ملخص الشحاذ: الأزمنة ورمزياتها
متى دارت أحداث رواية “الشحاذ” وماهي رمزية كل إطار زماني؟
زمن الخلق:
هو الزمن الذي خلق فيه الكاتب عمله ومعرفته ضرورية لتنزيل العمل في سياقه، وزمن الخلق في الشحاذ يتراوح بين 1962 و1965 في فترة القمع والجبروت وتصفية المعارضات، لذا كثر الحديث عن السجن والاعتقال ولذا أقام فيه عثمان وعاد عليه حال خروجه.
الزمن الخارجي:
هو “التوقيت القياسي للأحداث التي تجري في الآن” لذا تُروى بصيغة الحاضر، ويخرج فيه عثمان خليل من السجن سنة 1955، وقد أقام فيه عشرين سنة، وبدأت سنة 1935، وبما أن الحديث عن حمل زينب سبق خروجه بحوالي تسعة أشهر فيكون زمن الرواية الخارجي، هو سنة 1954، بعد عامين من قيام الثورة. وهو أمر مهم يضع الرواية في إطارها الاجتماعي والسياسي للبلاد المصرية آنذاك.
الزمن الداخلي:
هو الزمن الحقيقي الذي يمثل شريان الرواية كما يقول مصطفى التواتي لأنه وثيق الصلة بالشخصية المحورية، فهو زمن الماضي الذي تستجيب له الومضة الورائية، Flash-Back، فتجعله حاضرا وهو زمن المستقبل الذي يولده اختلاط اليقظة بالنوم، يرتكز على الحوار الداخلي (Monologue) باعتباره وسيلة فعالة في كشف أعماق الشخصية وتعرية عجزها عن الإفصاح عما في داخلها من أحاسيس ورؤى أمام أسوار الواقع السميكة.
ولهذا يستحضر الشحاذ عشرين سنة من حياته الماضية بما انطوت عليه من حرمان وآمال، وجهد ونضال وثورة مجسما في صديق الأمس عثمان خليل، رفيق الدرب الاشتراكي ويدفن معه ماضيه الثائر الذي لم يبق له منه سوى ذكراه.
كما يستعرض عمر الحمزاوي جزءا من حاضره الممزق بين انسجامه مع النظام وإثرائه ودخوله طور البورجوازية، وبين رفضه لهذا الواقع ورغبة الانعتاق من كل ضغط والتحرر من كل قيد وهو في الآن نفسه، يستشرف في لاوعيه مستقبله ومستقبل البشرية الطويل اللامحدود.
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني