ملخص درس تونس في العشرينات- بكالوريا آداب

ملخص درس تونس في العشرينات- بكالوريا آداب

ظروف تطور الحركة الوطنية في تونس بعد الحرب العالمية الأولى:

الظروف الداخلية:

الاستعمار الزراعي:

لمزيد استغلال ثروات البلاد قامت سلط الحماية بإصدار قرار يسمح باستغلال وانتزاع أراضي القبائل والأوقاف بدعوى أنها غير مستغلة مما أثار غضب الفلاحين ورجال الطرق الدينية، كما ستقوم سلط الحماية بعد الحرب بإغراق السوق الداخلية من البضائع المستوردة من الخارج (فرنسا) مما أدى إلى تدهور وضعية التجار والحرفين، فثاروا وانخرطوا في النشاط الوطني

سن قانون الثلث الاستعماري:

هو قانون يمنح الموظف الفرنسي اجر يفوق أجر الموظف التونسي بنسبة 33٪ وذلك لإغراء الفرنسيين للقدوم إلى تونس وبذلك انتشرت البطالة في صفوف التونسيين.

الأزمة الاقتصادية:

تعاقب سنوات الجفاف بين 1919 و1924 أدى الى انهيار الإنتاج الزراعي وظهرت المجاعات والأوبئة وانعكس ذلك على الصناعة والحرف وارتفعت الأسعار وتدهورت المقدرة الشرائية وضاعف حقد التونسيين على الاستعمار خاصة مع تفاقم التناقضات بينهم وبين الفرنسين.

الظروف الخارجية:

المبادئ الولسونية:

تعترف بحق الشعوب في تقرير مصيرها هذا البند أثار أمال التونسيين في التحرر وتحقيق الاستقلال.

الثورة البلشفية:

منذ 1917 اتخذت الثورة البلشفية موقفا معاديا للاستعمار باعتباره من فعل الأنظمة الامبريالية وقد تدعم ذلك مع الإعلان عن الأممية الشيوعية الثالثة التي تأسست في 1919 وضمت كل الأحزاب الشيوعية في العالم وساندت حركات التحرر عموما.

تأثير الثورة المصرية:

وهي ثورة قادها سعد زغلول سنة 1919 ضد الاستعمار البريطاني وكان لها صدا كبير على حركات التحرر.

الحركة الوطنية التركية:

هي حركة قادها مصطفى كمال أتاتورك ضد الاستعمار وقد كان لهذه الحركة صدا كبيرا لدى التونسيين.

الحزب الحر الدستوري التونسي:

نشأة الحزب التونسي ونشاطه:

بمجرد انتهاء الحزب ونظرا للظروف الجديدة قرر التونسيون بقيادة عبد العزيز الثعالبي تأسيس حزب سياسي هو الحزب التونسي في ربيع 1919 يضمن حقوق الأهالي، في هذا الإطار أرسل قادة الحزب مذكرة إلى ولسن يدعونه إلى تطبيق مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها. كما عمل الوطنيون على التعريف بالقضية التونسية في فرنسا لذلك سافر عبد العزيز الثعالبي واستغل وجوده في باريس لإصدار كتابه “تونس الشهيدة” والذي تعرض إلى تجاوزات نظام الحماية ومطالب التونسيين التي تركز على تمكين البلاد من دستور وبرلمان.

الحزب الحر الدستوري التونسي:

نشأته:

بعث عبد العزيز إلى التونسيين يأمرهم بتأسيس حزب سياسي منظم يعتمد على القوى الشعبية ويظم كل فئات المجتمع ويطلع عليه الحزب الحر الدستوري التونسي الذي سيبرز في مارس 1920. وقد قدم هذا الحزب الجديد برنامجا معتدلا فيه مطالب سياسية واجتماعية واقتصادية تصب أساسا في مطلب المساواة بين التونسيين والفرنسيين.

برنامجه:

أولا: مجلس تفاوضي مشترك بين التونسيين يملك حق وضع مناهج أعماله.

ثانيا: حكومة مسِؤولة أمام هذا المجلس باستثناء المقيم العام الفرنسي والجنرال قائد الجيش الفرنسي والأميرال قائد البحرية.

ثالثا: الفصل بين السلط التشريعية والقضائية والتنفيذية.

رابعا: قبول التونسيين في جميع الوظائف العامة إذا استوت الكفاءات.

خامسا: التساوي المطلق في المرتبات بين التونسيين والفرنسيين.

سادسا: انتخاب حر للمجالس البلدية.

سابعا: حرية الصحافة والاجتماع.

ثامنا: التعليم العام.

تاسعا: مشاركة التونسيين في ابتياع الأراضي المخصصة للمستعمرين.

نشاطه:

الوفد الدستوري إلى الباي:

الوفد الدستوري الأول إلى الباي في جوان 1920 يسمى أيضا بوفد الأربعين. وتكون هذا الوفد من أربعين عضوا من الحزب طالبوا الباي بدعم التونسيين من اجل إعلان دستور يضمن حقوقهم وقد نجح هذا الوفد في إقناع الباي بهذا المطلب.

الوفد الدستوري الأول إلى باريس جوان 1920:

تكون من محامين ورجال دين ومالكين عقاريين وقد التحق بهم عبد العزيز الثعالبي بباريس. وطالب هذا الوفد بتمكين التونسيين من حقوقهم، لكن ورغم ليونة هذه المطالب قوبل الوفد بحذر شديد وبعد هذا اللقاء ألقي القبض على الثعالبي بتهمة التآمر على أمن الدولة وبعث للقضاء التونسي.

