درس المجادلة بالحسنى – تفكير إسلامي – أولى ثانوي
قال تعالى في سورة مريم من الآية 41 إلى الآية 47: » وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ».
تقديم المقطع:
مقطع من سورة مريم آياتها 98 وترتيبها في المصحف الشريف 19 وهي مكية وردت قبل سورة طه وبعد سورة الكهف.
الموضوع:
أسلوب إبراهيم عليه السلام في دعوة أبيه إلى عقيدة التوحيد وموقف الأخير منه.
I-أسلوب إبراهيم عليه السلام في جدال أبيه:
1- منهجية إبراهيم في الدعوة:
يا أبت: النداء = فيه تلطف ولين وذلك قصد استمالة أبيه خاصة مع تكرار النداء أربع مرات.
الإصرار على إقناعه بعقيدة التوحيد قصد تقديم الحجج للإقناع.
لم يصف أبيه بالجهل أو الكفر في عبادة الأصنام بل الالتزام بالأخلاق النبيلة اي الاحترام والتقدير.
2- مميزات شخصية إبراهيم عليه السلام:
الصدق – طيبة القلب – شدة تعلقه بأبيه – حرصه على إيصال الخير للجميع – الثبات والاعتدال في المواقف – العلم – مقابلة السيئة بالحسنة – الثقة بالخالق جل جلاله وبنفسه – قوة الايمان وكذلك الحجة.
هذه الأخلاق نموذج للعلاقات التي تجب أن تكون أو أن تسود داخل المجتمع.
II- مقارنة بين جدال إبراهيم عليه السلام وجدال أبيه:
1- جدال إبراهيم: الخصائص:
اللطف والرفق واللين واعتماد منهج الاستدلال العقلي وإثبات عدم جدارة الأصنام بالعبادة وأمره باتباعه وترك التقليد الاعمى ونهاه عن عبادة الشيطان لأنه ضال والتحذير من سوء العاقبة وهذا الجدال جدال منطقي وعقلاني ومحمود.
2- خصائص جدال أبيه:
الزجر والقسوة مع الغلظة والتهديد والصد وهو جدال خال من الحجج وغير منطقي ومذموم.
III- أثار المجادلة بالحسنة:
القدرة على التفكير والتركيز
كسب الآخر
حفظ الكرامة والكبرياء
التحكم في الانفعلات
الترفات المسؤولة
وهو عكس المجادلة بالقوة التي تحمل معنى النفوذ والتمرد والخلافات والحقد والكراهية وعدم قبول رأي الآخر.