موضوع عدد 01 في شعر الحماسة مع الإصلاح – بكالوريا آداب
الموضوع:
يتخذ شاعر الحماسة من تصوير المعارك وسيلة لتمجيد الأبطال وتخليد القيم. حلل هذا القول مدعما تحليلك بشواهد دقيقة مما درست.
فهم الموضوع:
المعطى: صياغة تقريرية يحكمها منطق الوسيلة والغاية.
العناصر:
عنصر أول:
الوسيلة: يتخذ شاعر الحماسة من تصوير المعارك وسيلة فنية.
عنصر ثاني:
الغاية: لتمجيد الأبطال وتخليد القيم: غاية تعبيرية مرتبطة بزمنها ومتجاوزة له.
الاشكالية:
توظيف تصوير المعارك في إثراء مضامين الحماسة: المظاهر والغايات.
الموقف النقدي:
الاقتصار على المقاصد التعبيرية من وراء التصوير الفني للمعارك.
فهم المطلوب:
نوعية الموضوع المقدم: موضوع تحليلي.
القدرات المطلوبة: التحليل – الدعم بشواهد شعرية – التأليف.
تفكيك العنصر الاول من التحليل: تصوير شاعر الحماسة للمعارك:
المكون الاول:
وسائل التصوير اللغوية:
المعجم – التصريف: تلتقي معاجم حربية وغزلية وخمرية في بناء المشهد. يقول أبو تمام واصفا إقدام المعتصم على فتح عمورية:
“لبيت صوتا زبطريا هرقت له – كأس الكرى ورضاب الخرد العرب”
وتتكاثف المشتقات في وصف البطل يخوض المعركة بروح قتالية عالية ميزت سيف الدولة في عين المتنبي ليقول واصفا استبشاره بالنصر:
” تمر بك الأبطال كلمى هزيمة – ووجهك وضاح وثغرك باسم”.
وسائل بلاغية:
التشبيه والاستعارة: يشبه ابن هانئ شراع السفن السائرة نحو المعركة بالقباب ويشبه السفن بالهوادج والجند بالأسد فيقول:
” قباب كما تزجى القباب على المها – ولكن ما انضمت عليه أسود”
يستعير المتنبي من المطر فعل السقاية لفعل القتل فيبني مشهدا مطريا من مشهد حربي بقوله:
” سقتها الغمام الغر قبل نزوله – فلما دنا منها سقتها الجماجم”
وسائل فنية:
الإنارة – التلوين – التشكيل – التخييل – السخرية والتهكم.
ينير المتنبي غبار الجيش بسيوف بارقة:
“إذا برقوا لم تعرف البيض منهم – ثيابهم من مثلها والعمائم”
يلون أبو تمام الطوسي الشهيد:
“تردى ثياب الموت حمرا فما أتى – لها الليل إلا وهي من سندس خضر”
يشكل المتنبي من مدود الفتح وارتفاع الألف واللام رماحا مرفوعة في وصف القتال حول القلعة بقوله:
“بناها فأعلى والقنا تقرع القنا – وموج المنايا حولها متلاطم”
يتخيل أبو تمام صراعا بين ظلمة الليل وكثافة الدخان في مشهد احتراق عمورية فيقول:
” حتى كأن جلابيب الدجى رغبت – عن لونها وكأن الشمس لم تغب”.
يسخر المتنبي من فرار قائد الروم الدمستق:
“أفي كل يوم ذا الدمستق قادم – قفاه على الّأقدام للوجه لائم”
المكون الثاني:
طرائق التصوير والمعاينة والتسجيل لإقدام الجيوش وانسحابها:
يسجل المتنبي ما يراه جيش الروم قادما منتقلا في تسجيله من قناة السمع إلى قناة البصر بقوله:
“أتوك يجرون الحديد كأنهم – سروا بجياد ما لهن قوائم”
إذا برقوا لم تعرف البيض منهم – ثيابهم من مثلها والعمائم
“خميس بشرق الأرض والغرب زحفه – وفي أدنى الجوزاء منه زمازم”
الإغراب والتهويل في مشاهد التلاحم والاحراق:
يغرب أبو تمام في وصف المدينة المحترقة وقد علا دخانها واشتد لهيب نارها فيقول:
” ضوء من النار والظلماء عاكفة – وظلمة من دخان في ضحى شحب
فالشمس واجبة من ذا وقد أفلت – والشمس طالعة من ذا ولم تجب”
الاستطراف والتجميل لمشاهد الفتك والبطش: يستطرف المتنبي قتال بطله للعدو في معركة الحدث فيجعله علاجا من حكيم لقلعة مجنونة بقوله:
“وكان بها مثل الجنون فأصبحت – ومن جثث القتلى عليها تمائم”
الرسم بالأصوات والكلمات لمشاهد الاستعداد للحرب: يرسم المتنبي خيل سيف الدولة تستعد للحرب محتفلة بها في تحفزها فيقول بادئا بصورتها العلوية المخفية ومنتهيا بصورتها السفلية المبهجة في التقاء مثير للأصوات والصور:
” شوائل تشوال العقارب بالقنا – لها من تحته مرح وصهيل”.
