وجوه الاختلاف والائتلاف عند ثالوث الحماسة – بكالوريا آداب
نقاط الائتلاف:
مضمونا:
العصر:
جاء الشعراء الثلاثة في نفس العصر: خلال القرنين الثالث والرابع للهجرة التي تميزت بعصور اللهو والمجون والصراعات الداخلية والخارجية.
تعدد الأبطال:
المعتصم بالله، سيف الدولة، أبا سعيد الثغري، الأفشين، الطوسي، المعز لدين الله الفاطمي.
المدح برجاحة العقل والحكمة:
لا بد أن يكون الممدوح راجح العقل سليما، ذكيا، كأن يمدح ابن الهانئ المعز لدين الله الفاطمي في قوله:
نصر الإلاه على يديك عباده – والله ينصر من يشاء ويخذل
فبفضل ذكائه أنجا العرب وحقق لهم النصر.
البأس ورباطة الجأش:
يشترك ثالوث الحماسة في تخصيص الممدوح والبطل القائد بصورة عامة عن طريق الإقدام كقول المتنبي في مدح سيف الدولة:
وقفت وما في الموت شك لواقف – كأنك في جفن الردى وهو نائم.
وأبو تمام يقول:
بطعن في نحورهم مريد – وضرب في رؤوسهم عنيد.
الشجاعة:
استند إليها الثالوث لتوليد قيم البطولة أساسا كقول أبو تمام:
وما مات حتى مات مضرب سيفه – واعتلت عليه القنا السمر.
البطش:
صور الشعراء الثلاثة ممدوحيهم بقوتهم مستندين إلى سمات الفتى الجاهلي، الفروسي، فهو بطل ملحمي يبرز ذلك من خلال مشاهد متعددة لعل أبرزها:
الاشمئزاز: فمن خلال تجميل القبيح كواقعة فتح عمورية أو واقعة الحدث الحمراء.
إذلال العدو: إذ حول البطل العدو إلى ذليل، حقير، بفضل قوته ومن ذلك قول أبي تمام:
وضربت أمثال الذليل وقد ترى – أن غير ذاك النقض والإمرار.
أو قول المتنبي:
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة – ووجهك وضاح وثغرك باسم.
التغني بالكرم والأخلاق:
اقترنت الصفات الحربية بالصفات الأخلاقية عند جل الشعراء. يقول أبو تمام:
فتى دهره شطران فيما ينوبه – في بأسه شطر وفي جوده شطر.
التغني بالنصر في المعارك:
تغنى ابن هانئ بمعركة المجاز فيما تغنى المتنبي بمعركة الحدث الحمراء أما أبو تمام فقد تغنى بمعركة عمورية.
إذ اعتبر الشعراء الثلاث هذه الأحداث فتحا للتاريخ، كما تحولت الانتصارات من مجرد صدامات وحروب إلى فتوحات. في ذلك يقول أبو تمام حول وصول أبي سعيد الثغري إلى القسطنطينية فتحا جليلا:
قد صرحت عن محظها الأخبار – واستبشرت فتحوك الأمطار
كما قال في فتح عمورية:
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به – نظم من الشعر أو نثر من الخطب.
أما المتنبي فيقول في واقعة “الحدث الحمراء”:
ولست مليكا هازما لنظيره – وإنما التوحيد للشرك هازمه.
ويقول ابن هانئ:
يوم عريض في الفخار طويل – ما تنقضي غرر له وحجول.
إثارة الحمية الدينية والعرقية:
وهو معنى يوظف لإلهاب مشاعر العرب وينقسم إلى حمية دينية وأخرى عرقية.
يقول المتنبي:
ولست مليكا هازما لنظيره – وإنما التوحيد للشرك هازمه.
ويقول ابن هانئ:
مالي رأيت الدين قل نصيره – بالمشرقين وذل حتى حرفا
ويقول أبو تمام:
غضب الخليفة غضبة – رخصت لها المهجات وهي غوالي.
تاريخية الشعر:
فمصدره الأساسي التاريخ ويبرز أساسا من خلال أسماء الأعلام والوقائع وأمكنتها.
الاحتفال بالنصر:
احتفل الشعراء الثلاثة بالنصر في أكثر من مناسبة إذ يقول ابن هانئ:
يوم عريض في الفخار طويل – ما تنقضي غرر له وحجول.
التغني بالجنود والعتاد وقوة الجيش وآليات الحرب:
يبتر التغني بالجيش أساسا في قول المتنبي مهوّلا وصف جيش العدو رفعا من قيمة الممدوح:
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه – وفي أذن الجوزاء منه زمازم.
أو قوله:
تجمع فيه كل لسن وأمة – فما تفهم الحداث إلا التراجم.
كما تغنى بالعدة والعدد وضخامتها إذ يقول أبو تمام:
يحمل كل مدجج سمر القنا – بإعابه أولى من السربال.
كما وصف ابن هانئ آليات الحرب في قوله:
أما والجواري المنشآت التي جرت – لقد ظاهرتها عدة وعديد.
شكلا:
تجاوز المطالع التقليدية:
تجاوز الشعراء الثلاث المطالع التقليدية نحو مطالع أخرى استجابت لمحتوى القصيدة فجد المطلع الحكمي الحاضر لدى الثالوث إذ يقول المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم – وتأتي على قدر الكرام المكارم.
وتعظم في عين الصغير صغارها – وتصغر في عين العظيم العظائم.
أو قول أبو تمام:
السيف أصدق أنباءا من الكتب – في حده الحد بين الجد واللعب.
التضخيم والمغالات:
بتحقيق المباعدة بين الواقع والمثيل وبالتالي تجاوز تاريخية الشعر إلى شعرية التاريخ.
توظيف أساليب البديع:
وظف الشعراء الثلاثة أساليب بديعية متنوعة نحو الجناس:
بيض الصفائح لا سود الصحائف في حده الحد بين الجد واللعب.
الترديد:
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به – أبو تمام.
لقد تصبرت حتى لات مصطبر – فالآن أقحم حتى لات مقتحم – المتنبي.
عبدان عبدان وتبع تبع – فالفاضل المفضول والوجه القفا – إبن الهانئ.
البحور:
وظفها الشعراء الثلاثة متشابهة خاصة منها البحر البسيط في نصوصهم الشعرية.
صارت القصيدة احتفالا حربيا بالصوت دون الدلالة.
مظاهر الاختلاف:
مضمونا:
تفرد المتنبي بحضور الحماسة في كل أغراضه الشعرية المختلفة في المدح والفخر والهجاء والرثاء…
حدد أبو تمام في شعره أماكن الأحداث (عمورية – أرشق)
كانت صلة ابن هانئ بالمعز صلة مناصرة وتحزب وهو على عكس أبي تمام والمتنبي.
كان الصراع لدى المتنبي وأبو تمام صراعا عربيا بيزنطيا، أو عربي مناوئي إلا ان الصراع لدى ابن الهانئ كان صراعا ذو تلون مذهبي (سني وشيعي).
شكلا:
اختلاف المعاجم المستعملة:
معجم السيوف والقنا والفروسية لدى المتنبي وأبو تمام على عكس ابن الهانئ الذي وظف معجم السفن والأسلحة الحربية البحرية مع تكثيفه لمعجم الدين.
اختلاف الصور الشعرية:
استلهامها من صورة الفن الجاهلي عند أبي تمام والمتنبي وعند ابن هانئ استلهمها من القرآن كلفظ “الجواري المنشآت”.
التجربة في شعر المتنبي هي التي تفضي إلى حكمة إلى حكمة زكية لا عامة.
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني