درس القوة الاقتصادية البرازيلية: المظاهر – بكالوريا آداب
مقدمة
حقق البرازيل في الأربع العقود الأخيرة قفزة اقتصادية حوّلته إلى بلد صناعي وجعلت منه قوة إقليمية بارزة: تمكن من إرساء قاعدة صناعية متكاملة وقوة فلاحيّة تنافس الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي مع نفاذ الأسواق الكبرى. فما هي خصائص الصّناعة البرازيلية ومكانة الفلاحة على المستوى العالمي؟ وما هو دورها في السوق العالمية؟
قوة صناعية بارزة ضمن الجنوب:
مكانة مرموقة للصناعات القديمة:
انطلقت حركة التصنع بالبرازيل بعد أزمة الثلاثينات الاقتصادية وتوظيف الدولة تمويلات ضخمة لتطوير الصناعات الثقيلة فأنشأت صناعات التعدين وسيطرت عليها مؤسسات عمومية مثل شركتين سيد براس- siderbras و س+آن+ن وتركزت هذه الصناعات أساسا في منطقة ميناس غرايس الغنية بالمعادن حول مدينة بيلواورزنت-belo orezonte.
تحتل البرازيل مراتب عالمية أولى في إنتاج الفولاذ: 2% من الإنتاج العالمي والألمنيوم لكن تبقى هذه الصناعات في حاجة إلى إعادة الهيكلة لتحسين قدرتها التنافسية.
تدعم صناعات الجيل الثاني:
عرفت الصناعات الكيميائية والميكانيكية وصناعات التجهيز الكهربائي نموا متواصلا خاصة صناعة السيارات التي استقطبت الشركات العالمية مثل جينيرال موتورز وفيات. تدعمت بتأسيس شركة أوتو لاتينا-auto latina باندماج فرعي شركتي فولكس فاغن وفورد.
وفي 1994 توطنت 9 شركات عبر قطرية أمريكية ويابانية وأوروبية أبرزها رونو الفرنسية وأصبح البرازيل رابع منتج للسيارات في العالم لكن أمام تشبع السوق الداخلية واحتداد المنافسة لم تعد صناعة السيارات تستغل أكثر من 60% من طاقتها الإنتاجية.
حيوية صناعات التكنولوجيا العالية:
إقتحم البرازيل الصناعات التكنولوجيا العالية مثل المعلوماتية والنووية والطائرات والأسلحة فهو يمتلك محطتين نوويتين يقوم بتخصيب اليورانيوم وتعتبر شركة إمبراير-embraer البرازيلية. ثالث مصنع للطائرات في العالم اخترقت أسواق الدول المتقدمة فزودت فرنسا بطائرات التدريب والولايات المتحدة الأمريكية بطائرات النقل الداخلي ونقل طائرة امبراير الحربية من نوع توكانو- tucano رواجا في إيطاليا وانجلترا ومصر وفنزويلا ويعد البرازيل من أهم البلدان المنتجة للأسلحة الثقيلة والخفيفة بمساهمة شركات عبر قطرية أمريكية وأوروبية.
يضطر البرازيل إلى توريد التجهيزات الجديدة وتأجير رخص وبراءات الإنتاج لمسايرة التحولات التكنولوجية السريعة.
تحول البرازيل إلى طرف فاعل في الصناعة العالمية بفضل منتجاته الصناعية التي تمثل أكثر من نصف مجموع الصادرات البرازيلية.
عملاق فلاحي:
أولوية الزراعات التصديرية:
تدعمت هذه الزراعات في ضل النموذج التصديري الذي اعتمدته الدولة منذ 1964 فاستأثرت بالقروض والامتيازات وتطور الأبحاث الزراعية وتنظم هذه الزراعات ضمن مساحات كبرى تفوق 1000 هكتار وتسمى باللاتيفنديا أو تابعة لشركات عبر قطرية وامتدت هذه الزراعات على نصف المساحة الزراعية فاكتسحت الصوجا الوسط الغربي والشمال لتغطي 12 مليون هكتار. وتوسعت المساحات المخصصة للقوارص في الجنوب وانتشرت زراعات قصب السكر لإنتاج الإتانول- rthanol. واحتلت البرازيل مراتب أولى في إنتاج وتصدير القوارص.
¼ الانتاج العالمي للقهوة فهي ثاني مصدر للقهوة في العالم.
مراتب هامة في الصوجا والذرة والقوارص.
ثاني قطيع أبقار في العالم.
أول مصدر للدواجن في العالم.
وتكون المستغلات الفلاحية في مركب فلاحي – غذائي تصديري تحركه شركات عبر قطرية: دانون (فرنسا) – نستلي (سويسرا) – وباومالات (إيطالية).
وتوفر هذه الزراعات 1/3 إجمالي الناتج الداخلي الخام وأكثر من 1/3 (إجمالي الصادرات لكن قدرتها التشغيلية ضعيفة وتعتمد على يد عاملة موسمية فساهمت في حركة نزوح كبيرة.
هامشية الزراعات المعاشية:
تتمثل في الأرز والقمح وخاصة الزراعات المرتبطة بالنظام الغذائي البرازيلي مثل اللوبيا والمانيهوت.
توفر الشغل لــ ¾ اليد العاملة الفلاحية ضمن مستغلات صغيرة مثل المينيفنديا والميكروفنديا توجد خاصة في شمال شرق البلاد ولا تستفيد من جهود التعصير ويعاني أصحابها ضعف الدخل فيضطرون إلى النزوح إلى المدن بعد التفويت في أراضيهم إذ لا تلبّـي هذه الزراعة حاجيات السكان وتشهد تراجعا في المردود حيث بلغ إنتاج اللوبيا 3.4 مليون طن – مرتبة الأولى عالميا والقمح 6 مليون طن المرتبة 11 عالميا والأرز 12 مليون طن التاسع عالميا.
وتعتبر البرازيل أول مستورد للقمح في العالم.
رغم هذه المشاكل يسجل ميزان التبادل الفلاحي الغذائي فوائض ضخمة مكنت من تغطية عجز ميزانه التجاري وأصبح البرازيل ثاني مصدر في العالم للمنتجات الفلاحية والغذائية وأكبر منافس للولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي.
طرف تجاري نشيط في الأسواق العالمية وقوة إقليمية صاعدة:
حضور متنام في الأسواق العالمية:
إكتساح الأسواق العالمية:
تزايد نسقه مع بداية التسعينات نتيجة سياسة الانفتاح الاقتصادي والتحرير التجاري فقد استفادت الواردات خاصة من تجهيزات وغذاء ومواد استهلاك من خفض الرسوم الجمركية واستفادت الصادرات من تطور الخدمات المُسدات أو الموجهة للمؤسسات مثل النقل الدولي والبنوك والتأمين وجمعت الصادرات بين منتجات صناعية ومنجمية وغذائية لتبلغ مستوى صادرات البلدان المتقدمة وتدرجت نحو التنوع لتشمل تجهيزات النقل ومواد التكنولوجيا العالية فحقق فوائض كبيرة في ميزانه التجاري ويعد الإتحاد الأوروبي أول شريك تجاري بـ ¼ الصادرات والواردات ثم الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين في إطار الماركوسور وتزايدت حصة الصين لتبلغ 20%.
تبعية تجارية مفرطة تجاه الخارج:
بقيت التجارة البرازيلية شديدة الارتباط بالخارج خاصة باعتماده نموذج يعتمد على التصدير فكرس ارتباطه بأسواق خارجية احتدت فيها المنافسة وارتبط خاصة بعدد محدود من الدول: أقطاب الثالوث التي تتحكم عن طريق بورصاتها في أسعار بعض المنتجات الرئيسية (قهوة – كاكاو – قوارص).
ومما يزيد مخاطر الارتباط بالخارج حدة تفاقم التبعية الغذائية.
وزن عالمي متزايد:
تبرز القوة الإقليمية للبرازيل من خلال الدور الذي أداه في تأسيس الماركوسور منذ 1991 والجهود التي قام بها لتوثيق العلاقات مع كولومبيا وفنزويلا والبيرو.
أما إشعاعه العالمي فيظهر من خلال نمو استثماراته المباشرة في الخارج فتوطنت شركاته العبر قطرية مثل فالبي دوريودوتشي في القطاع المنجمي أو إمبراير التي أسست فروع لها في مصر وأوروبا والصين وبيترو براوز التي تنشط في إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وهي رابع شركة نفطية في العالم.
ويبرز إشعاعه العالمي من خلال أنشطة الترفيه الجماهيري مثل السياحة والكرنفال وكرة القدم وحرصه على تزعم العالم اللوزوفوني- lusophone الذي يجمع البلدان الناطقة باللغة البرتغالية وسعت البرازيل إلى تبني قضايا الجنوب في مواجهة الشمال في المنظمات الدولية إلا أن البرازيل لا يتردد أحيانا عن موافقته مراعاة مع مصالحه الحيوية مع بلدان الشمال.
خاتمة
حققت البرازيل قدرة اقتصادية كبيرة حولته إلى بلد صناعي جديد وفرة إقليمية بارزة واستندت هذه الفقرة إلى دعائم متنوعة.
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني