شرح نص: أصول السياسة الراشدة – التوحيدي – بكالوريا آداب
التقديم:
يمكن أن نعتبر هذا النص المقتطف من الامتاع والمؤاسنة للتوحيدي نصا في السياة العملية النفعية نظرا إلى أن طرفي الخطاب خاصة الطرف السائل (الوزير) يمارس السياسة عملية إلى جانب تقديم الكاتب بعض وجهات النظر في الحكم والسياسة. ويعتبر الموضوع السياسي وخاصة كيفية الاصلاح السياسي من المواضيع التي تنوالها الكثير من الكتاب العرب مثل ابن المقفع (كليلة ودمنة) ولعل هذا ما يفسر استهلال الكاتب النص بمقولة لابن المقفع.
الموضوع:
أمور السياسة الراشدة نظريا وعمليا.
التقسيم:
من 1 إلى 8: مقالة ابن المقف ورأي الوزير فيها.
من 9 إلى 28: طرح أطروحة ودحضها.
البقية: مظاهر الحياة السياسية في القرن الرابع (علاقة الراعي بالرعية – علاقة الراعي بالحاشية).
كل ما يخص محور التوحيدي: شرح نصوص، تقديم وملخص مع الشواهد
التحليل:
المقطع الأول:
وظف التوحيدي مقولة ابن المقفع لتمجيد العقل لينطلق من اعتبار السياسة الراشدة نابعة أساسا من العقل لا من الهوى وخاصة وأن في التاريخ السياسي العربي القديم كان احتكام الساسة للهوى أكثر من العقل ولنا في أسد كليلة ودمنة النموذج.
من خلال جملة الدعاء يعظم الوزير التوحيدي لأن الكاتب خادما للسطلة أي كان عندها ابن سعدان ويبدو الوزير متفقا من خلال استعمال معجم العقل وكان موقفه من مقالة ابن المقفع موقفا ايجابيا.
المقطع الثاني:
يمثل هذا المقطع نمودجا لبنية النص الحجاجي الذي ابتدأ بأطروحة مدعومة…. وهي التي وردت على لسان ابي سليمان المنصفي وقد تنوعت فيها الحجج من حجج واقعية ومنطقية إلى جانب استعمال الكاتب إلى مؤشرات لغوية مثل أساليب التويد والتعليل والشرط.
المقطع الثالث:
أثار التوحيدي موضوع علاقة الراعي بالرعية في احتجاج أبي سليمان المنصفي لذلك دفع الوزير إلى التساؤل عن مكانته بين العامة… ثم تدرج الكاتب إلى إثارة قصة اجتماعية من شكوى العامة الصقر فعامة بغداد كانت تعيش البؤس الذي أقره الوزير.
كما أثار التوحيدي في هذا المقطع الصراع على السلطة والفتن السياسية فضلا عن الاصلاح السياسي كما يراه الكاتب وكما أراده ابن المقفع.
تأليف النص:
أثار التوحيدي في هذا النص مواضيع أساسية فبدأ بعلاقة العلم بالعمل في السياسة ثم انتقل من خلال منهج حجاجي إلى تبيان الشروط التي تفضي إلى السياسة الراشدة ثم ختم النص بأسلوب اخباري عالج به علاقة الراعي بالرعية والحاشية فيما بينها كما نحلاظ تبني التوحيدي من خلال موقف سليمان المعارض لسلطة العباسية باعتبار أن خلافة بني عباس كانت مستهترة بالرعية فضلا عن ادمان الخمر إلى جانب ان موقف الكاتب هو الموقف المفكر للسلطة باعتبار أن السلطة في الملطق لا يمكن أن يكون صاحبها مدمنا.