لو إختصرنا العمر عبثا بقلم: فادية العياري

لو إختصرنا العمر عبثا

ماذا لو ابتعدنا حقا؟ ربما لحافظت على جزء سليم منك في ذهني، ربما بقيت على اشتياقك حتى وان كان عبثا وربما لن أقوم بهجرك كليا من داخلي… يسعدني أنني اكتفيت بنفسي عن ما سبق: قريرة النفس مرتاحة البال، هنيئة النوم والأكل.. أن تهدم بناءا داخل قلبك

وتنثر أطلاله أوراقا مع كل يوم وتوزع رماد ركامه في كل شبر من البحر: لأمر ممتع .. تجاوزي عزيزتي، الصدمة مورثة لجنون واكتئاب مرهقان وازالتهما تحتاج إلى كم هائل من الجمال والمحبة من نفسك أولا ومن الآخر ثانيا.. ماذا لو بقيتما؟

لأكل الحزن تفاصيل يومك لينتهي بقلبك في مزبلة الإهانات والخيانات على مرأى من الجميع ..

 

على صراط التغيير تسير

أحبّت الشروق في مكان آخر يا عزيزي.. تقف اليوم على مشارف علاقة خلفت حربا دامية داخل قلب لم يعتد فتح أبوابه رغم ما تبديه من صلابة ونجاح في ما تفعله وما تجيده.. تقلب نصل الغياب الذي أدماها في ما مضى وتحرك سيف الاشتياق داخل غمد المحبة الذي أرقها لشهور مضت.. لقد نضجت بما فيه الكفاية لتتخلى عن مهووس يهتم

بتنسيق ألوان ملابسه وبنظافة حذائه كل ساعة أكثر من اهتمامه بالفواصل التي تضعها عمدا والتي تشي بغضبها عندما تكتب عنه وتختزله داخل حروفها.. لقد فهمت الآن بأن الشخص الذي يخجل من ردة فعل الناس عندما يشاهد حبيبته تقفز وتتحدث بصخب وروح طفولية ما هو الا منافق يرضي الآخر ليفلت زمام مراهقته عندما يختلي بها.. ساقتها الأقدار الى كوكب صغير أين احتواها وطن جميل، رغم ما اكتسحه من خراب مثير الا أنه كان الملاذ الأخير .. تقف اليوم مزهوة صحبته، راقصة على أنغام غير مفهومة.. يعانقها بقوة كلما اشتاقها مفتخرا بأنها الشمس الوحيدة التي أعاد ترتيب نفسه بنور جنونها..

بقلم: فادية العياري طالبة بالمعهد العالي للتكنولوجيات الطبية بتونس