إيجابيات بقلم: سيرين الماجري

 

« لا داعي لإكمال بقيّة حياتي مع رجل لا يملك حتّى ثمن قارورة مياه مثلك،  فتاة مثلي يليق بها العيش برفاهية وليس سجنك أنتْ »

كان يفكّر بكلمات خطيبته السابقة  وهو متّكأ على مقعده الفخم في مكتبه تحديدا في بيرمينغهام  وهي أحد أهمّ المدن في المملكة المتحدة.

مرّت سنتين  وأشهر على زواجنا  وأمّي تريد منّي الزواج من جديد بإبنة صديقتها فهي تشتاق لرؤية حفيد لها، « لذا ليس باستطاعتي العيش هكذا مع عاقر » مثلما   تقول والدتي.

تذكّرت كلماته تلك عندما إلتقيا بمجمّع كبير وبحوزتها طفليها التّوأم،  لم تخبره من قبل بأمر التحاليل أنّه هو الذي لا يُنجب وليست هي ..  و لكن عندما علم بالأمر بنفسه  وتصادفا تحاشى النظر في عينيها وأوطئ برأسه من شدّة الندم   والاستحياء بفعلته .. « تريد السّفر والعمل  وأنتَ لم تتجاوز الباكالوريا منذ ثلاث سنوات،  بالتأكيد تمزح ».

وقف أمام رفيقه الذي سخر منه  وأعاد ما قيل له قبل أربع سنوات حينما فشل في إجتياز الباكالوريا .. الآن هو يمتلك أشهر المطاعم في مانشستر  وفي بلده  وصديقه نادل بمطعمه.

ليس كلّ ما مَرّ بك مُرّ، أحيانًا اللّه يسلب منك ليعطيك،  يسدّ الطريق الذي تهواه ليقودك إلي طريقٍ يسيرْ.

.أحيانا الفراق يصنع الفارق في حياتك، يفتح عينَاك ويزيل غشائها لترى أفضل .. وليس كل فشل نهاية المشوار،  بل بدايته .. فكلّ عثرة تمنحك القوّة.

بقلم: سيرين الماجري تلميذة بمعهد جندوبة