في غرفتي، الجدار الذي يفصلني عن الشارع مليء بالثقوب.. لذلك أنا أسمع في أواخر الليل همس المارين، وحديثهم ..
أسمع خوار جارنا المريض…
أستمع إلى حديث أفراد الشرطة وطرق نعالهم في ملاحقتهم الفارين..
في حينا البائس لا يزورنا المسؤولون غير الشرطة فهي تسهر على بث الرعب في أزقتنا ..
و قد تختار يوما باب منزلنا لتطرقه إن صح القول أو تكسره وهو الأصح .. لذلك أنا أخبئ كتبي في ثقب الجدار…
و أخبئ هناك أيضا سجائري و ولاعتي…
أخبئ أحلامي في الجدار المثقوب ..
أخبئ راياتي .. و كتبي، أخبئ إيماني و فسقي…
من أجل ذلك أنا لا أحلم بجدار رطب الملمس أو خال من الثقوب ..
تتسرب أحلامي من الجدار ليلا لتغوص في الظلمة الواسعة الممتدة …
فتبحث عساها تظفر بقبس يقودها إلى التحقق و لكن حينا البائس يغرق في ظلمة لا قرار لها ..
هاهي تعود تجر ذيلها الطويل تتحسس الجدران … ..
فلا نور .. حتى إذا بلغت الجدار المثقوب نزفت نفسها إلى داخله …
بقلم :الصادق المعواني-معهد شارع علي البلهوان نابل