المنظومة التربوية تنهار والدولة في سبات عميق بقلم: آية الرياحي

نحن إزاء أزمة فعلية و كارثية على مستوى المنظومة التربوية والتعليمية ….

هذا القطاع المقدس الذي لطالما قمنا بكل ما في ما في وسعنا للحفاظ عليه من دناسة ودنائة المحيطين به والمعادين للمدرسة العمومية …فهل ما نعيشه اليوم على وقع الإضرابات والإحتجاجات والخصام بين الوزارة والنقابة يعٌد إعلانا بانهيار الحتمي للتعليم ؟

أليس من غير المنطقي مشاركة هؤلاء الأشخاص المعنيين بهذا المجال في هذه الحرب القذرة ؟ مع أنه كان المفترض الإطاحة بهذا القطاع وحمايته من الإنفلاتات والتجاذبات الخارجية والداخلية ….

أو أننا قد تعودنا على مواكبة مثل هذه الأوضاع والمشاهد المتكررة…. وطبعا الكل يتحمل مسؤولية حدوث هذه الأزمة التي وضعت أوزارها منذ سنوات عديدة ما قبل الثورة لكنها كانت مختبئة وراء ظلال المجاملات والصورة المثالية المزيفة في عهد بن علي ولكنها استفحلت يوما بعد يوم وتعزز ظهورها مع بروز تشكيات واحتجاجات الأساتذة التي لا تنتهي ولا تتوانى عن الكف بالمطالبة

والإلحاح بمطالبهم المادية وأحقيتهم في التقاعد الإختياري عن سن 32سنة عملا وعن سن 57سنة مع التنقيب بخمس سنوات ومضاعفة كل من منحة العودة المدرسية والإمتحانات الوطنية والمنحة الخصوصية وادراجها تحت قاعدة منحة مشقة المهنة…

وطبعا السلاح الوحيد التي تستخدمه ضد الدولة هي النقابة وجامعة التعليم الثانوي ..و الغريب في هذا الأمر أن الوزارة التي كان من المفترض أن تكون الفاصل الرادع دون حلول هذه المشاكل والعراقيل كانت تصب الزيت على النار بعد دعوتها لعقد مجالس الأقسام وتهديدها بالإقتطاع العشوائي لأجور الأساتذة وهي فضيحة تأتيها وزارة التربية واعلان عن فشلها التام …

وهذه العوامل قد تزيد أوضاع البلاد سوءا فوق سوء، وإذا ما عملنا على إنقاذها من بؤر الفساد التي تتخللها ستنهار هيبة الدولة ومؤسساتها ونقاباتها لأنه إذا تم المساس بقطاع التعليم ولو بأقل ضرر سيكون له وقع كبير على بقية القطاعات إذ هو الحلقة التي تربط بينهم…

يجب إذا على كل الأولياء الدفاع على حرمة المدارس والمعاهد الثانوية من خطر الإندثار ومنع إمكانية حدوث سنة بيضاء مادامت الدولة والحكومة لا تأبه بمستقبل أولادنا …

بقلم: آية الرياحي – معهد الصحافة وعلوم الأخبار