من اين المفر؟ – بقلم: آمنة طليق

غفوت لردهة من الزمن ..


تأملت المكان جيدا ، لا شئ هنا يوحي بالحياة .. أسوار عالية .. أبواب محكمة الاقفال. .شبابيك حديدية .. ومستنقعات من المياه الراكدة تنبعث منها روائح كريهة شبيهة برائحة الموت ..شعرت فجأة بالدوار .. لكنني قاومت بشدة ..

وحرصت أن احافظ على توازني وأنا أمشي بحذر في ذلك المكان المغلق ..

اتنفس ببطء شديد ..اتنفس رائحة الموت من حولي .. و صرت لوهلة كالمجنون ابحث عن مخرج ما هنا او هناك …

المكان هنا شبيه بقبر ضيق ..ولا شك _بما أنني المتواجد الوحيد في المكان _أنني سأكون جثة شهية للديدان ..

حلقت في السقف عاليا،وإذ بنور خافت يشع يوحي بأنه ثمة حياة ما في الأعلى ! علمت حينها أني في القاع ! وأن الحياة التي أريد تنتظرني … حبست انفاسي للحظة أحاول أن أجد تفسيرا منطقيا لما يحدث حولي ! أبدو وكأني فقدت ذاكرتي ..

كيف أتيت إلى هنا .. كيف وصلت إلى القاع .. من أنا؟ ! ترى هل أنا السجين أم السجان… هل أن القاع يسجنني أم أنني أسجن القاع فيا !
…وتتوقف سيارة الأجرة في إحدى المحطات و تداهمني رائحة السجائر المنبعثة من المقعد الأمامي.. أفتح النافذة،

أستنشق هواءا ملوثا و أغفو من جديد ..أتمتم.. » قبل ان أصل لابد لي أن أغادر القاع ! »

بقلم: آمنة طليق – المعهد العالي للانسانيات بالمهدية