لم يزرن النوم وکأنه يعلم أن لعاداتي موعدا مع أفكاري، وكأنه تعمد أن يترك أفكاري وعاداتي يعيشون صراعا أفقيا، فأفكاري تغلي في وعائها تريد ان تتحرر وعاداتي تغلف الوعاء فتمنعها، ليس من عادتي السهر لساعات متأخرة لكن أفكاري كسرت المألوف.
أنا أفكر في علاقتي بالزمن، أتراني مجرد رقم في الزمن أم أن الزمن لا يكون زمنا إلا إذا فعلت فيه، حسنا وإذا كنت أنا المتحكمة في الوقت فمن أكون أنا؟ وما سر وجودي؟.
وهل ان تلك الأربعة حروف التي تكون إسمي تمثلني أم أنها مجموعة أحرف ألصقت فتكون ما يسمى بالإسم ؟؟
رباه!! من أكون أنا؟؟
لماذا أكون هي عندما يتحدثون عني؟؟ وأكون أنت عندما يخاطبونني!! ولا أكون أنا إلا إذا كنت الباثة للخطاب !!
لماذا أريد إثبات ذاتي؟؟ رغم أنني لا أعرفها لماذا لا تتولى هي مسؤولية الإثبات وتحاول ولو لمرة ان تثبتني؟؟
أية افكار هذه التي تراودني؟!
وأي نوع من الأسئلة هذه التي تلامس فكري؟؟
يبدو أنني أصبت بخبل حقيقي، يبدو أن روح شهريار سكنت جسدي بعد أن إكتشف أن شهرزاد ليست معنى بقدر ماهي مادة وحس، أ تراه عاد لينهك جسدي وليمارس فلسفة سبينوزا ويلعب دور الربان في حين أن جسدي مجرد سفينة تحويه؟
ألم يتعب بعد؟؟
ألم يكفه درس شهرزاد الحكيم؟؟ أم أنه يريد تجاوز المسرح ليسبح في عالم واقعي متخذا من جسدي فندقا!!
يريد الخروج من فن قابل للتجسيد إلى واقع متجسد !!
إنها ليلة خرقت عاداتي بفعل أفكاري، ولكن عاداتي تنتصر ويسدل ستار عيني معلنا عن خاتمة المطاف.
بقلم: خولة شوالي طالبة بالمعهد العالي للعلوم الانسانية بجندوبة