الالم و السعادة لا يمكن ان يكونا سوى رفيقان من نفس القرية يرافقوننا على مدى الرحلة ،
الاثنين لهما نفس الوجهة و الغاية و هي ان يجعلا منا اخرا لا يشبهنا ،ان يصقلانا،ان يجعلانا اشد صلابة و امتن احساسا،الا انهما يصادف ان يتشاجرا في رحلتهم في الصحراء من اجل قطرة ماء،قطرة الماء تلك هي انت !
نعم انت ،افتك الالم الجرة التي لم تبقى فيها سوى تلك القطرة اراد ان يسقي بها نفسه فيسبب لك بعض الالم الاضافي فغضبت منه السعادة محتجة بانك نلت من الاسى مايكفيك و انه حان وقتها كي تحل وان هذه القطرة من حقها، يشتد الشجار بين عتاب السعادة للألم على قسوته المفرطة و بين عجب الالم من طيبة السعادة الزائدة عن اللزوم ،
وفي خضم الجدال تسقط الجرة و تضيع قطرة الماء و لا تكون لا من نصيب السعادة و لا من نصيب الالم،تقرر السعادة ان تذوب في الالم و ينصهر الالم بدوره في ذات السعادة لينجبا طفلا يسمونه الحياة!
بقلم: سوسن عوري – كلية العلوم ببنزرت