الوفد الدستوري الثاني إلى فرنسا (جانفي 1920):

تركب هذا الوفد من عناصر معتدلة بقيادة الطاهر بن عمار وحظي بمقابلة رئيس الحكومة والمقيم العام الجديد نوسيان سان الذي وعد بإدخال الإصلاحات الضرورية ولكنه رفض قطعيا النقطتين الأوليتين من برنامج الحزب باعتبارهما تتنافيان مع نظام الحماية.

الوفد الدستوري الثالث إلى الحكومة الفرنسية:

لم ينجح هذا الوفد من إزالة مخاوف فرنسا من الحزب ونشاطه وعلاقته مع الأحزاب الاشتراكية الفرنسية.

نشر الوعي الوطني:

إلى جانب سياسة الوفود اعتمد الحزب على نشاط مكثف لإنماء الحس الوطني وكسب أنصار وذلك بالاعتماد على الصحافة التونسية الناطقة بالعربية، إذ بلغ عدد الصحف 30 صحيفة، تضمنت مقالات تهدف إلى توعية التونسيين، فضلا عن تأسيس شعب دستورية داخل البلاد بلغ عددها 70 شعبة انخرط فيها 45 ألف دستوري.

وبذلك برزت حركة وطنية أكثر تنظيما، مما آثار غضب سلط الحماية التي ردت بقمع الوطنيين وذلك بالحد من حرية الصحافة ومنع الاجتماعات وهددت بحل الحزب.

وأمام هذه المضايقات اضطر الثعالبي إلى مغادرة البلاد إلى الشرق 1923 كما تم إيقاف العديد من قادة الحزب وأصدرت فرنسا الأوامر الجائرة سنة 1926 والتي وقع عليها الباي.

وبذلك، دخلت الحركة الوطنية الى فترة ركود حتى نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات لكن صدور القوانين الجائرة لم يرتبط فقط بنشاط الحزب بل ارتبط أيضا بنشاط أول حركة نقابية وطنية في تونس ستدافع عن مصالح التونسيين.

جامعة عموم العملة التونسية الأولى:

ظروف نشأة الجامعة:

تمثلت في تدهور الحالة الاقتصادية والاجتماعية للتونسيين: ارتفاع الأسعار وتراجع المقدرة الشرائية.

اتحاد النقابات الفرنسية لا يدافع عن مصالح العمال التونسيين رغم أنهم منخرطون بهذا الاتحاد بل يدافع فقط عن مصالح الفرنسيين، ثم إن هذا الاتحاد رفض مطالب التونسيين في المساواة فاضطر العمال التونسيين إلى الإضراب لتتتالى بذلك الاحتجاجات والاضرابات مثل إضراب عمال رصيف تونس يوم 13 أوت 1924 مطالبين بالترفيع في الأجور والعطل في الأعياد، وتطورت هذه الاضرابات إلى اعتصامات وانتشر صداها في كامل جهات البلاد.

 تأسيس جامعة عموم العملة التونسية:

بدأ العمال التونسيون بتنظيم صفوفهم فكونوا لجان تنظمهم وتؤطرهم استعدادا لتأسيس منظمة تونسية وانسلخ العمال التونسيون المضربون عن اتحاد العمال الفرنسية وبدؤوا بتأسيس نقابات مستقلة مثل نقابة عمال الرصيف ونقابة الشواشين ونقابة عمال الترامواي، كما تكونت لجنة الدعاية النقابية بقيادة محمد علي الحامي تشرف على النقابات بصفة عامة.

وفي أكتوبر 1924 تم الإعلان عن تأسيس جامعة عموم الطلبة التونسيين، أُسندت كتابتها العامة إلى محمد علي الحامي وكانت تتكون من لجنة تنفيذية واتحادات جهوية ونقابات أساسية. ونجحت هذه الجامعة في أن تكون لها قاعدة شعبية عريضة جدا خلال فترة زمنية وجيزة.

الصعوبات التي واجهتها الجامعة:

معارضة اتحاد النقابات الفرنسية:

اعتبر اتحاد النقابات الفرنسية وجود نقابتين. سيضعف قوة العمال أمام قوة المال.

معارضة سلطة الحماية:

مثلت النقابة خطرا حقيقيا على سلط الحماية وذلك لأنها لاقت مساندة قوية ونجحت في الحصول على قاعدة شعبية عريضة ونشطت في كامل الجهات وأزعجت سلط الحماية التي لن ترد في اتهامها بالتعامل مع الشيوعيين. واستغلت أحداث مدينة حمام الأنف في جانفي 1925 ولإلقاء القبض على محمد علي الحامي ورفاقه واتهمتهم بالتآمر على أمن الدولة على التراب التونسي.

تطور علاقة الحزب الدستوري بالجامعة:

ساهم الحزب في دعم الجامعة إذ شارك الدستوريون مثل الطاهر الحداد في تأسيس الجامعة وتم فتح مقرات الحزب لاجتماعات المنظمة الشغيلة (الجامعة) وسمح لهم بكتابة مقالاتهم في صحف الحزب. وقد كانت فرنسا متخوفة من هذا التقارب ونجحت في التفرقة بين الحزب والجامعة وذلك بالضغط على الحزب وتهديده بتعامله هو أيضا مع الشيوعيين وفي نفس الوقت وعدته بإصلاحات إذا تخلى عن دعمه للجامعة. وبذلك أضطر الحزب إلى التخلي عن الجامعة وأمضى البلاغ الذي يدعو فيه العمال التونسيين من الانسلاخ من الجامعة والعودة إلى النقابات الفرنسية، في نفس الوقت استغلت سلط الحماية عزلة الجامعة فاعتقلت قادتهم وأعلنت الأوامر الجائرة في جانفي 1926.

إقرأ أيضا: درس تونس في العشرينات – بكالوريا آداب

إقرأ أيضا: المفاهيم والمصطلحات والتعريف بالأعلام في درس تونس في العشرينات – بكالوريا آداب