درس الإيمان حسن المعاملة – أولى ثانوي – تفكير إسلامي
يقول تعالى: »إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ » سورة فصلت 30 – 35.
I- تقديم الآيات:
آيات من سورة فصلت، مكية، وآياتها 54، رقمها في ترتيب المصحف الشريف 41، تقع بعد سورة غافر وقبل سورة الشورى. وسميت باسمها لأن الله تعالى فصل فيها الآيات والأدلة والبراهين على قدرته وعظمته ووحدانيته تعالى.
ويتمثل موضوعها في الحث على الاستقامة والدوام عليها لما لها من آثار في الدنيا والآخرة والحث على العمل الصالح.
II – علاقة الإيمان بالاستقامة:
هي الاعتدال على طاعة الله عز وجل عقدا وقولا وفعلا ومداومة على ذلك.
ربط الله تعالى الايمان بالاستقامة لأن الإيمان الصادق يستوجب الالتزام بالجانب التطبيقي أي بأوامره تعالى والوقوف عند حدوده. اللإستقامة نتيجة للإيمان وشرط من شروط صحته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » قُل آمنت بالله ثم استقم » رواه أحمد في مسنده.
III- مظاهر الاستقامة:
1- الإستقامة في القول:
الإستقامة في القول كالدعوة إلى الله تعالى وشهادة الحق والقاء التحية والنصح وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر والكلم الطيب مع تجنب الرذائل التي تفشي الحقد والكراهية.
الكلمة الطيبة تحقق تماسك المجتمع واستقراره لأنها تفرز المحبة والمودة فيتحقق بذلك التقدم والازدهار. قال تعالى: » أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ » سورة إبراهيم 24 -25.
2- الاستقامة في الفعل:
الاستقامة في الفعل هو كل عمل صالح يرضي الله تعالى ويقربنا منه ويحقق مصلحة من طلب للعلم، من عمل، من صلة رحم، من الطاعات والعبادات، من بر للوالدين، من رد السيئة بالحسنة والإسائة بالعفو والغضب بالصبر وهي خصلة من خصال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ظلمه قومه وعذبوه وأخرجوه من مكة لكنه يوم فتح مكة لم ينتقم بل قال: » ماذا تروني فاعل بكم إذهبوا فأنتم الطلقاء ».
يدعو الاسلام إلى الثبات على الاستقامة وحسن المعاملة سواء من المحسن أو المسيء وهو يؤكد قوة الإيمان والحكمة والثقة بالنفس وقوة الشخصية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »لا تكونوا إمعة، تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا. » رواه الترميذي.
والإمعة هو الذي يتردد فلا يثبت على رأي.
للحث على الاستقامة والثبات عليه ا اعتمد القرآن الكريم على أسلوب المدح والتفضيل فالمؤمن المستقيم أفضل عند الله وأسلوب الترغيب وهو أسلوب يستهوي النفوس ويؤثر فيها .
IV- آثار الاستقامة:
1- في الآخرة:
التبشير بالجنة
الوعد بالرعاية والحماية
تلبية رغباتهم وطلباتهم
2- في الدنيا:
الراحة النفسية والطمأنينة.
تحول البغضاء والعداوة إلى محبة.
التقليل من أسباب الفرقة والصراع.
تحقيق وحدة المجتمع واستقراره وتماسكه.
تحقيق الرقي والتقدم.
V- أنقد وأبني موقف:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه. قيل يا رسول الله: وكيف يلعن الرجل والديه؟. قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه. رواه البخاري – كتاب الآداب.
اللسان آفة ينبغي الحذر من منزلقاته كتفوه بالكلام البذيئ وسب الغير لأن في السب إساءة للوالدين وإلحاق الضرر بهما وهذا من أكبر الكبائر في الدين القويم، صحة في العقيدة وطاعة في وعبادات تلازمها الاستقامة.