في القطار الوضع يختلف كثيرا عم كان في الحافلة اخترت لنفسي مقعدا حذو النافذة ولئن سألتني عمّ رأيت من مشاهد لن أذكر لك شيئا لقد كنت شارد الذهن ولقد كانت الأفكار مشوشة داخل عقلي تتصارع فيما بينها.
نظرت في أوجه الركاب رأيتها عابسة شاحبة هل كانت حقا كذلك ؟
أم أن ما في داخلي من عبوس إنعكس على كل ما أراه. استرجعت شريط أحداث النصف الأول من النهار تذكرت حديث النملتين عن الواسطة والعمل، هل كان عليها أن ترضى العمل في مطعم و هي حاملة لشهادة عليا في العلوم؟
لماذا قضت كل هاته السنوات في الدراسة إذا للاشيئ؟
تذكرت المدينة كيف ازدانت بالألوان و كيف أصبحت الطرقات نظيفة بسبب قدوم الرئيس في زيارة فجئية، هنا هل المشكل يكمن في طغيان الرئيس أم في الشعب الذي قبل بالعبودية ؟
هل الجميع مخطئ و أنا على صواب؟ لم ارى الأمور عكس ما يراه الآخرون؟ هل أنا لهاته الدرجة متشائم ؟!! …. أيقظني من هذا الشرود الذي عشته صوت الرجل الجالس بجانبي والذي قال لي : »يا بني لقد وصل القطار لآخر الطريق هيا انزل قبل أن يعود أدراجه. »
نزلت متثاقلا واكملت سيرا على الأقدام إلى البحر.
بقلم: خالد القلاع– معهد الزهروني تونس