درس الغيب ومعنى الحياة – تفكير إسلامي – بكالوريا آداب

درس  الغيب ومعنى الحياة – تفكير إسلامي – بكالوريا آداب

I- البعد الغيبيّ في تكوين الإنسان:

النّظرة القرآنيّة للإنسان شاملة ومتوازنة.  قال تعالى: »  وإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ » سورة الحجر 28 – 29

  الإنسان مكوّن من:
جانب مرئيّ ماديّ = الجسد = جانب غير مرئي = الرّوح =  
قبضة من طين = الإرادة + الوعي + الفاعليّة + المعنويات (المشاعر
+ الحب + الخير …)
 
الجسد ومطالبه وشهواته      
       

جمع الله في الإنسان قوى العالمَيْنِ (الغيب والشهادة).

الإنسان كيان جسميّ روحيّ في نفس الوقت ويتميّز في اتّحاد عنصريّ تكوينه وتحقيق التّوازن بينهما وليس في التّخلص من أحدهما أو الفصل بينهما. موسوعة سكوول

على الإنسان أن يحقق التّوازن بين عنصريّ تكوينه وبين عناصر شخصيّته:

الرّوح والجسد

العقل والعاطفة

الحقّ والواجب موسوعة سكوول

الحريّة والمسؤوليّة

الدّنيا والآخرة

لا يمكن تفسير حياة الإنسان بإرجاعها إلى عامل واحد إقتصاديّ أو جنسيّ أو إجتماعيّ فهو شبكة متداخلة من العلاقات والعوامل.

II-الغيب ومسيرة الإنسان في الأرض = الإستخلاف: موسوعة سكوول

قال تعالى: » وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً  » البقرة 30

تتضمن الآية إلإعلان الإلهي عن استخلاف الإنسان في الأرض والخلافة تعني  نيابة الإنسان لله في إجراء أحكامه وتنفيذ إرادته = هي مسؤوليّة وتكليف. موسوعة سكوول

الخلافة درجة وجوديّة عُلْيَا بين المخلوقات = هي تكريم وتشريف للإنسان.

للقيام بهذه المهمّة أعطى الله سبحانه وتعالى للإنسان مؤهّلات: موسوعة سكوول

ذاتية: عقل مدرك  / إرادة حرة / قدرة فاعلة / ثنائية الجسد والروح       

موضوعية: تسخير الكون / تعاقبل الرسالات السماوية (الوحي). موسوعة سكوول

أبعاد الإستخلاف

المُسْتَخْلِفُ :      الله   الإلتزام بالأوامر وبالتالي تحقيق الطاعة  
  تكريما وتشريفا وتكليفا = العبودية لله تحقق إجتناب النواهي  
المُسْتَخْلَفُ الإنسان        
    من خلال السيادة في الكون: بالعلم / العمل / السعي / المبادرة / الإجتهاد
المستخلف فيه: الأرض          

الغيب يعطي معنى لرسالة الإنسان الوجوديّة. موسوعة سكوول

III-الغيب وغائيّة الحياة:

قال تعالى: « إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا » سورة الأحزاب 72 موسوعة سكوول

تكليف الإنسان بخلافة الله في الأرض إستئمانٌ وتحميل للمسؤوليّة.

قَبِلَ الإنسان هذه الأمانة لوعيه بقدراته الذّاتيّة والموضوعيّة وبمسؤوليّته. موسوعة سكوول

رفض السماوات والأرض والجبال لها فيه إعتراف بعجزها وإقرار بأن الإنسان هو مركز الثقل في الكون.

قال تعالى:  » أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ » سورة المؤمنون 115

غائية الوجود ونفي العبثية.

حصر الحياة في الجانب المادي يؤدي إلى: موسوعة سكوول

الإغراق في الإهتمامات الماديّة.

الشّعور بالإحباط.

فقدان معنى إستمراريّة الحياة.

محدوديّة الفكر وتعطيل المعرفة. موسوعة سكوول

مثال : الإيمان بالبعث: 

 يبعث في الإنسان روح التّفائل والإطمئنان.

يُنَمّي فيه روح الخير والصّلاح.

يصدّه عن الشّر والفساد.

يرشده ويضبط إختياراته. موسوعة سكوول

يحسّن سلوكه.

قال تعالى: « فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ  »

الإيمان بالغيب يجعل الإنسان متحرّكا منتجا إيجابيّا وفاعلا.

IV- الغيب وفاعليّة الإنسان: موسوعة سكوول

لا يعتبر الإيمان بالغيب سببا لجمود الإنسان ومعرقلا لتطوّره ولفعله والدّليل على ذلك أن القرآن تضمن الدعوة إلى:

العلم: علوم غيبية = شرعية
  علوم كونية تمكّن الإنسان من فهم الأشياء والأحياء والسّنن الإلاهية في الكون.
العمل: لبناء حضارة إنسانية وتحقيق التمدن والتقدم. قال تعالى: » يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ».سورة الإنشقاق موسوعة سكوول فملاقيه: ماحسب عليه
……. كادح: جاهد – مجد في عملك.

الإستخلاف: سعيّ، جدّ، إجتهاد نحو الأفضل ويتحقّق ذلك :

بجانبين
ê العبوديّة لله: بالإمتثال لأوامره لنشر الحق والعدل والرّحمة….   ê تحقيق السّيادة في الكون: يكون ذلك بالعلم والعمل والإكتشاف والإختراع
والإعمار والإصلاح والإبداع والتّحضر والتّمدّن.

الفاعليّة في الكون ميزة تميّز الإنسان في القرآن حيث اعتبر القرآن الإنسان العنصر الفاعل في كل تغيير وحمله مسؤوليّة صنع التّاريخ والإبداع في علاقته بالطّبيعة والمجتمع حتّى يحقّق الإستخلاف. موسوعة سكوول

غاية المؤمن الوجوديّة هي الحركة والنّشاط والعمل والإنتاج والسّعي في الأرض وتطوير حياته وبناء حضارته وإرضاء خالقه.

قال تعالى: » مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » النحل 97.

الغيب يضمّ الجانب الروحيّ إلى الماديّ ويحقّق التّوازن بين العالمين فهو حافز للعمل. موسوعة سكوول

قال تعالى: » وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ  » القصص 73.