….تقسيم و تبويب عيوب المجتمع لا تفيد في شيء بل تزيد الطين بلة
طالما لا يزال الجنوب يتهم الشمال والشمال يلقي اللوم على الجنوب….
طالما لا يزال الرجل يرى العيب في المرأة ويأتي نفس العيب بفخر واعتزاز، يحلل لنفسه ما يحرمه عليها….
طالما لا يزال المؤمنون يضعون كل أوزار الدنيا على الملحدين والملحدون لا يرون الا ان كل العيب في الاسلام….
طالما هذه الصراعات قائمة وهذه القسمة واقع لن تذهب الأمور إلا إلى الأسوأ….
نحن أمام مجتمع فاسد برمته….
أمام شعب متطرف متعصب، لا يقبل الرأي المخالف، سليط اللسان، يده تسبقه إلى الحوار عنفا….
وأهم بالمعرفة….
كل ما يريد أن يبدوا عليه ليس حقيقته وكل ما يقوله يخالف فعله….
حال مراحيض حاناتنا كحال مراحيض مساجدنا….
نخلع أبوابها خلعا ولا نقرعها….
لا نمسك كتابا إذا تركنا مقاعد الدراسة….
اذا اشترينا صحيفة فلقراءة حظك اليوم، قضايا المحاكم واخبار كرة القدم….
نسب من يسب ونشتم من يشتم….
لا نحسن الاستماع ونجادل فيما لا نعلم….
نلهث وراء القروض و نتهم غيرنا بالربا….
نحب معاشرة النساء ونتهمهن بالعهر ونندد ببضع فخذ إذا تعرى….
ذهب نصفنا إلى برنامج » عندي ما نقلك » والنصف الآخر لا يزال على قائمة الانتظار….
ننقد هذا البرنامج ونتهمه بالتجارة بأعراض الناس وكانه من يطرق ابوابهم….
كلما ارتفع سعر بضاعة ما تجدنا عليها صفا صفا….
الشواطئ ملأى ولا نحب العراء ، فقط نذهب إلى مشاهدته في عقر داره….
الموسيقى حرام، الغناء حرام والمهرجانات ناجحة ونحن الأشد هستيريا في رقصنا عندما نجتمع ونجد وراء من نتخفى….
شعب انجرف وراء الساسة والنخبة المثقفة المزعومة ووراء قذارة اللعبة السياسية….
بات آخر همه الوطن وصورته….
لا يهمه ما يفعله بالأجيال القادمة ولا يفكر فيها….
شعب يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول….
مجتمع مريض بكل اختصار….
وبعد الاعتراف بنتائج التحاليل الأولية والإقرار بأننا كلنا فاسدون….
كلنا نسيء إلى هذا الوطن….
كلنا في حاجة للعلاج بجميع طوائفنا….
بعد ذلك يمكن المرور إلى تحاليل مفصلة والبحث عن علاج….
كلنا سواسية….
اولا و قبل كل شيء….
الاعتراف شرط للذهاب إلى الإصلاح….
ليضع كل واحد منا لنفسه محل السؤال….
الاشتغال في إصلاح النفس بدل الاشتغال في عيوب الآخرين هو الحل….
وهو السبيل إلى المخرج….
بقلم التلميذ: محمد قاسم من معهد زانوش بقفصة