تعال ولا تتعالى حبيبي بقلم: أمل السلطاني

الخامس من تشرين الأول
_____________________
اليوم أخرج من الرازي محملة بكيس بلاستيكي و قميصي المفضل
يقول الأطباء بأني تعافيت و لا شك عندي أبدا في أقوالهم
إعتدت أن أثق بهم لأنهم و لسبب بسيط يريحون قلبي لساعات
فقط بضع ساعات
كانت كفيلة بأن تجعلني أصدق بأني تعافيت و أزحت جرذانك الوسخة من قلبي وعقلي…
أمشي الهوينا تتبع خطواتي المتضاربة ظل أبي وضجيج أمي وأختي التي تمقتك
لطالما تساءلت لما لا تحبك!
و أنت الحريص على تزويدها الدائم بالهدايا الفاخرة والعطور الباهظة
أتكون صغيرة جدا على أن تحب مشبعها الهدايا أو كبيرة جدا من أن تغار منك و من استحواذك لي…
اجتاحتني رغبة كبيرة في البكاء حين وصلت آخر الشارع المؤدي الى منزلنا لكني تفاديت
من أجلك كنت أتمالك نفسي و لا أبكي
أنت تكره ضعفي لكنك تصر في كل مرة على أن تضعفني
كنت تجرح نفسي بٱمتياز وكنت أبكي أمامك بشوق رهيب
أحبس أنفاسي أسهل من أن أحبس دموعي الساخنة
حسنا
أنت الآن بعيد و أنا قريبة من نفسي..
حتى خالتي سامية التي اعترضت طريقي قالت أني قوية جدا والحي يشهد أني امرأة متزنة  وصبورة
تقول أني استغرقت بضع أشهر لأنسى لكن يلزمك العمر كله لتغفر لنفسك
أنت تخليت و أنا ارتحت
و أي ارتياح هذا الذي يأكل من فتات قلبي؟
أتعلم حتى هدى صاحبة العشر سنوات قالت أن الله سيجازيك أفعالك  ويكرمني
فكيف يكرمني الله من دونك؟
ظننت أنك كرمي ومآلي في الحياة
و نسيت أن بعض الظن إثم و أنك ذاهب لا محال
أنت الآن بعيد وأنا قريبة من نفسي
أقضم أصابعي تطلعا لمناجاتك
أتكون هي التي منعتك من زيارتي في المشفى أم أنك فعلا أردت بي الخير وابتعدت
كيف ترحل بهذه السلاسة لأتخطاك بعد بضعة أشهر من العلاج النفسي؟
تمكيني من نفس جديدة أسهل من تغيير أحاسيسي تجاهك
أصدق الأطباء في أن يتجاوز المرء فعلا؟ أتنفرك الخالة سامية وهي أقرب الناس الى قلبك؟ كيف تستطيع هدى الصغيرة أن تكرهك و ترجو من الله عقابك؟
حتى الممرضة أتعبتني كثيرا وهي تردد على مسامعي أني يجب أن أنساك وأنك خبيث
كيف يتفق العالم أجمع على قسوتك و أنا لازلت أراك حبيبي؟
حبيبي الذي سأعيش معه سنواتي القادمة بعد أن تعافيت منه

بقلم: أمل السلطاني-  المعهد العالي للبيوتكنولوجيا بالمنستير