الاشتغال على موضوع في محور التواصل والانظمة الرمزية – بكالوريا لجميع الشعب (2)
الموضوع: هل يمكننا الرمز من تغيير الواقع؟
العمل التحضيري:
رصد الموضوع:
المشكل: مقدرة الرمز من عدمه على تشكيل الواقع.
صيغة الموضوع:
هي صيغة استفهامية : هناك لحظتين تحليل ولحظة تأليف.
اللحظة الاولى: الرمز مكن الانسان من فهم الواقع والتحكم فيه . الرمز الية سيطرة على الواقع . الكشف على حقيقة الولقع وفهم حقيقة ظواهره وتغييره وتجاوز للوجود الحيواني الى ان يصبح سيدا.
اللحظة الثانية: لم يغير الرمز الواقع بالمعنى الايحابي بل هو الذي غير الانسان نحو كائن العبودية.
اللحظة الثالثة: نقاش.
تفكيك الموضوع:
المفاهيم والقضايا المركزية:
اولا: الرمز مكن الانسان من تغيير الواقع:
الرمز هو تمثل وتمثيل حسي يحيل إلى معنى ودلالة مثلا نرمز لفكرة الحرية بالسفسنة لدى بعض الشعوب والى العدالة اما بالسيف او الميزان. هناك اختلافات وهناك تنوع في مستوى الرموز بين الحضارات وبين الشعوب فلكل شعب او مجتمع رموزه. لا وجود لشعب بلا رموز فالرمز له طابع شمولي كلي فمطلب الرمزية هو مطلب الكلي. الرمزية بما هي ابداعا للرموز تشكلت في بنى وانساق وانظمة فلعل الاسطورة من الانظمة الرمزية التي وحدت البشر حول اعتقاد في مقدسات، فالمقدس الاسطوري هو الرمز يوحد بعض الشعوب ونقصد بالمقدس الاسطوري اعتقاد في قوى مفارقة خارقة للواقع وللعادة يغير الواقع انه يكون دافعا لهم لتوجيه حياتهم وتنظيم واقعهم وتغيير ممارساتهم وتغيير اهدافهم وغاياتهم. ان المقدس الذي بمقدوره ان يغير واقع الشعوب لا يختزل في الرمز الاسطوري او المقدس الاسطوري بل هناك المقدس الديني ويتمظهر في الزمان المقدس المكان المقدس الاشياء المقدسة الافراد والبشر المقدسون.
ان الرمز الديني له القدرة على تغيير الواقع على المستوى النفسي اذ انه يحول الانسان من واقع البؤس واليأس ليظفي عليه واقع الامل وواقع التماسك النفسي كما انه يغير الواقع الاجتماعي للبشر فيوحدهم ويجمعهم ضمن شعائر وطقوس رمزية في حد ذاتها وممارسات وحركات موحدة. الرموز اذن بما هي انساق اوجدها الانسان لغاية وهدف فهم الواقع وتنظيمه تغيير التحكم فيه أيْ تحقيق سيادة الانسان على واقعه والعالم ،أليست اللغة هي عالم الاسماء واكلمات الذي توسط عالم الانسان وعالم الاشياء واليس تغييرالواقع بمعنى فهمه والتحكم فيه مشروط بالتفكير يستوجب اللغة اننا نفكر من خلال اللغة بالكلمات فالفكر لا يكون الا اذا كانت هناك لغة. ضمنيات هذا الموقف: ان الرمز هو اداة تغيير الواقع ، عالم الرموز واقع الرموز واقع التمثلات الحسية التي تحيل الى معنى هو الاكثر اهمية من الواقع المعطى الموضوعي لانه دون رمز لا يمكننا فهم الواقعالموضوعي واقع الاشياء. المرجعيات: (قد تلحف الانسان حتى اصبح لا يري شيئا الا بواسطة من هذه الوسائل المصطنعة….. لم يعد الانسان قادرا على ان يوجه الواقع مباشرة اي لث يعد يستطيع ان يحدق فيه وجها لوجه) كاسيرار الكتاب المدرسي ص102.
التبعات: تقلص الواقع المادي وشساعة وثراء الواقع الرمزي اي اصبح الانسان يتواصل مع واقع مصطنع رمزي وليس واقعا ماديا.
ثانيا: الرمز لم يغير الواقع:
الرمز لم يغير الواقع نحو ما هو ايجابي بل غير الانسان ،كثرة الانظمة الرمزية وتضخمها اليوم ارتبطت بالابعاد التقنية التكنولوجية. لهل الصورة الرقمية المتحركة اليوم هي الاكثر شيوعا اليوم نجدها في الساشات لفضائيات السينما الطرقات الهواتف الذكية …. اي هيمنة الرموز البصرية على بقية الرموز الاخرى. نحن اليوم في عصر المرئي في عصر الفرجة الصورة » مرجعية غي ديبور » اصبح الواقع ليس الواقع الموجود بلليس ما نراه بل ما يريدوننا ان نراه ما يصطنع في المخابر قوله: » فالصورة تعمينا اكثر مما ترينا « .
الرموز اصبحت اليوم تغيب الواقع تحجب الحقيقة تخدع تموِّه تتلاعب بالعقول تستفز الاحاسيس والوجدان تغير الواقع الفعلي وتستبعده وتغيره بواقع خيالي لا واقعي فهو ينوّم ارادة الانسان يجذبه.
المرجعيات والشواهد: هوركهايمر وادرنو: يقول: » بطل السينما الذي يظهر كشبح يخفي عناق المراهقين وخيانة الكهول ».
اصبح الانسان يعيش في واقع غير الواقع اصبح بلا وعي فقدت ارادته وحريته تمت مغالطته تم التحكم فيه لقد تحول من كائن عاقل وواع الى حيوان مستهلك للاوهام وللمنتجات عن طريق منظومات رمزية.
ضمنيا: لم تساهم التقنية والتقدم العلمي والتكنولوجي في تكريس انظمة رمزية تواصلية تجسم مطلب الكلي بل ان هذا التزاوج هو سبب اغتراب الانسان في الواقع وتشيئته بل طرده من الانسانية الى الحيوانية وطرده من الحرية نحو العبودية ومن الواقع الفعلي الى الواقع الخيالي.
تبعات الموقف الثاني: عصر المرئي والشاشة اليوم هو عصر استبعاد وتشيئة الانسان فحجب الواقع ووضليل الانسان هي سمو الوجود اليوم.
رهنات التحليل:
انتظار ايجابي: التفطن والوعي بخطورة ما آل اليه التوظيف الايديولوجي للرمز على الواقع الانساني وما ساهم فيه من ازمات اهمها ازمة التواصل هي ازمة قطيعة الانسان مع الانسان والانسان ثع الواقع.
الطرح الاشكالي: اي منزلة للرمز هل هو اداة فهم وسيطرة على الواقع بجميع ابعاده ام هو اداة تسلط الانسان على الانسان وحجب لكل واقع؟ وما مدى قدرتنا اليوم على التخلص من كل التوظيفات الايديولوجية للرموز؟