كان بيعي مجانا

مجانا كان بيعي مجانا … مجانا انا دون أي مقابل ..

في حياتي سطور لا تحتسب وفي الهواء قدر لا يقتدر…

ملت لقلبي فمال عني وباتعاد تسائلت عن السبب فبطل السبب وبقي العجب…

فيا عجبي على الدنيا والقدر تجرح ولا تنجرح تدمع ولا تندمع…

فلا فرح في أهلي ولا فرح في حبي ليقترب مستقبلي طريقين بمفترق غيمة سوداء بالمفترق ايا موطني …

هكذا قال احدهم لي شكاني همه وزادني هما على هم …

اين السطور التي عدت باحتضاني واين الابتسامة التي وعدت بالدوام واين تلك السعادة التي وعدت بالقدوم سريعا …

حان الوقت لأكتشف السبب… ما السبب الذي جعلني أباع من وعودهم لي مجانا ! …

مجرد هذيان داخلي جعلني اعتقد اني سلعة للبيع او بالأحرى يجب ان اقول ان احدهم شن بداخلي ذلك الهذيان …

هذيان داخلي قريب الي الجنون ؛ والجنون اقرب منه الي .. هذيان يضيق النفس ويحملني بين يديه الي ما لا نهاية له من السطور الغير مكتملة والي فقرة من الكلمات المتقاطعة المستحيلة الحل …

مع لحن عذب وكلمات رقيقة جعل مني عبدا له ما علي الي ان استفرغ كل ما لقنه لي مشهد مريع بين الطبيعي وبين الغير الطبيعي …

ذلك الكأس المليئ بما لا أدري ذو الطعم المريع والرائحة الكريهة الذي جرعني اياه غصبا كل ليلة قائلا لي انه دواء لداء ما قد اصاب به عن قريب …

ترتجف يداي لذكر بعض المآسي التي اتذكر؛ و تترنح من حرف الي آخر …

اعتقدت انه على حق وانه يهاب نسمة الهواء ان تلمس جسدي وروحي في حين كان هو الداء الذي اذاني في صميم كياني كان داءا دون دواء …

تسألونني عن هوية القاتل الملحف اسألكم عن ما في داخلكم ! …

اسألكم عن الوحش الذي يتغذي على مخاوفكم؛ و على ضعفكم؛ على ما انتم غير قادرون …

كنت أروي لكم قصصا عني لم تعهدوها قبلا ؛ انهم كانوا يساعدونني في ذلك …

نعود الي حين كنت أتقيئ؛ رأيت بأم عيني ما كان يخرج مني…

تلك كؤوس غروري القاتل …

تلك رغائف مضاداتي للحياة …

حتى الشوكة والسكينة وحتى الملعقة بدورها غمست في عسل البوم .. بعت مجانا …

بعت مجانا لأني اخترت ان يشتريني….

ان اكون عبدا لوحشي على ان أكون عبدا لشخص اقل سعرا مني …

عذرا على كلماتي المغرورة لكن السطور والحروف والكلمات تشكوني احيانا؛ وتترجاني وتبكيني تحت قدمي لكي أتفوه بها…

الفضها؛ اكتبها؛ امارس بها لغتي المغرورة .. كهذا هي انا لطيفة مع عبيدي …

بقلم التلميذة: غفران غربي – معهد 9 أفريل بجندوبة