درس الزمن في القرآن – بكالوريا آداب – تفكير إسلامي

درس الزمن في القرآن – بكالوريا آداب – تفكير إسلامي


I- مفهوم الزمن والدهر:
1- مفهوم الزمن:

هو مدّة قابلة للقسمة يطلق على الكثير والقليل.

دلالة الحضور في الزمن
في الغيب: السّرمد، الأبد، الخلد   في الشّهادة: اليوم، الوقت ، الحين ، الشّهر، السّنة…
=   =
زمن مطلق يختصّ الله بعلمه ويعجز العقل عن إدراكه.   زمن نسبيّ: زمن طبيعيّ يقدّر العقل على الإحاطة به.



2-الدهر:

ينقسم إلى قسمين:


الدّهر البسيط أو الإضافيّ أو الشّرطيّ: موسوعة سكوول هو إسم لمدّة العالم من مبدإ وجوده إلى إنقضاءه = كل مدّة طويلة وكثيرة ≠ الزمن

قال تعالى: « هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا » الانسان 1


الدّهر المطلق: هو الذّات الّتي هي أقدم الذّوات على الإطلاق وأتمها من غير بدإٍ = الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » قال الله: » يسب بنو آدم الدّهر وأنا الدّهر بيدي اللّيل والنّهار » – أخرجه البخاري في كتاب التّوحيد

II- الزّمن في القرآن الكريم: موسوعة سكوول

 أعطى القرآن الكريم أهميّة بالغة للزّمن بأجزاءه وتبرز هذه الأهمية من خلال:


أقسم الله بالزمن وبمكوناته: الفجر – الضّحى – العصر- اللّيل…

 الزّمن من القضايا المقدّسة في الحياة لذا وجب النّظر إليه نظرة واعية متفهّمة. موسوعة سكوول

قال تعالى: » والفجر وليال عشر »

قال تعالى: » والضحى والليل إذا سجى »

قال تعالى: » والعصر إن الإنسان لفي خسر »

قال تعالى: »والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ».

إرتبط معظم العبادات في التّشريع الإسلامي بمواعيد زمنيّة محدّدة وثابتة كالصّلاة والصّيام والحجّ. بحيث أن آداءها لا يتحقّق إلا عن طريق الإلتزام بأوقاتها حسب اليوم والشّهر والسّنة. موسوعة سكوول

الزّمن شرط لصحّة العبادات

قال تعالى: » يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ » البقرة 189.


الدّين يقوم بمصالح النّاس لذلك حرّم الله القتال في أربعة أشهر (ذو القعدة – ذو الحجة – محرم – رجب) وجعلها أشهر سلم بين النّاس.

قال تعالى: » إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ » التوبة 36

III-القرآن ووعي الزمان: موسوعة سكوول

الدلالة الإنسانيّة للزّمان دلالة حضاريّة فعمر الإنسان لا يحدّد بالزّمن الّذي عاشه بل بنوع العمل الّذي أدّاه. فالقيمة بالنّتائج الّتي تتركها الأحداث والأفعال والإنجازات البشريّة. قال صلى الله عليه وسلم:إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ». الصحيح. موسوعة سكوول

إختلاف اللّيل والنّهار له أثاره في أجسامنا وعلى عقولنا فلا بدّ من الإستفادة منه بالكدّ والفعل إبتغاء فضل الله وباكتشاف ما وراءه من الحقائق والأسرار الكونيّة ممّا يبعث الحيويّة والتّجدّد في حياة الإنسان. قال تعالى: » يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ » النور 44 موسوعة سكوول

المفهوم الإسلامي للزّمن يجعل منه باعثا للأمل والثّقة والوعي في الإنسان ليصبح مسؤولا عن زمانه محدّدا لمعالمه وخصائصه مؤكّدا عبره وجود الله ووحدانيّته لذلك تجده حركيّ، فاعل، لامعنى للجمود عنده. تأكيدا لقوله تعالى: » يا أيّها الإنسان إنّك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ». موسوعة سكوول

على الإنسان أن يتجاوز ويزيل كل المعوقات والعراقيل التي تتحكم في حركته وتمنعه من السّعي الحثيث لتوظيف الزّمن أكمل توظيف.

الإنسان مدعوّ إلى التّفكر لكشف وفهم أسرار الكون والزّمن واستثمارها لصالحه لقوله تعالى: » إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار لآيات لأولي الألباب » آل عمران 190 موسوعة سكوول

ومن مظاهر تحقّق ذلك ما توصّل إليه الإنسان من نتائج عمليّة تؤكّد فاعليّته في الكون وتتوافق مع منهج القرآن في الإستدلال من ذلك إثبات عمر الأرض وعمر الحياة عليها كدليل على وجود الخالق. فإن كان للكون بداية ونهاية فهو مخلوق وحادث ولا بدّ له من محدث خالق وهو الله. لقوله تعالى: » قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ » العنكبوت 20. موسوعة سكوول

الإنسان في صراع دائم بين الأجال والأعمال فمن لم يستثمر الزّمن لإصلاح العمل فهو مخلّ بالأمانة الّتي كلّف بها وهي عمارة الأرض ومجانيّة الإفساد فيها.