شرح نص فتح عمورية لابو تمام – العربية – الحماسة – بكالوريا آداب
التقديم:
للعصر صلة هامة بخصائص شعر الحماسة في الشعر العربي القديم، فبحلول القرنين الثالث والرابع هجري انتقلت الدولة الاسلامية في أغلب الاحيان من دور الفاتح الى دور المدافع عن الحدود والثغور. وقد صاحب هذا التغير، تحولا في السلم الاجتماعي، فبرزت فئة من قواد الجيش، وتراجعت الاغراض التقليدية في ذاتها، فلم يخلُ غرض من ارتباطه بالوقائع الحربية وخاصة اغراض المدح والفخر والرثاء وهذه القصيدة مدحية لأبي تمام في الخليفة العباسي المعتصم بالله على البحر البسيط قالها بعد فتح مدينة عمورية.
الموضوع:
رد الشاعر على المنجمين ووصف واقعة عمورية ودور العقيدة الاسلامية في النصر.
التقسيم:
من البيت الاولى الى البيت الثالث: رد الشاعر على المنجمين
من البيت الرابع الى البيت الثاني عشر: موازنة بين فتح المعتصم لعمورية ومحاولات الاخرين
من البيت الثالث عشر الى البيت الثالث والعشرين: وصف واقعة عمورية
البقية: مدح مباشر للمعتصم.
التحليل:
الروي: الباء المكسورة
الايقاع الخارجي: ايقاع البسيط وهو من البحور الطويلة والفخمة توظف عادة في المدح أما الروي فهو الباء المكسورة التي تفيد انكسار اعداء المعتصم سواءا منهم المنجمون او الاعداء
نلاحظ تصريع البيت الاول وهو تقليد شعري لم يتخلى عنه ابو تمام
بدأ الشاعر القصيدة بالسيف لان للسيف دور في حسم القضايا حسما قاطعا والى جانب السيف نجد الكتب فالشاعر يقيم ممايزة بين السيف من جهة والكتب من جهة أخرى.
بنية القصيدة: هي بنية استبدال حيث استبدل الشاعر الطلل بالحكمة. ونلاحظ ان ابا تمام يعتبر من الشعراء الكلاسيكيين الجدد. وتبدو الكلاسيكية في عودته الى البحور الطويلة الفخمة وفي استعمال اساليب البديع والبيان وهذه الاساليب التي نقص استعمالها في القرن الثاني.
اما الجديد عند ابي تمام فهو تجاوز البنى التقليدية للقصيدة.
بدأ الشاعر بالرد على المنجمين وهو رد قارن فيه بين نظرة الممدوح لمستقبل عمورية ونظرة الاعداء لها. كما أشار ابو تمام الى جانب تاريخي وهو قول المنجمين حول فتح عمورية. فشعر الحماسة مرتبط اساسا بوقائع تاريخية حربية. وقد استعمل الشاعر في المقطع الاول اساليب البديع وهي اساسا الجناس (حده – الحد) والطباق (الجد واللعب).
استفتح الكاتب المقطع الثاني بالموازنة الايقاعية كما نلاحظ بعض الفخر في البيت الرابع اذ يفتخر الشاعر بشاعريته فكأننا به يرى نفسه شاعرا قادرا الممدوح بطل ملحمي لحرب مقدسة.
في البيت الخامس بدت ابواب السماء قد تفتحت بالغيب والرحمة وكذلك يمكن ان تتفتح ابواب السماء ليصعد اليها الكلم الطيب والعمل الصالح (عمل المعتصم) كما وظف الشاعر استعارة مكنية فكأن الارض قد اكتست حلل البهجة احتفاءا بالنصر.
كثف الشاعر من استعمال معجم المراة (ام بكر- …) كما نلاحظ دلالة جغرافية في قول الشاعر “عمورية” كانت في موقع متوسط في بينزنطية ومن ناحية أخرى هي موطن تيوفيل.
اما من حيث قيم المدح أكد الشاعر على البطولات الحربية للمعتصم وهي بطولات تجاوزت محاولات كسرى وأبي كرب والاسكندر فكأننا بالشاعر يقيم مقابلة ومقارنة بين المعتصم وبين هؤلاء الملوك وقد تجاوز الشاعر تفرد المعتصم بالنسبة الى الملوك الى تفرده بالنسبة الى الدهر وهكذا تبدو صورة البطل الذي يتجاوز قوة الدهر.
إن ما يثير الانتباه في هذا المشهد الحماسي هو المعاني الجديدة مقارنة بمعاني البطولة والاقدام والبأس المعهودة في شعر العرب قبل أبي تمام وهذه المعاني نلاحظها من خلال تآلف عدد كبير من الصور الجزئية تشبيها واستعارة ومجازا ومن هذه المعاني الجديدة معنى القداسة الذي يوصف به الممدوح وجنوده وكأننا بالمعتصم هو المهدي المنتظر لهذه الامة الذي يأتيها بالنصر والعزة ويقيم دينها بعد الكفر.
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني