كانت تمر كل يوم أمامه في الجامعة.. حفظ مواعيدها وموادها .. بل يعرف صديقاتها واحدة واحدة .. كانت عيناه تركض خلفها .. أما هي، فلم تنتبه له.. كان حياؤها أكبر من أن تراقب الوجوه والعيون.. وهذا ما زاده جنونا بها! مرت أمامه في إحدى المرات، فقال في نفسه : » كيف لهذه الأنثى أن تعبر من بين مئات الطالبات، ولا
أرى غيرها .. ولا أرى سواها .. كيف لتلك الألوان على كل الوجوه أن لا تظهر أمام صفاء وجهها وبراءة عيونها …. كيف لها بلباسها المحتشم، أن تلفت عين رجل بأن
تشد انتباهه من بين تلك الأجساد التي تتعرى مجانا! فلم يجد سوى تنهيدة عميقة صاحبتها ابتسامة وهو يراقبها إلى أن دخلت قاعتها ثم غادر بهدوء… كانت هي عادته
الوحيدة، لا يأبهُ بأي أحد إلا بها .. يتابع تفاصيلها .. يعاتبها في قلبه إن فعلت شيئا لا يعجبه.. إن غابت في ذلك اليوم تغير وجهه ولطالما كان يقضيه مكتئبا متغير المزاج.
إن ابتسَمت ابتسم.. وإن كانت حزينة.. يواسيها في قلبه .. كان متعلقا بها لفصل ونصف من غير أن تلحظه أو تشعر بالكاد بوجوده !.
بقلم : خالد القلاع تلميذ بمعهد الزهروني تونس