ويصف همهمة حصانه محاكيا صوته بحرفي الهاء والميم في قوله:
“ومهجة مهجتي من هم صاحبها – أدركتها بجواد ظهره حرم”
المكون الثالث أبرز المعاك المصورة:
معارك برية: لقادة الخلافة العباسية وخاصة فتح عمورية لغزوات سيف الدولة وخاصة معركة الحدث.
معارك بحرية: لمواجهة الفاطميين مع الروم في تصوير ابن هائن لأسطول المعز وحراقاته بمعركة صقلية.
العنصر الثاني: غايات تصوير المعارك:
المكون الاول:
غايات تعبيرية تخص زمانها: تمجيد الأبطال:
الابطال الممجدون في شعر الحماسة بذكر أسمائهم وأصنافهم وأدوارهم هم:
أبطال قادة ميدانيون: أبو سعيد الثغري – خالد بن يزيد – الأفشين – محمد الطوسي عند أبي تمام وأبو شجاع فاتك عند المتنبي وجوهر الصقلي عن ابن هانئ وهم دوما في خدمة الدولة وطاعة الخلفاء والأئمة.
هم أبطال أمراء عسكريون: سيف الدولة عند المتنبي في حماية البلاد.
هم أبطال رموز سياسية: المأمون والمعتصم خلفاء بني العباس لدى أبي تمام والمعز لدين الله الفاطمي عند ابن هانئ في نصرة الدين وصيانة وحدة الأمة.
النموذج القيمي المجسد في تمجيدهم: نماذج متحولة تاريخيا متكاملة قيميا: الفتى – المجاهد – الإمام.
مقاصد تمجيدهم بين الخدمة والحمية: خدمة المديح – حمية الدين – حمية المذهب:
في خدمة المديح: فثالوث الشعراء قد تكسب مادحا وراثيا.
في حمية الدين أكد ثلاثتهم على الوظيفة الدينية للممدوح البطل كقول المتنبي لسيف الدولة:
“فأنت لواء الملك والله ناصر – وأنت لواء الدين والله عاقد”
في حمية المذهب: ذهب ابن هانئ إلى تمثيل المعز لعزة المذهب الشيعي بقوله:
“هذا إمام المتقين ومن به – قد دوخ الصلبان والكفار
هذا المعز ابن النبي المصطفى – سيذب عن حرم النبي المصطفى”
المكون الثاني:
غايات تعبيرية تتجاوز زمانها مراجع القيم المخلدة:
مرجعية عربية جاهلية:
تستعيد منظومة الفتوة بقيم الشجاعة والصبر والأنفة والعزة وقد جمّعها المتنبي في قوله محكما:
” عش عزيزا أو مت وأنت كريم – بين طعن القنا وخفق البنود”
مرجعية دينية إسلامية:
تستفيد من قيم الجهاد في المرابطة والفتح ونصرة الدين والاقتداء بالنبي يقول أبو تمام عن فتح عمورية:
“فبين أيامك اللاتي نصرت بها – وبين أيام بدر أقرب النسب”
مرجعية أسطورية إنسانية:
يستأنس بها الشاعر وهو يعيد تشكيل الصورة القيمية للبطل إلها خالقا للكون في قول ابن هانئ عن المعز:
“ما شئت إلا ما شاءت الأقدار – فاحكم فأنت الوحد القهار”
مظاهر التخليد في تمجيد القيم: إنتاج الحكمة:
استدرار العبرة – استخلاص الدرس: إنتاج الحكمة من الانتصارات يحوصل المتنبي من مسيرة سيف الدولة طريق المجد في قوله:
“ومن طلب الفتح الجليل فإنما – مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم”.
