درس القضية الفلسطينية – التاسعة اساسي
I- جذور القضية الفلسطينية حتى 1945:
فلسطين جزء من الشرق الأوسط الذي له موقع استراتيجي: قريب من قناة السويس (ممر بحري بين المتوسط والمحيط الهندي + قريب من منابع النفط).جلب أطماع الدول الغربية الاستعمارية.
– لمّا كان الفلسطينيون خاضعين لحكم الإمبراطورية العثمانية انعقد المؤتمر الصهيوني (نسبة إلى جبل صهيون شرقي القدس) الأول في بازل بسويسرا سنة 1897 وصدر عنه ما يلي:
1- هدف الحركة الصهيونية هو خلق وطن لليهود المشتتين في العالم في فلسطين.
2- تحقيق هذا الهدف يكون عبر:
أ- استعمار فلسطين بواسطة المزارعين والحرفيين والعمال اليهود.
ب- تهجير يهود العالم إلى فلسطين.
ت- إقناع الدول الكبرى بمساعدتهم على تحقيق هذا الهدف.
– وأثناء الحرب العالمية الأولى أطرد الإنجليز (مدعوما من جيوش عربية) العثمانيين من فلسطين وفرضوا احتلالهم وأصدروا وعد بلفور (اسم وزير خارجيتهم) في 02 نوفمبر 1917 = استجابة عملية للحركة الصهيونية.
– أكد الإنجليز على التزامهم بإنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين بموجب صك الانتداب على فلسطين الصادر عن جمعية الأمم (=إرادة كل الدول المنتصرة في الحرب الكبرى) في 24 جويلية 1922.
– قمع الانجليز مختلف أشكال المقاومة الوطنية الفلسطينية السلمية والمسلحة.
– شجع الاستعمار الانجليزي (نظام الانتداب) ، هجرة اليهود إلى فلسطين وسلحت الصهاينة في فلسطين(عصابة الهاغانا) و (عصابة شتيرن) وغطت جرائمهم التي ارتكبوها في حق الفلسطينيين.
– خلال الحرب العالمية الـ2 ادعى الصهاينة أن اليهود تعرضوا إلى محرقة على أيدي النازيين ونجحوا في كسب وتوظيف تعاطف الرأي العام الغربي (وخاصة الأمريكي) لتنفيذ مشروعهم الاستيطاني في فلسطين.
II- من تقسيم فلسطين لسنة 1947 إلى إعلان قام دولة اسرائيل :
1) تقسيم فلسطين لسنة 1947:
– قدمت الحكومة الإنجليزية سنة 1947 مشروعا للأمم المتحدة لتقسيم فلسطين بين العرب واليهود.
محتوى التقسيم:
أ- -) منح الصهاينة(=30% من السكان) 56% من المساحة : 1- الشريط الساحلي ( المطل على المتوسط) + 2- صحراء النقب (المطلة على خليج العقبة) +3- الأراضي المطلة على بحيرة طبرية
ب –) منح الفلسطينيين(70% من السكان) 43% من المساحة : 1- قطاع غزة + 2- الضفة الغربية + 3- الجليل الأعلى.
ج –) القدس [أراض مقدسة إسلامية + مسيحية + يهودية](1% من المساحة) : تحت إشراف الأمم المتحدة.
– صادقت عليه الحكومات الغربية، والاتحاد السوفييتي.وأصبح قرارا أمميا.
– قبل به اليهود واعتمدوا عليه لإعلان قيام دولة إسرائيل لاحقا.
– رفض الفلسطينيون والعرب قرار التقسيم رفضا قطعيا.
2) إعلان قيام دولة إسرائيل 1948:
– (يوم 14 ماي 1948) انسحبت القوات الإنجليزية من فلسطين بعد أن سلمت أسلحتها للمستوطنين اليهود.
– (14 ماي 1948) أعلن دافيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل وعاصمتها تل أبيب.
– سارعت الحكومات الغربية وخاصة الولايات المتحدة إلى الاعتراف بقيام دولة إسرائيل كما اعترف بها الإتحاد السوفييتي .
