كانت ترددها لنا أمي دوما
» لا يُلدغ المؤمن من جحره مرتين يا أولاد »
لكن أنا لُدغت يا أمي، وللمرة الثالثة لُدغت … وها أنا أكتب هاته الخاطرة على أنقاض روح متعبة بعد أن رُميت من أعالي سماء وردية.. بعد أن تسلل السم إلى قلب
ابنتك.. قُتلت ربما لم يكن الأمر يعنيه، لكن ذاك القلب كان قلبي أنا كنت على يقين بأنّ هذه المرّة سيكتب لي الحزن نهاية طريق اخترته بنفسي، لكنني لم أختر نهايته فما ذنبي بحق عينيك ما ذنبي لألعب دور القتيلة للمرة الثالثة وعلى يد نفس القاتل.. هل كان لزاما عليّ أن أشهد عزاء قلبي بين أضلعي لأعرف أنه لا مكان للطيبين على
هاته الأرض، هل كان عليّ أن أعيش نفس المأساة وعلى يد نفس الجلاّد وأعود إلى أحضانك مكسورة ومهزومة دون أمل يُذكر …
وكيف للمرء أن يعود إلى قبر هجره منذ سنين خلت أأحسّ أحدكم من قبل بالحنين إلى جلاد قلبه ؟
أنا أحسست … شعور مخزي سيطر عليّ وجعلني أشبه بلعبة باربي يسيرها طفل أبله بلا عقل، يقطّع أطرافها كيفما شاء، يمزّق شعرها دون سبب منطقي
.يُذكر طفل مصاب بحمّى التعذيب ذلك الطفل… كان قبري أنا
بقلم: نهال ابراهيم – معهد حي بوڨطفة 2 سيدي حسين السيجومي