كنت أعلم أنك لا تستحقني.. وعلمي بذلك لم يمنعني من أن أحبك إلى هذه الدرجة وأن املأ الدنيا بك وأن أعتبرك دنياي الثانية التى على أرضها أعيش .. كنت أعلم أنك لا تستحقني وعلمي بذلك لم يمنعني من الإحساس بالعدم في غيابك وأن أضجر من كل شي حولي.. كنت أعلم أنك لا تستحقني وعلمي بذلك لم يمنعني من أن أبلل وسادتي كل ليلة لأنني فتحت صندوق الخيبات الذي تركته لي وفتشت في أدراج الوجع الذي تراكم .. كنت أعلم أنك لا تستحقني
وعلمي بذلك لم يمنعني من الإفراط في تذكرك والتفكير بك وتناسيت أن انساك .. كنت أعلم أنك لا تستحقني وعلمي بذلك لم يمنعني من تأنيب نفسي لأنه خيل لي أنني تسببت بضيق صدرك أو غضبك في كل مرة تعود فيها طالبا المغفرة وأرفضك وأطيل معاتبتك وأصب فيك جم غضبي محاولت رد الاعتبار إلى قلبي الجريح ..
لأستشفي منك أمورا لعلها تطفئ النار المؤججة في صدري و تهدئ بركان أفكاري الذي ترتمي حممه هنا وهناك تكاد تحرق الجميع من حولي .. كنت أعلم أنك كاذب وأعذارك واهية لا محالة وأنك ستكرر أفعالك الشنيعة بحقي مرارا
و تكرارا لكن كيف أقنع قلبي الذي تجاوز حدود الطيبة وتوغل في السذاجة حتى ثمل وما عاد قادرا على الاستيقاظ أنك لا تستحقني!
بقلم: تاج خليفي- معهد صالح بن يوسف