– لقي هذا الإعلان رفضا عربيا قطعيا.
III- الحروب العربية الإسرائيلية :
1) الحرب الأولى بين العرب وإسرائيل سنة 1948:
(15 ماي 1948), دون إعداد مسبق أعلنت الدول العربية المجاورة لفلسطين أعلنت الحرب على إسرائيل وحققت في البداية انتصرا ساحقا – رغم غياب الاستعدادات – غير أن الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية تدخلت بسرعة لفائدة إسرائيل- عبر مجلس الأمن – وفرضت الهدنة على العرب في 19 جوان 1948 وأغرقت إسرائيل بالمساعدات العسكرية والمالية إضافة للدعم السياسي وقلبت موازين القوى لفائدة الصهاينة وسمحت باستئناف الحرب – رغم قرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف القتال – فتحولت الحرب إلى نكبة عربية (هزيمة ساحقة) (جويلية 1948).
– انتصار إسرائيل مكنها من التوسع ترابيا (زيادة على نصيبها من تقسيم 1947).حيث لم يبق من فلسطين تحت سيطرة العرب سوى الضفة الغربية والقدس الشرقية (وضمتها الأردن) وقطاع غزة (وضمتها مصر)
– وزاد الدعم الغربي والأمريكي المطلق لإسرائيل وأصبحت عضوا في الأمم المتحدة بداية من 11 ماي 1949.
– تمّ إلحاق الضفة الغربية والقدس الشرقية بالأردن.
– تمّ إلحاق قطاع غزة بمصر.
– وتشرد الشعب الفلسطيني (200 ألف لجأ إلى سوريا و120 ألف لجأ إلى لبنان…)
2) حروب 1956 و 1967 و 1973 العربية الإسرائيلية:
* فشل العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 بسبب تهديد الإتحاد السوفييتي بالتدخل العسكري المباشر في المنطقة لطرد الغزاة.
* مثلت حرب جوان 1967 كارثة للعرب: احتلت إسرائيل خلالها هضبة الجولان السورية و الضفة الغربية +القدس الشرقية (كانت تابعة للأردن) + قطاع غزة + شبه جزيرة سيناء المصرية وأقامت « خط برليف » على الحدود مع مصر.
* حققت حرب رمضان(أكتوبر) 1973 لمصر انتصارات محدودة ومكنتها من اختراق « خط برليف » وحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم
IV- من المقاومة المسلحة إلى التفاوض:
1) المقاومة الفلسطينية المسلحة للاحتلال الصهيوني حتى مطلع الـ80نات:
– بسبب تشريد الشعب الفلسطيني ورفض إسرائيل تنفيذ القرار الأممي رقم 149 الصادر منذ 11 نوفمبر 1948 الذي أقر حق العودة للاجئين الفلسطينيين المشردين في مخيماتهم إلى أرض الوطن، بقيت مقاومته مشتتة من حرب 1948 إلى 1956
– سنة 1957 تأسست حركة « فتح » للمقاومة الفلسطينية ومنظمات أخرى لاحقا.
– سنة 1964 تأسست » منظمة التحرير الفلسطينية » جمعت كل الفصائل الفلسطينية ، نص ميثاقها لسنة 1968 على اعتماد المقاومة والكفاح المسلح لتحرير كامل فلسطين.
– بداية من 1969 ترأس ياسر عرفات » منظمة التحرير الفلسطينية » ، وقاد الكفاح المسلح انطلاقا من الأراضي العربية المجاورة لفلسطين.
– حضيت المقاومة الفلسطينية بدعم متنوع الأشكال وغير محدود مباشرة وبصفة غير مباشرة من قبل الدول والشعوب العربية، ( دعم مادي : مالي (تبرعات شعبية)+ عسكري + سياسيي (في المنابر الدولية) + إعلامي + ثقافي…)
– كسبت القضية الفلسطينية – عبر « منظمة التحرير الفلسطينية »- عطف ودعم والعديد من الدول الإفريقية والآسيوية والأوروبية.
– ندّدت الأمم المتحدة بالسياسة التوسعية لإسرائيل وطالبت بانسحابها من الأراضي المحتلة سنة 1967 (قرار 242 صدر يوم 22 نوفمبر 1967).
– اعترفت الأمم المتحدة بـ « منظمة التحرير الفلسطينية » كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ومنحتها صفة ملاحظ بالجمعية العامة.
2) تضييق الخناق على المقاومة الفلسطينية المسلحة:
بدأ مع مطلع الـ 70نات وتواصل إلى اليوم من قبل العرب و الكيان الصهيوني:
** في سبتمبر 1970 قام النظام الأردني بتقتيل المقاومين الفلسطينيين ومنعهم من مقاومة إسرائيل انطلاقا من أراضيه بطلب من إسرائيل).
** سنة 1978 احتلت إسرائيل جنوب لبنان لمنع انطلاق المقاومة منه.
** في 26 مارس 1979 وقعت مصر اتفاقية سلام وتطبيع مع إسرائيل – بصفة منفردة (دون تشاور مع بقية العرب) في مخيم داوود – بعد مفاوضات منفردة (دون تنسيق أو تشاور مع بقية العرب) – وقبلت بموجبها منع انطلاق المقاومة الفلسطينية من أراضيها مقابل انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء المصرية.
** في صائفة 1982 اجتاحت إسرائيل لبنان وفرضت عليه إبعاد المقاومين الفلسطينيين وقيادتهم قسرا باتجاه تونس.
** ورغم ذلك فجر الفلسطينيون انتفاضتهم الأولى (في صائفة 1987),ولدعم هذا الشكل الجديد من المقاومة الشعبية.
** أعلن المجلس الوطني الفلسطيني أثناء اجتماع له في الجزائر(سنة 1988) عن قيام دولة فلسطين المستقلة فوق الأرض الفلسطينية.
* سنة 1991 حصلت للعرب انتكاسة في حرب الخليج الثانية + انهار الاتحاد السوفيتي وانفردت الولايات المتحدة الأمريكية حليفة إسرائيل الأولى بقيادة العالم.
الحصيلة: ← فقدت المقاومة المسلحة مواقعها المتقدمة في مواجهة العدو لإسرائيلي.
3) مرحلة المفاوضات والتنازلات الفلسطينية لفائدة إسرائيل:
الحصيلة:
ضعفت المقاومة الفلسطينية كثيرا وتغيرت موازيين القوى كثيرا لفائدة إسرائيل وأقدمت قيادة « منظمة التحرير الفلسطينية » على التفاوض مع إسرائيل وحضرت مؤتمرا للسلم بمدريد سنة 1991 برعاية أمريكية وروسية.
وتوج التفاوض بتوقيع اتفاقية أوسلو في 09 سبتمبر 1993 :
** قدمت القيادة الفلسطينية بموجبها تنازلات عديدة للعدو منها:
(1) اعتراف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل والتعايش السلمي معها.
(2) تعديل ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية (= إسقاط خيار المقاومة المسلحة وتحرير كامل فلسطين) .
(3) قبول الشرعية الدولية وقرار تقسيم فلسطين لسنة 1947.
(4) قبول القرار الأممي رقم 242 الذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967 فقط والتنازل عن أراضي 1948.
** ومقابل ذلك تحصل الفلسطينيون على اعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية كـ ممثل وحيد للشعب الفلسطيني.
**** ثم وقّع الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي اتفاقية واشنطن(في 13 سبتمبر 1993) نصت على:
1- التزام القيادة الفلسطينية بإيقاف الانتفاضة والعنف.
2- التزام إسرائيل بالاعتراف بالحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا أولا. و سمحت لقيادة الحكم الذاتي الفلسطينية بدخول الأراضي المحتلة (في 12 جويلية 1994) .
لكن سرعان ما تنصلت إسرائيل من التزاماتها وانتهكت الاتفاقيات الموقعة، وأعادت احتلال أراضي السلطة الفلسطينية وحطمت مؤسساتها، وواصلت سياسة إرهاب الدولة وتقتيل الشعب الفلسطيني وقيادة المقاومة، دون أن تحرك أمريكا – راعية السلام – ساكنا.