ولادة الحياة من الموت بقلم :خولة الرياحي

 

حين تيقنت من إقبال الموت على حياتي ولدت من فكرة الموت الحياة لحياتي . تلك اللحظة الأخيرة التي تدفعني لخوض الحياة بتجاربها  ومغامراتها، تلك الآتية حتما فإن لم أفعل ما أريد، إن لم أكن أنا إن لم أستمع إلى نبضات حماسي وشعلة شغفي، إن لم أنظر بعقلي إلى أفق بعيد ما جدوى استغلالي حيزا في هذا الكون

وما جدوى هدر الزمان دون كيان.

تلك اللحظة الأخيرة تجعلني أعشق الحياة  وأتشبث بها أسعى جاهدة مصارعة في سبيل نيل غايتي الأسمى هي حريتي قبل أن تفوتني فرصة الحياة الوحيدة. تلك اللحظة الأخيرة أو التي ظننتها الأخيرة، ذلك الإقبال على الموت في لحظة ضعف في لحظة هروب في لحظة ظننت فيها الموت هو السبيل الوحيد للتخلص من أعباء كنت أراها كارثية، تلك اللحظة التي جننت فيها فتسرعت  وحاولت الموت إلى أن شعرت بنفسي على أبوابها فامتلكني رعب رهيب لا راحة  ولا خلاص، رعب من العدم  ورعب من فراق الحياة رعب من خسران أعظم تجارب الإنسان رعب من أنني لن أكون.

في تلك اللحظة دعوت الله أن لا أموت، دعوت أن لا أعدم أن لا أفارق الحياة

وكان لي ذلك ومن تلك اللحظة عرفت قيمة حياتي فقررت أن أحياها، أن أخوضها كما أريد كما يجب للخوض أن يكون من تلك اللحظة عظمت حياتي من تلك اللحظة حبا جما أحببتها من تلك اللحظة نزعت فكرة الإنتحار من بالي

وقررت أن أواجه أن أكون نفسي شيئا فشيئا حتى إذا عادت لي تلك اللحظة قدرا أواجهها بقوة بنشوة الفعل والتحقيق أواجهها باسمة صلبة لا ضعيفة هشة  وهاربة.

 بقلم :خولة الرياحي طالبة بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار