ملخص حكاية مسرحية: مغامرة رأس المملوك جابر – العربية – بكالوريا آداب
ملخص حكاية مسرحية “مغامرة رأس المملوك جابر“ لسعد الله ونوس:
إنطلقت الحكاية بمقهى شعبي (يمثل المسرح الأول أي الركح الأول)، مع مجموعة من الزبائن جالسين منتظرين الحكواتي “عم مؤنس” الذي لم يأت بعد وهم في شوق لمجيئه للشروع في سرد الحكاية أو القصة عليهم كما اعتاد، وفي هذا اليوم قد خالف ما أرادوه وانتظروه من قصة سيرة الظاهر ببيرس، موسوعة سكوول ليحدثهم عن حكاية أخرى مخالفة لها وهي حكاية المملوك جابر، حيث تدور هذه الحكاية المسرحية في القرن السابع هجري زمن الخليفة العباسي “شعبان عبد المقتدر” وكان له آنذاك وزيره المسمى بـمحمد العلقمي، وقد اتّسم ذلك العصر بالتقلبات الفجائية بين الاستقرار والاضطراب. إذ أن الكاتب عمد إلى تضمين مسرح داخل مسرح،
وقبل الشروع في تفصيل الأحداث واللوحات إليكم ملخص حكاية المملوك جابر أولا:
تلخيص أحداث الحكاية: في هذه المسرحية استمد الكاتب الأحداث من تاريخ نهاية الدولة العباسية بسقوط بغداد في أيدي أحد ملوك العجم سنة 656 هـ . وتبدأ الأحداث بنشوب صراع بين الخليفة شعبان المقتدر بالله ووزيره محمد العلقمي، فالخليفة يريد إزاحة الوزير لأنه يشكل خطرا على دولته، والوزير يخطط للاستيلاء على الخلافة والقضاء، فيأمر الخليفة بتفتيش الخارج من المدينة والداخل إليها، موسوعة سكوول خوفا من خروج رسالة من الوزير محمد العلقمي إلىملك العجم لطلب الاستعانة به على الإطاحة بالخليفة. ولكن أحد مملوكي الوزير وهو جابر، يتطوع بإخراج الرسالة من بغداد مقابل عتقه وتزويجه من إحدى جواري الوزير وهي زمرد، فيقبل الوزير تكليفه بالمهمة ويعده بتحقيق مطلبه. ويقترح جابر أن يكتب الوزير الرسالة على رأسه بعد حلق شعره حلقا تاما ولما ينمو الشعر ويغطي الرسالة، يخرج من المدينة وهو في أمن من انكشاف أمره. موسوعة سكوول و تصل الرسالة إلى ملك العجم. ولكن الوزير يطلب منه أن يقتل حامل الرسالة “جابر” الذي حمل موته تحت فروة رأسه ولم يدر .. كما قال سعد الله ونوس في المسرحية “ويزحف المغول على بغداد و يخربونها و يستبيحون الدماء و الأعراض والأموال ويقتلون الخليفة “.
نعود الآن إلى سرد الأحداث كما هي على أكثر تفصيل بداية من:
اللوحة الأولى: في المسرح الثاني الذي يظهر فيه خمسة ممثلين في البداية يمثلون أهالي بغداد ورسم ملامح ذلك العصر بين الاضطراب والفوضى والصراعات السياسية على الحكم بين الساسة، موسوعة سكوول من ثم ينصرف الممثلون، ويتدخل زبائن المقهى معلقين على أحداث ذلك العصر المجسد في المسرح الثاني وهو عصر الدولة العباسية في بغداد، وهو تواصل بين مسرحين في آن واحد.
وفي حديث الحكواتي عن أهل بغداد بينوا حال السلطة الذي لا يبالي لها أهل بغداد مطلقا ولا يريدون التدخل في ذلك، ورسموا الاضطراب الواقع بين الخليفة ووزيره العلقمي الذي كان سرّا ثم أصبح علنا عبر ردوهات ودهاليز القصر ثم بين المدينة وأرجائها الخارجية بين المدن، موسوعة سكوول هذا الوزير الذي يملك عبدا مملوكا إسمه جابر شخصية ذكية ووقادة إلا أنها تريد المرح واللهو كثيرا ويأخذها الطمع، لا يبالي بالوضع الحساس بين الخليفة والوزير.
يتحدد المكان في اللوحة الثانية: في رواق القصر حيث يدخل الممثلان جابر ومنصور بديكور بسيط، وهما مملوكان يتحدثان في الرواق عن الخلاف السائد بين الخليفة وسيدهم الوزير محمد العلقمي حيث يظهرالحوار مطول ومتباين بين موقف المملوكين بين استهتار جابر وخوف منصور. موسوعة سكوول وفي ذلك يعجب زبائن الركح الأول بجابر الذي يوجد في الركح الثاني.
يرجع أهل بغداد في اللوحة الثالثة: في شارع من شوارع بغداد عبر خمسة ممثلين يمثلون أهالي بغداد، يدور بينهم حوار عن الوضع ببلادهم وعن تدهور الأوضاع والخوف من المستقبل وبيان غاياتهم وهي الخبز والأمان، موسوعة سكوول ومن بين تلك الشخصيات الرجل الرابع الذي يمثل الوعي على خلاف بقية الشخصيات التي تمثل الخوف والجمود والخمول التي انقسمت إلى مجموعات ضد الرجل الرابع.
يتفاعل الزبائن مع الممثلين وهو تعبير عن تقنية هدم الجدار الرابع، يتكلم الحكواتي ويسرد أحوال أهل بغداد وأحوال القصر بين الحركة والسكون عند المماليك الذين ينقلون الأخبار للقصر، أكثرهم خائف ومرعوب من هذا الاضطراب الواقع بين الخليفة شعبان والوزير سيدهم محمد العلقمي، إلا أن جابر لم يكن مثلهم مرعوبا بقدر ما كان طامعا لتحقيق أحلامه.
يظهر المملوك جابر في اللوحة الرابعة تحديدا في قصر الوزير محمد العلقمي مع المملوك الأبله والأحمق ياسر وكذلك المملوك منصور الذي اتسم بشيء من الوعي الجزئي، حيث يتحاور الثلاثة عن الأوضاع المتأزمة والحادة، موسوعة سكوول وعن موضوع الرسالة التي يريد الوزير أن يخرجها سرا وبدون علم الخليفة الذي شدد الحراسة على أبواب المدينة، وعندها يفكر جابر في المراوغة والتفكير في حل لإخراج الرسالة وحصوله على ما يشتهي ويحب من عاقته بـ”زمرد” وحصوله على المال.
يواصل الحكواتي السرد والوصف وتزامنا مع ذلك توضع قطع الديكور تجسيد لديوان الوزير.
اللوحة الخامسة: في ديوان الوزير، أين يوجد الوزير ومساعده عبد اللطيف اللذان يتحدثان عن الوضع الحاد والمتأزم، وفي الأثناء يدخل الحارس يقول أن هناك أحد المماليك يريد الدخول، من ثم المملوك جابر الذي يعرض فكرته بأن يكتب الوزير محمد العلقمي الرسالة موسوعة سكوول [ التي يريد إخراجها خارج المدينة وإيصالها للعدو للاستعانة به على الخليفة ] على رأس المملوك جابر. من ثم يباشر الوزير في هذه الخطة التي عرضها المملوك جابر فيستدعي الحلاق ويحلق رأسه ويكتب الرسالة على رأس جابر بمداد لا يمحى. يخرج الحلاق من ثم الوزير وجابر الذي يتجه إلى غرفة مظلمة يمكث فيها حتى ينمو شعره.
يأتي الحكواتي من جديد ويسرد في نفس الوقت التي تؤدّى فيه الأدوار على الركح الثاني زمن الخلافة العباسية وبين زمن الحكواتي ليكون هناك تناوب بين السردي والمرئي، فهو يسرد الأحداث في ديوان الوزير ودخول جابر والحلاق مع غلمانه وقص الشعر وكتابة الرسالة، من ثم يأخذ الحكواتي استراحة ليشرب فنجانا من القهوة، موسوعة سكوول وفي الأثناء يتحاور الزبائن وتتباين مواقفهم الجامدة ويظهر الزبون الرابع الذي يمثل الرجل الواعي وصاحب التفكير المختلف نمطيا عنهم.
اللوحة السادسة: رجوع التمثيل بديوان الخليفة في بغداد، حيث يظهر الخليفة شعبان وأخوه عبد الله، وقد مثل الدور وقدمه نفس الممثلون الذين قدموا دور الوزير وعبد اللطيف، حيث اجتمعا للتدبير عن كيفية التخلص من الوزير والاستعانة بالولاة وغير ذلك.
يسرد الحكواتي الوضع السيء للخليفة وخاصة الوضع السيء المتعلق بعامة أهل بغداد بعد محاولة فرض ضريبة عامة عليهم.
اللوحة السابعة: تتجسد أحداثها في غرفة مظلمة بائسة شبيهة بالكوخ بين زوجان يتحاوران عن بيع الشرف لأجل تحصيل الخبز ليأكلا ولإطعام طفلهما الجديد. موسوعة سكوول في المقبال يتفاعل الزبائن مع المشهد مستغفرين الله.
ويواصل الحكواتي حديثه عن المملوك جابر كيف هو ماكث في غرفة مظلمة ينتظر نمو شعره حتى يمكنه بعد ذلك الخروج إلى النور والارتحال لإيصال الرسالة، ونجد الوزير على نار من الجمر في انتظاره نمو شعر المملوك جابر الذي قد منع من أن يتحدث إليه أحد أو يفتح له أو يدخل للغرفة التي هو بها. موسوعة سكوول إلا أن زمرد قد وصلت إليه وتحدثت معه عبر النافذة كما سرد ذلك الحكواتي وبينته اللوحة الثامنة: التي تظهر فيها زمرد وجابر في قصر الوزير في أحد الغرف السرية أو الزنزانة، التي عبرت عن تخوفها من هذه المغامرة ومن محتوى الرسالة وفي مقابل تخوفها أظهر جابر اهتمامه وطمعه بالمال وجسد زمردن إذ أنه صاحب لهو وشهواني.
يسرد الحكواتي من بعد ذلك اللحظة التي طال شعر جابر وفرح الوزير بذلك.
يجسد ذلك اللوحة التاسعة: ركن من أركان القصر تحديدا من ديوان الوزير العلقمي حيث يتحدث مع جابر عن وجهة الرسالة وصاحبها المرسل إليه وحديث جابر عن تلك الوعود التي قطعها له الوزير.
يصور الحكواتي مشهد تهيأ المملوك جابر لحظة اعتلاء الجواد وعناق الوزير له وبعث بعض الممالك معه لأبواب المدينة حتى يطمأنوا بخروجه سالما.
ويجسد المشهد من اللوحة العاشرة في ديكور يجسد برج المراقبة على أحد أسوار القصر الذي يجتمع فيه المملوكان ياسر ومنصور وتعبير منصور عن خوفه مما يحدث.
يتحدث الحكواتي من بعد عن رحلة جابر كيف يقطع القيافي والقفار باتجاه بلاد العجم، فرحا بما ينتظره من بعد إتمام المهمة من حصوله علة مبتغاه كما كان ذلك في اللوحة الحادية عشر من تمثيل جابر الإيمائي يركض جابر على حصانه فرحا ومسرورا في شكل تقنية المونولوغ.
الحكواتي يبين حال أهل بغداد الذي لا علم لهم بما حصل ولا الذي سيحصل، خائفين صابرين على تلك الأوضاع الرديئة بين ضيق وجوع وخوف من قدوم الحراس فجأة وأخذ تلك الضريبة التي فرضها الخليفة شعبان المقتدر. موسوعة سكوول ويبن المشهد اللوحة الثانية عشر ذلك الوضع المزري حيث يظهر عامة أهل بغداد (الرجل الثاني والثالث والرابع والمرأة الأولى) وتذمرهم من هذه الضريبة الجديدة وحصول جدال كلامي بين الرجل الرابع والرجلين الآخرين.
يتحدث الحكواتي عن وصول جابر إلى بلاد العجم دون مشقة ولا تعب لشدة لهفته وحصوله على ما يشتهيه. يطلب لقاء الملك والمثول بين أيديه، من ثم يحلق جابر رأسه لقراءة الرسالة ليقرأها ملك العجم مرات وهذه هي اللوحة الثالثة عشر تتجسد أحداثها في ديوان ملك العجم منكتم بن داوود وابنه هلاوون ويدخل عليه جابر ولهب سياف الملك الذي رائحته كرائحة المقابر حيث يجر جابر خارج ديوان الملك بين دهاليز القصر بعد قراءة الملك الرسالة وحديثه السري مع أحد الخدم وسياف، ليصل به إلى غرفة ليفصل رأس المملوك جابر عن جسده بضربة من السيف. موسوعة سكوول ونجد هذا الإيماء المونولوغي في اللوحة الرابعة عشر الذي يظهر فيه جابر ولهيب سياف الملك العجمي راميا برأس جابر إلى الحكواتي بعد قطع رأسه إيمائيا.
يرفض الزبائن هذه النهاية، ويكمل الحكواتي ما بدا به ليقرأ فحوى الرسالة التي تقول: “من الوزير محمد العلقمي إلى بين أيدي المنكتم، نعلمكم أن الوقن حان وفتح يغداد صار بالإمكان فجهّزوا جيوشكم حال وصول الرسالة إليكم … وكي يظل الأمر سرا بيننا اُقتل حامل الرسالة من غير إطالة”. موسوعة سكوول يردد الزبائن رفضهم وموقفهم من الوزير الذي بدى في أعينهم غدارا وخائنا.
ينطلق الحكواتي في سرد ما حدث من دخول جيوش العجم تزحف كالعاصفة مخربة للمدينة وطبول الحرب تدوي وأهل بغداد لا يعرفون شيئا ولا يعلمون ما يجري مذعورين خائفين، وكان أهل بغداد هم من دفعوا الثمن جراء الخلاف بين الوزير والخليفة والطمع وراء المنافع الخاصة. كما كان ذلك في المشهد الأخير:
اللوحة الخامسة عشر: عبر تمثيل مشهد الغزو إيمائيا تزامنا مع سرد الحكواتي. الذي ينهض فيه الرجل الرابع وزمرد إلى جانب الحكواتي في مواجهة زبائن المقهى لإيصال رسالة عن أهمية الوعي بالواقع وبالزمن الماضي الذي وجب أن نعيه ونتعلم منه حتى لا نقع في نفس الأخطاء.
ينصرف الحكواتي في الأخير مع إلحاح من الزبائن على سماع سيرة الظاهر ببيرس فكانت حكاية المملوك جابر كأنها لم تسرد عليها ولم يتعظوا بها
وللنظر إلى الدراسة التأليفية للمحور كاملة خصائص وقضايا: اضغط هنا
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني