لا تفريط و لا إفراط في الحزن – بقلم: سهيل داعوثي

لا تفريط و لا إفراط في الحزن – بقلم: سهيل داعوثي

كل ما في الأمر أننا لا نوفيه وقته فيصبح الحزن فترات متجزئة تقاطع أشواط الحياة الطيبة
و لكن لا يهم فلا بدا من أن نحزن كي نعرف قيمة السعاد

تفائل لكن أعطي للحزن نصيبه من الوقت
أنت تحتاج للكئابة لأنك من دونها لن تبدع
بها ستكتب ، أثناء الشعور بالحزن ستكتب عن الفرح ، حين تكره أمرا ستكتب عنه ثم تقارنه بأمر تحبه ، عندما تكتئب و تحبط لحدث مضى ستكتب عنه ثم تنتقل لوصفك لحدث سيسعدك إذا أتى

تحتاج لحزنك كي تعرف للسعادة قيمة

لن تعيش سعادة مستديمة لا بدا من لحظات أليمة
تحتاج لحزنك كي تبكي فالبكاء يريح القلب و يحمي العين من بعض الأمراض ،

تحتاج لحزنك لتسند رأسك على كتف صديق صادق أو على صدر أمك لتعاتبك و تنصحك و ترشدك
تحتاج لحزنك لكي يأتي ذاك الغريب الذي لا تعرفه ثم يقول لك ما بك ؟ أراك حزينا اليوم ؟
تحتاج لحزنك لتسجد و تتنهد و تبث ذاك الدعاء الخفي الصريح و تنظر إلى السماء و النجوم

تحتاج لحزنك كي يجعلك تستمتع بلذة تلك الإبتسامة الخفيفة مباشرة بعد كل أزمة ‏
تحتاج لحزنك لكي ينشط عضلات قلبك و عقلك ‏

تحتاج لحزنك لكي يرفعك ، كي ينسيك في الناس و نفاقهم و تفاهتهم و يذكّرك بالله و بأنه أحق و أجدر بأن تكون أقرب منه ‏
تحتاج لحزنك لتعلم أن الحياة ليست سهلة ‏و تنظم أولوياتك و تركز على الأسمى و الأبقى
تحتاج لحزنك ليستيقظ ذاك العملاق الذي بداخلك و يخبر الكل أنه غني عنهم و لا يحتاج لأحد و بحزنك ستكتسب الجرأة لتخبر كل وقح بأنه أناني و ليس كما يظن و يزعم
لا يهم إن كان سيصدمه ذلك أو سيجرح مشاعره ‏

تحتاج لحزنك لتتعرف على نفسك أكثر و تكتشف كل خصالك الخفية في عقلك الباطن
تحتاج لحزنك فلا تنفر منه و لا تتهرب منه و تقبل الأمور على ما هي فكلها دروس و أعطي للحزن وقته ليس أكثر من وقته فالبقاء لله و لا تكثروا من الضحك فأن كثرته تميت القلوب و يقتل الإحساس
و أرتجل في هذا السياق و أقول
حزنك أَحَقُّ بالحَقّ فقَدّرْه حَقّ القَدْر.

 و لاَ تَخْشَاُه إذا طرَق بَابك و اِسْتقْبِلْهُ برَحَابَة صَدْر
لا تخاف من قبح وجهه فالظُّلْمةُ لطالما زَينَها البدْر
و أجْعلْه عَابرَ سبيلٍ فَالوَقْتُ ثمِينٌ لا يَسْتحِقُّ الهَدْر

بقلم: سهيل داعوثي – IHEC Sousse