كرهت كل ما يجول في خاطري من أفكار عجزت عن فهمها، أسأل نفسي هل أنا الوحيد الذي وضع في غير محله؟
هل نسيت الدنيا أن تمنحني نصيبي من الحظ أو لحظات أعجز أن نسيانها ؟
بحثت في كل الأرجاء و كل ما أجده هو غبار ذكريات ملت من تكرار نفسها، لم أعلم أن ذاتي شخص معقد كهذا، أحقا كل ما يهمني هو معرفة من أكون؟
لما خلقت و لأي غاية بعثت في هذه الدنيا؟
لم أشكك يوما في حياتي البائسة التي سمحت للقدر بأن تجرها أينما تشاء، مازلت أبغض نظرتي التي لا أنفك عن تخيلها، أو إبتسامتي التي تشاركت مشاعر أفرادي في حقدها.
أتفق معك أن ما من أمل في إحياءي مجددا، سأضع حدا لكل ما يتعلق بي، لن أترك أثرا حتى لشعور ظل يراودك فيا دون أدنى معنى.
أ أنا الوحيد الذي حافظ على شتات حياته ليأتي القدر و يعبث بكل ما أخاله مهما ؟
ليستغل حالة ضعف كنت قد أخفيتها عن العالم بأسره . من أنا لأحكم نفسي الخارجة عن سيطرة ؟ ما فائدة المحاولة إذا كان كل ما أفعله مقدرا.
خاطرت بقولي لهذه الكلمات فلا حق للحياة بتركي على جانب الطريق لتكمل مسيرتها في القضاء على أحلام علمنا أنها لن تتحقق مهما تعهد القدر بحمايتها.
فجأة تيقنت أن هذه الورقة عالمي المتحرر من عاداتكم ومعتقداتكم التي لن تضع حدا لأي كلمة من كلماتي فسحقا لأفكاركم المتوارثة عن سخافات أترابكم.
سأتمنى موت من أشاء، سأطلق العنان لشيطان أفكاري الخارج عن نطاق سيطرتكم اعترافي بأني مصدر الشرور في عالمكم بداية لحل المشكلة أليس كذلك؟ لما لا أعترف أيضا بأني تلك نقطة السوداء في عالكم شديد البياض؟
أطوق لنفيي من تفاهاتكم التي لطالما كانت مصدر إزعاج لي، سأمارس طقوس خبثي
ودهاءي فقط لعزلي عن كل من أحب وأسعى لإشتياقه.
الفرق بيننا أني أكتب كل ما يهاب المرء تخيله، أحقا تخبرني أنك لم تتمنى حتى إختفاء أشخاص من هذه الدنيا، ألم تسعى جاهدا لإقناع نفسك أن قتل روح وحبسها في زنزانة غيضك مجرد فكرة زائلة مع مرور الزمن.
أعترف أني لا أطيقكم وأن وجودي في نفس زمانكم ومكانكم مجرد خطأ لم تتفطن إليه هذه الدنيا.
سيأتي يوم تتصارعون فيه على دمائي فقط لتزودوا أقلامكم الضائعة ببعض من التمرد الذي سيطلق العنان لسبات أفكاركم.
بقلم: بهاء الدين العوادي-معهد رأس جبل