استدرار العبرة من الحوادث والسير، فأبو تمام يستغل حادثة الاختلاف بين المنجمين والعسكر حول موعد فتح عمورية ليعلن أن:
“السيف أصدق أنباء من الكتب – في حده الحد بين الجد واللعب”
استخلاص الدروس من الهزائم، فهزيمة خرشنة تفيد عقل المتنبي بما يعد من جديد لانتصار، في تثبيت ثقة الجند بالقائد الرمز يقول:
“من كان فوق محل الشمس موضعه – فليس يرفعه شيء ولا يضع”
مقاصد التخليد في شعر الحماسة خلال القرنين الثالث والرابع:
مقصد النمذجة: يوضع نموذج الاكتمال الانساني في خوض الحرب طلبا للمجد. يقول المتنبي معرفا المجد بالهدم والتأسيس:
“ولا تحسبن المجد زقا وقينة – فما المجد إلا السيف والفتكة البكر”.
المقصد الدعائي: ويتحقق في مقامات المديح عامة وما يغلب عليها من مناصرات مجانية لولي النعمة كقول أبي تمام عن المأمون:
“فاسلم أمير المؤمنين لأمة – نتجت رجاؤك والرجاء عقام”.
مقصد إظهار الالتزام: نحو المذهب كما يبدو في أشعار ابن هانئ المبشرة بمبادئ شيعية مثل اعتقاده في قرب ظهور الإمام المهدي المنتظر.
“فتربصوا فالله منجز وعده – قد آن للظلماء أن تتكشفا”
المقصد التعليمي: بتعليم القارئ السامع جملة من المعاني الانسانية تحرضه على الانخراط في مشروع دولة الإمارة، أن يكتسب المجد بالسيف وبالمغامرة العسكرية الفردية يقول المتنبي:
“على قدر أهل العزم تأتي العزائم – وتأتي على قدر الكرام المكارم”
تأليف نتائج التحليل:
القيمة الفنية للصور والمشاهد في شعر الحماسة: هي مدار الاشتغال الفني ومجال التنافس بين الشعراء الأكثر بروزا وتأثيرا.
دور الصور والمشاهد في شعر الحماسة: تتولى نقل المعاني والتأثير بها في القراء من خلال تحقق مختلف الوظائف الاجتماعية للشعر عبرها.
فضاء معاني الحماسة بين الخصوصية الحضارية والكونية الانسانية: الحماسة خطاب كوني يلامس التاريخية الحرجة فنطق بآلام أهلها وأحلامهم.
الحماسة موضوع وفنا في الشعر العربي القديم: تظهر الحماسة موضوعا شعريا خصيبا يجمع القيم الانسانية المثلى، ولكنها كذلك فن من فنون القول يجود الشعراء العناية به ويتقنون رسمه بالكلمات والصور والألحان.
الخاتمة:
وظائف حماسة القرنين الثالث والرابع من حماية الدولة والأمة إلى بناء الانسان.
انشغال الشعراء بمضامين الحماسة ووظائفها لم يوقف العناية بتجويد الصور والشاهد داخلها. فما الذي اكتسبه شعر الحماسة من مميزات مرثية عند التفات شعرائه إلى المغاني في أداء المعاني؟
المقدمة:
التمهيد:
يغلب على شعر الحماسة الاحتفاء بالحرب والاستفادة منها والتغني بخصال الابطال ومآثرهم في بناء الصور والمشاهد الناقلة لها.
إدماج المقولة:
لذلك قيل:” يتخذ شاعر الحماسة من تصوير المعارك وسيلة لتمجيد الأبطال وتخليد القيم”.
طرح الاشكاليات:
فما الذي يميز تصوير المعارك من خصائص فنية حققت جودته وأبانت براعة شعرائه؟ وماهي مظاهر تمجيد الابطال وتخليد القيم المنكشفة من وراء التصوير الفني للمعارك؟
مصدر العمل: كتاب المنهاج الجديد في المقال وتحليل النص الطريق إلى البكالوريا
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني