بعد مُضي أربع وعشرون ساعة من إتمامي لكتاب فن اللامبالاة لصاحبه Mark Manson .. أدركت أخيرا المعنى الخفي وراء تصرفات أولئك » الأصنام » حسب عبارة نيتشه .. أصحاب الأرواح الباردة .. لطالما طغوا على حياتي بحضورهم الغائب، رافقوني و حاوروني وجالسوني العديد والعديد من المرات لكنني لم أفلح في فهم نظرتهم المغايرة للحياة و لمن حولهم من الأشخاص، كل ما نجحت به أمامهم هو » النقد » أو دعنا نقول بصورة أوضح » الإنتقاد » .. كنت أنتقدهم لعدم اكتراثهم بأي شيء يدور من حولهم
لا يقدرون أهمية الوقت أو مشاعر الكره و الحب، لا ينزعجون من طعم القهوة المر و لا يتساءلون عن السبب الكامن وراء حروب هذا العالم و إن ناقشتهم عن مجزرة هيروشيما سيجيبونك ببرود جثة عجوز ميت مع ابتسامة صفراء » هكذا نحن البشر، نحب سفك الدماء .. »
يقتصدون في الأحرف والكلام فيُشعرونك بأنهم يدفعون ضرائب مُشطّة على السّواطم واللّفاظم وعلى كل ما ينطقون والسبب يعود لعدم اكتراثهم إن اقتنعت بما يقولون ام لا .. ففي نهاية الامر ستغدو أنت الأبله في نظرهم على الأقل لأنك تفكر
و تهتم أكثر مما يجب وبما لا يستحق التفكير في الواقع إن هؤلاء الأحياء الأموات على الأرض لم يعد يعنيني أمرهم كليا
وهذا ما يخيفني الآن.. أظن أن عدوى اللامبالاة قد أصابتني أنا أيضا .. و على ما يبدو أن سرعة انتقالها من شخص إلى آخر أكبر من سرعة انتشار الأوبئة مما سيؤدي بي إلى الهلاك كما تفعل الكوليرا بالبشر اليوم .. على كل حال لا يهمني هذا ايضا ولا يهمني إن قرأت هذا النص أم لم تقرأه و لن أهتم لرأيك أيضا .. فقد صرت لا مباليا أسير مع اللامباليين ولا أهتم .
بقلم : نهال ابراهيم – معهد حي بوقطفة سيدي حسين