إعترف أحدهم قائلا :
» كان رحيلها عني بقدر قساوة أن يخذلك العالم أو ربما بقدر ألم بتر يمناك، كان التخلي عن حضنها ببشاعة أن يسحب منك الغطاء بإحدى ليالي يناير … لقد شوه رحيلها قلبي !
لم يخيل لي أنها قد ترحل مني يوما، كانت تحكم الإمساك بيدي ولا تفلتها، تتفن في إرباكي وتتلذذ بإنهيار صمودي أمام عيونها، كانت تضمني إليها وتعيدني نحوها بكل ما أوتيت من لين!
ولأنها كانت تمل قلة إتصالاتي لم أظنها يوما تتخلى عنها تماما، لم يكن من المحتمل عندي أن تفارق لحيتي أناملها ولا شامة خدي ذاكرتها، كنت أضمن وجودها بيومي بتلك الدرجة التي أضفت الغباء على تصرفاتي، لا يخفيك فإنني لطالما تأخرت وعرفت أنها ستنتظر، أخطأت و أيقنت أنها ستغفر، غفلت وأقسمت أنها ستهتم …
و ها أنا اليوم من دونها، أشتاقها وتردني ذاكرتي إليها، أشتاق لذراعها حولي وعيونها نحوي ويداها بذقني، أشتاق لرائحتها بمعطفي وصوتها بأذني ولحنها بوتري، أشتاق أن تتشابك ساقينا برقصة وتمتزج أصواتنا بأغنية وتلتقي شفاهنا بقبلة وتمتزج أجسادنا بليلة ممطرة، إنني أشتاق أن أذهب إليها صامدا فتذيب غروري وتعبث بصمودي وتقسم .على أن لا تتركني إلا حينما أغدو قتيلا بحبها ! »
بقلم : سارة الرافعي طالبة بكلية العلوم ببنزرت