الأنترنت فقد بلغ عددها 673 مليون موقع سنة 2013.
كما ارتفع عدد الرّسائل الإلكترونية في اليوم الواحد إلى 183 مليار رسالة فضلا عن إزدياد عدد صفحات الواب يوميّا بـ 10 ملايين صفحة.
نمت مداخيل التّجارة الإلكترونية من 286 مليار دولار سنة 2000 إلى 1233 مليار دولار سنة 2013. كما ارتفعت نفقات الإشهار عبر الأنترنت من 8.6 مليار دولار إلى 120 مليار دولار خلال نفس الفترة.
تدعّم مكانة الإعلام في المجتمع والاقتصاد:
ساهمت أدفاق الإعلام في ترابط المجال العالمي وفي إرساء مجتمع الإعلام وسهّلت تنامي المبادلات التّجارية بين البلدان وتنقّل رؤوس الأموال والاستثمارات المباشرة. وساهم ظهور الأنترنت في تحقيق قفزة هامّة في مجال الإعلام أمكن توظيفها في مجال التّنمية الاقتصادية وتبادل المعلومة بسرعة كما ارتفعت مداخيل سوق الإعلام بصفة كبيرة جدّا في العالم لتبلغ 2700 مليار سنة 2009.
عوامل تنامي أدفاق الإعلام:
تطوّر تقني متسارع:
ساهم نمو الاستثمار في هذا المجال وتسارع تجديد التكنولوجيا والبحث والتطوير في ظهور ثورات تقنيّة وظهور تكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة فتحوّل العالم إلى قرية كونيّة حيث تميّزت الحواسيب بسرعتها وطاقة تخزين هامّة مع استخدام تقنيّات الرقمية والضّغط الرّقمي (نص – صورة – صوت) وساهم خفض أسعار الحواسيب الشّخصيّة في تيسير استهلاك خدمات الإعلام.
تطوّر شبكات الاتصال وارتفاع أدائها:
توسيع شبكة الهاتف القار وتطوير شبكة الهاتف الجوّال وتركيز “الطرقات السيّارة للإعلام” متكوّنة من كابلات من الألياف الضّوئيّة ذات الدّفق العالي تحت بحريّة سهّلت الاتصال عبر الأنترنت.
تزايد عدد الأقمار الصّناعيّة مكّن من تأمين الاتصال ضمن القارّات وبينها تؤمّن يوميّا وبصورة آنيّة بثّ 30 ألف نشرة أنباء وتوفّر معلومات عن بورصات العالم.
وقد بلغ عدد مشتركي الهاتف القار في بلدان الشمال 40.8 من أصل 100 ساكن بينما بلغ بمناطق الجنوب 10.6 مشترك من أصل 100 ساكن في المقابل تم تسجيل حوالي 120.8مشترك لكل 100 سكان مقابل 90.2 في بلدان االجنوب وفق الاتحاد الدولي للاتصالات.
نموّ الطّلب على الإعلام:
إزداد الطّلب من طرف الأفراد والمؤسّسات على الإعلام بمختلف أنواعه:
المكتوب والسّمعي والبصري والهاتف والأنترنت (بنوك معطيات، مكتبات افتراضية، تعليم عن بعد، التّراسل الالكتروني، التّجارة الإلكترونية، البحث عن أسواق، الاتصال بالبورصات..)
إعلام اقتصادي ومالي: تعتمد عليه الشّركات العبر قطرية لتحديد أسعار المواد الأوّليّة والعملات.
أدفاق إعلام غير متكافئة وفجوة رقميّة:
الشّمال طرف مسيطر على الأدفاق الإعلام:
يتجلّى ذلك في سيطرة وكالات الأنباء الأولى (رويترز – Agence France Press – (Associated Press على 80% من الأنباء التي تنقلها وسائل الإعلام السّمعيّة والبصريّة وتساهم في صناعة الرّأي العام العالمي.
أهميّة وكالات الأنباء الاقتصادية الغربيّة فهي المزوّد الرّئيسي لأوساط المال والأعمال.
إستأثرت البلدان المتقدّمة بأكبر حصّة من مداخيل خدمات الاتصال في العالم وتمثّل شبكة الأنترنت موردها الرّئيسي.
سيطرة بلدان الشّمال على أكبر عدد من خوادم الأنترنت ومحرّكات البحث فيما انفردت الولايات المتّحدة بإدارة شبكة الأنترنت التي أصبحت عنصرا حيويّا في اقتصاد العالم وتنظيمه.
فجوة رقميّة تتقلّص ببطئ:
تحسّن نسبة الارتباط بشبكة الاتصال (الهاتف) ببلدان الجنوب خلال العشريّة الأخيرة لكن الفجوة الرّقميّة مازالت هامّة تظهر من خلال تفاوت نسبة النّفاذ للأنترنت بين قارّات العالم: إفريقيا 26% وأمريكا الشّماليّة 87%.
وتعدّدت المحاولات للحدّ من هذه الفجوة بتعدّد المبادرات من قبل منظمة الأمم المتحدة والإتحاد الدّولي للاتصالات بعقد القمّة العالميّة لمجتمع المعلومات بجينيف في 2003 نصّت على مبدأ التّضامن الرّقمي.
قمّة تونس 2005 لتقليص الهوّة بين الشّمال والجنوب
خاتمة
تنامي أدفاق الإعلام لتزيد ترابط المجال العالمي وثوقا لكن كانت الاستفادة منها متفاوتة طالما أن البلدان المتقدّمة هي التي تتحكّم في تلك الأدفاق ولم تستفد منها بلدان الجنوب اقتصاديا واجتماعيا.
الحصول على الملخص: ملخص درس أدفاق الاعلام – بكالوريا آداب
الحصول على دروس الجغرافيا مع الملخصات والمصطلحات كاملة: اضغط هنا
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني