تمرد
الضجيج متزايد في كل لحظة أُدير فيها رأسي على الوسادة
ذنوبي تتعاظم….
الموت يدوي بالقرب مني في كل يوم مئات المرات، وقد ينقض في أي لحظه….. موعدي الغرامي للإلتقاء بك بات وشيكاً مع رحيل كل فجر…
من ثم أنهض
واقف كما كل يوم أُطالع نفسي في المرآة و أبدأ نصح نفسي و إرشادها بوعود كاذبة
اقف وأخبر نفسي كم أحبها، وانثر لها كل قصائد الحب وموسيقى العاشقين.
أقف وأسأل ماذا يخبئ لي القدر لهذا اليوم » من سأقابل، وما الأخبار التي سأسمعها، ومن سيفارقني…. ».
أقف و أبحث عن من يفهمني و يقرأ بين سطوري
لكن سرعان ما اعود للفراش
فلقد أضعت العمر بالنوم متقلباً ذات اليمين وذات الشمال، ولا أعلم ما كان يجري خارج أسوار سريري غير آبهٍ لمن يحاولون إنتشالي من العتمة الخرقاء باسطين أذرعتهم وصارخين » إستيقظ فنحن معك »
استيقظت و ماذا بعد؟؟
لا شيئ يدعو للتفائل فالوحدة علمتني من أكون
انا هو العزول في نومه…….
أنا هو حبيس صدمته وندمه….
أنا سجين كِبري وتعنتي …….
أنا الجبان الخجول.
أنا الكذاب الأشر….
لا تقل لي الغد جميل
فإني أرى الناس بين جريح و قتيل كيف سيكون الغد جميل؟؟؟؟
ودموع الأمهات على أبناءها على الخدود تسيل
مسكينة تلك الأم كم هو ليلها طويل
تبحث عن النوم فلا تجد إليه سبيل
تأتيها صورة ابنها الأول مذبوح وابنها الثاني الذي قتل في غارة في شهر ابريل
مسكينة هي أتفكر في نفسها في أبناءها الذين ماتوا
أم في ابنها الثالث الجائع الهزيل
فلا سند لها لا أحد يكفل لا أحد يعيل
فوزراء حكومتنا ليسوا إلا مجرد تماثيل!!!!!!
سألت جدي
قلت لجدي يوما لدي عدة أسئلة لم أجد لها جواب؟
قال إسأل يا بني
قلت مافائدة النواب
قال لم أفهم؟
قلت أراهم دوما يصرخون في التلفاز فهل هذا الصراخ أوجد حلا لمشاكل الشباب؟
هل كسى الجوعان بلا ثياب؟
أريد أن أعرف هل يعتبروننا بشرا أم دواب؟
قال لايوجد برلمان بل يوجد أحزاب غايتهم ملأ بطونهم ألم تر من أفواهم يسيل اللعاب؟
يا ولدي من يخاف على الوطن هو من استشهد ودفن تحت التراب
هو من يستعمل سلاح العلم والكتاب
هو من مزال شريفا في مجتمع كله ذئاب
بقلم : خالد القلاع-تلميذ بمعهد الزهروني تونس