شرح نص: إنك بعثته – شهرزاد الحكيم – بكالوريا آداب
التقديم:
ينغلق المنظر الاول بدخول الملك دار الساحر وانصراف العبد والجلاد الى خان ابي ميسور وينفتح المنظر الثاني في فضاء سياسي مغلق هو القصر ويدور حوار بين الوزير (قمر) والملكة شهرزاد حول تعلق قمر بها واستهزائها منه، فكيف بدت العلاقة بينهما وما موقف كل منهما من الحب وكيف تبدو وضعية البطل من خلال المخاطبات وماهي رمزية شهرزاد وما أثرها في قمر؟
الموضوع:
استهزاء شهرزاد بالحب وموقفها من بعث البطل شهريار.
العناصر:
من 1 إلى “تبسم”: سخرية شهرزاد من الوزير قمر ومن موقفه من الحب.
من مخاطبة الوزير الى مخطابة شهرزاد “انه لم يعرفه”: المواجهة المعرفية أثر شهرزاد في أزمة قمر.
البقية: عودة القطيعة: الكشف عن مأساة البطل ولغز شهرزاد.
التحليل:
العنصر الاول:
الاشارات الركحية:
غلبت على القسم الاول من النص وبدت متساوية بين الشخصيتين وكشفت عن تقابل في المواقف والاحوال: الوزير شخصية جادة تسعى الى ادارة الحقيقة عبر قلبها وشهرزاد شخصية مازحة ومستهزئة.
هذا التقابل بين الشخصيتين يعبر عن تقابل في المواقف والرؤى ويكشف مآلات الصراع التراجيدي الذي ستنتهي إليه المسرحية من خلال هذا التباين الحاصل في المسرحية.
الحوار: أطرافه: شهرزاد والوزير:
اعتمد فيه الحكيم مقومات التراجيديا الاغريقية الكلاسيكية التي ترتكز في موضوعها على أزمة بطل فرد سيواجه قدره.
تبدأ المسرحية بعد أن تجمعت عناصر الازمة خاصة في تحديد العلاقات القائمة بين الشخوص والتدرج بالحبكة من مرحلة العرض إلى مرحلة الازمة لذلك يبدأ الحوار بين شهرزاد وقمر حجاجيا قائما على المواجهة والتقابل بين الطرفين.
مثل الحوار بين الطرفين كشفا عن حقيقة الشخصيات فهو حوار حجاجي غاب عليه الاستفهام الانكاري الموجه الى المخاطب….
تميل شهرزاد الى تعجيز الوزير قمر والسخرية منه فهي جريئة مراوغة تتميز بعدم المصداقية أو تظهر ما لا تبطن، ترفض أن يكون الحب مجرد رباط أسري في إطار مؤسسة الزواج في مقابل قمر الذي يقف شخصية “عاجزة” يتجلى عجزها من خلال مخاطباتها القائمة على الاختزال والتوسل والاستعطاف. كما يظهر في المعجم اللغوي الذي يظهر الولاء والخضوع.
قاد هذا الحوار الوزير قمر الى التهرب سواء من خلال مخاطباته المختزلة او صيغ الطلب لانه يعيش أزمة عاطفية بين الواجب وهو الطاعة لسيدة شهريار وبين حبه للملكة شهرزاد التي ينظر إليها على أنها قلب كبير ومصدر للحب يمنعه الوفاء للواجب من تجاوزه.
يمثل هذا الموقف من الضافات واحدا من الاضافات التي اضفاها الحكيم على الحدث الاسطوري ليجعله بعدا من ابعدا الصراع التي تعيشه شخصيات المسرحية سواء في علاقتها بذاتها او بغيرها.
في مخاطبات شهرزاد ظروب من المناورة والاستدراج بواسطة الطلب والاستفهام.
الابعاد الذهنية للحوار:
تتجلى من خلال التوظيف الرمزي للغة وما يوفره الحوار من معاجم متعلقة بالموت والحياة والروح والقلب والبعث…. ليصبح بذلك حوارا وجوديا يجسد الصراع بين مسألتي الموت والحياة ولكنه يتجسد أيضا باعتبار الشخصية ذاتها لسيت الا بعدا رمزيا من ابعاد الشخصية المركزية وما العودة الى القلب الا عودة الى الحياة.
يتجسد البعد الرمزي من خلال المقابلة بين حالة شهريار ماضيا وحالته حاضرا كان جسدا بلا قلب ومادة بلا روح واصبح حاضرا مفعما بحياة الحب.
ان الابعاد الرمزية في النص التي حولت الشخصيات الى افكار استدعت بدورها معجما اسطوريا (سبعة أيام – ألف ليلة وليلة….)
في العبارات عودة الى زمن البدايات، زمن الخلق والتكوين والبحث تجسد هذه العبارة منزلة شهرزاد التي اضفت على نفسها صفة الالوهية فهي بمنزلة الالاه عند اليونان تجمع الخلق والامومة والجنس والطبيعة.
المقطع الثاني:
الوزير مسيطر على الحوار / جاءت الاشارات الركحية لبيان حالة التوتر التي يعيشها في مقابل مخاطبات شهرزاد التي كانت قصيرة ميالة الى المراوغة والايحاء والتأويل.
يدور الحوار على الموقف من الملك ويفصح من خلال مخاطبة الوزير عن طبيعة شهرزاد.
تحول شهرزاد الحوار من وظيفة الكشف عن حقيقة قمر إلى وظيفة الاخبار عن شهريار.
تبعث شهرزاد بخطابها في نفس قمر مزيدا من التمزق والصراع والخوف، تحاول استدراج الوزير والميل به الى التسليم بتجنيبه دائما الى منزلته الحقيقية.
يغيب العقل أمام سيطرة العواطف سيؤدي الى نهاية مأساوية ينتهي إليها قمر.
شهرزاد الانسان الجامع بين الابعاد الانسانية ينبه قمر من خطر الانصياع وراء سلطة مشاعره وعواطفه.
تمثل شهرزاد بهذا الموقف رأي الحكيم بأن الانسان أبعاد متكاملة.
المقطع الثالث:
يتعلق بتحديد وضعية البطل وانقلابه في المسرحية الى انسان حائر مفكر.
مخاطبة الوزير المطولة هو موقف تفسيري يعبر عن المراحل التي عاشها الملك شهريار ويكشف عن وضعيته التراجيدية من خلال المعجم اللغوي المتواتر الدال على تطلع شهريار الى ما وراء الافق (المطلق والمجهول) ومن خلال الافعال والصيغ يسير باحثا منقبا .
رسم الأزمة الذهنية التي يعيشها البطل وتمزقه بين الجسد والقلب لانه لا يطلب سعادة موجودة بل سعادة روحية ممكنة.
التأليف:
يكشف النص من خلال رمزية الشخصيات والصراع بينها أن الطمأنينة والتوازن مستحيلان
اذا الانسان قصر مسيرته على بعد واحد، بل انه ينتهى الى الفاجعة والفناء.
ان تعلق شهريار وتردده بين طور الطفولة والتفكير لا يجعله الا بطلا متمردا غريبا في تمرده على خلاف شهرزاد التي ترى في ذلك التمرد تزيف للحقيقة وتطاولا على القدرة الانسانية وهو ما يمنحها في المسرحية مركزية تجعلها محركا اساسيا للحدث الدرامي والذهني والرمزي.
تعود ملكية هذا العمل للأستاذ رفيق الطبوبي
في حالة وجود أخطاء الرجاء الابلاغ عنها عبر البريد الالكتروني ليتم اصلاحها: contact@mawsoaschool.net
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني