fbpx
اتصل بنا

اشترك

درس القفزة الاقتصادية البرازيلية: الدعائم - بكالوريا آداب
درس القفزة الاقتصادية البرازيلية: الدعائم - بكالوريا آداب

الجغرافيا

درس القفزة الاقتصادية البرازيلية: الدعائم – بكالوريا آداب

درس القفزة الاقتصادية البرازيلية: الدعائم – بكالوريا آداب

المقدمة

حقق البرازيل قفزته الاقتصادية بفضل تضافر عدة مقومات منها دور الدولة المحوري من خلال السياسات التنموية واستغلال مزايا الرصيد البشري وتوظيف الموارد الطبيعية والتحكم في المجال وتعبئة الاستثمار الأجنبي المباشر واللجوء إلى الاقتراض الأجنبي. فكيف ساهمت هذه الدعائم في بناء القفزة الاقتصادية البرازيلية؟

تعاقب النماذج التنموية:

نموذج تنموي قائم على القومية الاقتصادية حتى 1964:

اتبعت البرازيل نموذجا يقوم على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمجالية بالاعتماد على الإمكانيات الذاتية وتبنت نموذج التصنيع المعوض للتوريد في إطار سياسة تجارية حمائية وقد وجهت العائدات المتأتية من صادرات المنتجات الفلاحية إلى القطاع الصناعي وأسست شركات عمومية كبرى مثل سيدربراس في الفولاذ  وبيتروبراس في النفط.

ساهم هذا النموذج في وضع أسس صناعة وطنية متينة وتركيز نسيج صناعي متكامل لكن ظهرت بعض المشاكل كالتبعية للخارج في آلات التجهيز وعجز السوق المحلية على استيعاب الانتاج الصناعي.

نموذج تنموي قائم على النهوض بالصادرات: منذ 1964:

يقوم على التصنيع الحاث على التصدير ووجهت الدولة عنايتها إلى الزراعات التصديرية التي وفرت عائدات ساهمت في تغطية نفقات التصنيع وسنت القوانين المحفزة على الاستثمار وهيأت البنية التحتية وضغطت على الأجور وخفضت من قيمة العملة.

اكتسبت المنتجات الصناعية قدرة كبيرة على المنافسة وتمكنت الصناعة البرازيلية من التحكم في عديد ميادين التكنولوجيا الحديثة. لكن ظهرت إخلالات متعددة منها التضخم المالي وعجز ميزانية الدولة وارتفاع المديونية واشتداد المنافسة الأجنبية وتأزم الهياكل العقارية الفلاحية.

الانفتاح الاقتصادي منذ بداية التسعينات:

تخلي الدولة عن المساهمة المباشرة في الانتاج وتحرير المبادلات التجارية وتدعيم العلاقات مع الخارج فطبق برنامج الإصلاح الهيكلي للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي يقضي بإزالة الحواجز الجمروكية وخوصصة المؤسسات العمومية ففوتت الدولة في شركة فالي دي ريو وهي أول منتج ومصدر للحديد في العالم مما أدى إلى إفلاس عديد المؤسسات وتفاقم البطالة.

لكن تمكن البرازيل من تطوير طاقته الانتاجية الصناعية والفلاحية واقتحام أسواق جديدة في بلدان الجنوب.

توظيف مزايا الرصيد البشري:

رصيد كبير من الناشطين وسوق استهلاكية ضخمة:

يقدر عدد سكان البرازيل بأكثر من 200 مليون نسمة مثلت سوق استهلاكية ضخمة بفضل التحسن المستمر للدخل الفردي الذي بلغ 10 آلاف دولار وتزايد نسبة التحضر (أكثر من 80%) ووفرت البنية العمرية نسبة كبيرة من الناشطين (أكثر من 60%) استقطبت الاستثمارات الأجنبية وساهمت حركة النزوح الريفي في تزويد المدن بيد عاملة زهيدة الأجر لكن يبقى السكان في البرازيل في حاجة إلى نفقات ضخمة في ميدان التعليم والتكوين.

ايجابيات الروح الريادية المتجددة والحركية المجالية المتواصلة:

استفاد البرازيل من الهجرة الوافدة منذ القرن 16 من اسبانيا وايطاليا والبرتغال إضافة إلى هجرة العبيد الأفارقة باتجاه الشمال والغرب للبحث عن معادن نفيسة واستغلت البرازيل هذه الحركية المجالية لتوجيهها نحو أقاليم الريادة وإدماجها في المجال الوطني.

لكن هذه الهجرة لم تخفض من الاكتظاظ السكاني على الشريط الساحلي وضغط النازحين على الحواضر.

ايجابيات وفرة الثروات الطبيعية ومجهود التحكم في المجال:

إطار طبيعي ملائم وثروات طبيعية هائلة ومتنوعة:

بلغت مساحة البرازيل 8.5 مليون كم² يغلب عليها الانبساط.

ندرة الأراضي الصالحة للزراعة 86 م.ه.

تعدد الأقاليم المناخية ساهم في تنوع الانتاج الفلاحي:

مطاط وكاكاو في المناطق الاستوائية في الشمال.

قطن وبن وقصب سكري في المناطق المدارية الرطبة على طول السواحل الشرقية.

صوجا وأرز وقوارص في المناطق الشبه مدارية في الجنوب.

شبكة نهرية عظيمة حول نهر الأمازون:

قدر منسوبها بـ 160 ألف كم / في الثانية.

تستغل في مياه الري وحركة النقل الداخلي.

توفير الطاقة الكهرومائية بنسبة 85%.

