رسـالة الـغفـران – الموضوع الخامس مع الاصلاح : إنّ طرافة أبي العلاء في رحلة الغفران لا تكمن في ما أضفاه على رحلة ابن القارح من وجه إنسانيّ مألوف بقدر ما تكمن في ما أدخله عليها من فنون الخوارق والخيال. حلّل هذا القول مُبَيِّنًا مدى انطباقه على رحلة الغفران.

رسـالة الـغفـران – الموضوع الخامس مع الاصلاح : إنّ طرافة أبي العلاء في رحلة الغفران لا تكمن في ما أضفاه على رحلة ابن القارح من وجه إنسانيّ مألوف بقدر ما تكمن في ما أدخله عليها من فنون الخوارق والخيال. حلّل هذا القول مُبَيِّنًا مدى انطباقه على رحلة الغفران.

الوجه الإنسانيّ المألوف لرحلة ابن القارح يتمثّل في نقل عالم الدّين بكلّ خصائصه إلى عالم الأخرة :
على مستوى الأقوال :
إنطاق أهل الأخرة باللّغة العربيّة.
جعلهم يرون ما سبق أن قيل في الدّنيا غلى ألسنة الأدباء والشّعراء.

على مستوى الافعال :
الخصومات والعربدة « الأعشى والنّابعة ».
الوساطات « عترة الرّسول و آل البيْت… ».
النّزهة والصّيد.. »ابن القارح ».
إقامة المأدب والمجالس الخمريّة.
على مستوي الأحوال والمواقف:
الخوف والرّجاء  »  ابن القارح –  الأعشى « .
الشّقاء « بشّار – الحطيئة ».
الطّبقيّة  « الحطيئة.. ».
التّمرّد  » إبليس « .

فنون الخوارق والخيال :
الزّمان :
خرق الحدود الزّمانيّة :الجمع بين الشّخوص من عصور مختلفة ( ما بين الجاهلي والإسلامي).
خرق قياس الزّمن : البرهة تساوي عشرة أّيّام من الفانية.
المكان :
تغيير ملامح المكان : قصر من الدّرّ – كثبان  من العنبر – أنهار من العسل – حوريّة تخرج من الثّمار.

الشّخصيّات:
تغيير ملامح الشّخوص : إنقلاب الإوزّ إلى جارية / الأفعى إلى حوريّة /الأعشى إلى أحور- الشّيخ إلى شاب / تحويل الأسود إلى بياض.
← تركيب عالم الغفران بالجمع بين الإنسان والحيوان والجنِّ والملائكة.
الخيال في رسم المشاهد والصّور: تجوّل إبراهيم بفرس يطير عبور الصّراط وجذب إبراهيم لابن القارح إلى الجنّة.

النّقاش:
تعديل العنصر الأوّل: الوجه الإنسانيّ المألوف لا يخلو من الخيال: لا نعرف كيفيّة البعث.
من فنون الخوارق والخيال ما يخلو من الطّرافة مثل تحوّل أبي هدرش الجنّي إلى حيّة أو جرذ معتقد مألوف في عصر المعرّي « أعطي الإنس الحيلة و الجنّ الحولة » . الكذب والتّحيّل والإنتحال أمور مألوفة في واقع المعرّي.
التأليف: الخيال إستلهمه المعرّي من مصادر متعدّدة كالقرآن والشّعر ولكن الطّرافة تبدو في طريقة المعرّي في التّأليف بين الوجه الإنساني المألوف والخيال وصياغتهما في ذلك الشّكل الأدبي الممتع.