توفر الغابة الأمازونية:

الخشب والمطاط والزيوت النباتية.

ثروات باطنية متنوعة مثل الحديد الذي احتلت به المرتبة الثانية عالميا وقدرت مدخراته 18 مليار طن.

تزايد الانتاج الطاقي (الفحم الحجري – الغاز الطبيعي – النفط).

انتاج حقول قصب السكر كوقود.

استغلال الطاقة النووية بالاعتماد على اليورانيوم المحلي.

لكن اتبع البرازيليون والمستثمرون الأجانب سلوك استنزافي للموارد الطبيعية، فاكتست الشركات العبر قطرية أراضي شاسعة في الشمال والوسط الغربي لتحقيق أرباح طائلة عن طريق المضاربة العقارية واجتثاث الغابات.

مزايا السعي للتحكم في المجال وإدماج كل مكوناته:

بدأت محاولات السيطرة على المجال انطلاقا من القرن 16 من خلال دورات اقتصادية متتالية فانطلقت بدورة القصب السكري في الشمال ثم خلال القرن 18 بدورة الذهب وتربية الماشية.

أواخر القرن 19: دورة المطاط في أمازونيا لتليها دورة البن في الجنوب الشرقي.

القرن العشرين: انجاز شبكات نقل متنوعة ترتكز على موانئ بحرية ونهرية نشيطة وعلى محاور طرفية طويلة على الشريط السواحل الشرقية بالأقاليم الشمالية والغربية أهمها الطريق عبر الأمازونية وتم بعث أقطاب تنمية خاصة في الشمال مثل مناوس فتركزت بها 450 شركة عالمية وبرازيلية وتم تشييد عاصمة جديدة وهي برازيليا.

تدعيم شبكات نقل الكهرباء والمعلومات لكن عدم اكتمال الشبكة الحضرية وحدة التركز الساحلي لشبكة النقل حال دون فك العزلة على بعض المناطق الشمالية والغربية النائية والشبه خالية من السكان.

تعبئة الموارد المالية الأجنبية:

ايجابيات تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة:

مكنت ايجابيات المجال البرازيلي وتشجيعات الدولة من تدفق الاستثمارات الأجنبية وساهمت الشركات عبر قطرية مثل نسلتي ودانون من تركيز المركب الفلاحي الغذائي وساهمت شركات فورد وفلسفاغن واي بي ام في تطوير عديد الفروع الصناعية خاصة السيارات وصناعات التكنولوجيا العالية لكن سيطرت هذه الشركات على أراضي فلاحية شاسعة وتحكمت في قسم هام من الصناعات خاصة صناعة السيارات وتقوم بترحيل جزء هام من ارباحها إلى أقطارها الأصلية وتعمل على تشغيل عمال مؤقتين وتقوم بتسريحهم عند تقلص الطلب مما يساهم في الفقر والبطالة.

أدى تنامي نفوذ هذه الشركات إلى تكريس تبعية الاقتصاد البرازيلي المفرطة للخارج.

اللجوء إلى الاقتراض لتحقيق التنمية:

لجأ البرازيل إلى الاقتراض المكثف لــــ :

زيادة الاستثمار.

تمويل برامج التجهيز.

بناء العاصمة الجديدة.

احياء أمازونيا.

منح امتيازات للمستثمرين.

فهو أكثر بلدان العالم استدانة وقد أجبر البرازيل في الثمانينات على إعادة جدولة ديونه والقبول بشروط صندوق النقد الدولي مقابل الحصول على قروض جديدة فتبينت برنامج الاصلاح الهيلكي بالضغط على الأجور والتفويت في المؤسسات العمومية لكنه يجبر من جديد على الاقتراض وبدأ يعمد في السنوات الأخيرة على التسديد المسبق لقسط من ديونه.

التداين هو شرط توفر النمو الاقتصادي وهو معرقل للتنمية في نفس الوقت.

الخاتمة

وُفق البرازيل في تحقيق قفزته الاقتصادية الكبيرة التي بوأته مكانة بارزة ضمن بلدان الجنوب إلا أنه يبقى عاجزا عن اكتساب القدرة على التحكم الذاتي في نموه الاقتصادي وضمان استفادة كل الفئات والأقاليم من النجاحات الاقتصادية. فما هي حدود القفزة البرازيلية من خلال التباينات الاجتماعية والمجالية؟

احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني

احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني

كتب من قبل

طالب بمرحلة الماجيستير - جامعة الزيتونة ومحرر بموقع موسوعة سكوول

Facebook

آخر المواضيع

إعلانات

شرح نص “في ماهية الإنسان” لديكارت – فلسفة – بكالوريا آداب

الانية والغيرية

برنامج العربية للبكالوريا آداب (ملخصات – شرح نصوص – منهجيات)

الجاحظ

منهجية تحليل نص من مسرحية "مغامرة رأس المملوك جابر" - العربية - بكالوريا آداب منهجية تحليل نص من مسرحية "مغامرة رأس المملوك جابر" - العربية - بكالوريا آداب

منهجية تحليل نص من مسرحية “مغامرة رأس المملوك جابر” – العربية – بكالوريا آداب

العربية

ملخص حكاية مسرحية: مغامرة رأس المملوك جابر - العربية - بكالوريا آداب ملخص حكاية مسرحية: مغامرة رأس المملوك جابر - العربية - بكالوريا آداب

ملخص حكاية مسرحية: مغامرة رأس المملوك جابر – العربية – بكالوريا آداب

العربية

إعلانات
Connect
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني

احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني

error: Content is protected !!