أنظر لأعينكم وكل ما أراه هو مجرد فراغ بحاجة لفكرة تحتويه، ما هي إلا نظرة بلهاء تحاول لفت إنتباه كل من أضاع دليل رحلته، أسأل نفسي من أكون و كل ما أجده خرافات من الماضي، صراعات دون أي جدوى وعرقلةلتدفق أفكاري، صرخة لن أحاول إخراجها وجروح أخذت تنهش كل ما أحتوي من مشاعر. خوفيمن مواجهة عالمكم خلف ندوبا لن يغفر القدر بنسيانها،أخذت أجول شوارع عاداتكم وكل ما أجده هو فكرة تكررت، فكرة فرضت نفسها ولم تكبدوا عناء المواجهة، ها أنتم مجرد عبيد لأنفسكم، لن تجروا ما تبقى مني إلى ما تسمونه باعتقاداتكم التي لن تجدوا في طياتها أي معنىمن معاني وجودكم . خرج عقلي عن سيطرة وأخذت يدي تكتب كل ما يخطر لي من أفكار منبهاالقطيع بتغيير المسار، بالتمردعلى الراعي ونهش كل ما تبقى فيه من عظام. لن أخفي رغبتي في تمزيق عقولكم لإكتشافما تحتوي من أفكار، لا أستطيع تصديق أن لكم أفكار مثلي، تحللون كل لحظة في حياة لاتعيشون سوى لمعرفة نهاية تلك الحلقة المفقودة من حياتكم، لا أنصح بالأفكار فهي تقتل أحيانا، تجعل من أدمغتكم مجرد موطن لهلوسات تقودك لمنع نفسك عن العالم الذيسيقف دون حراك امام ما تسميه حلما. لم أؤمن أن للقدر دخل في حياتنا ظننتها مجردعذر للهزيمة أو خرافة عثرت على سبيل للعيش، لكن بعد ما واجهت من تحديات خلقت دون طريقة للفوز علمت أن القدر هو من جعل من حياتي لعبة قدمها لإبنه الذي لا يكف عن تحطيم كل ما يملك من آمال. هل تراني غريبا، مجرد جسد حاضر و عقل غائب عن الوعي،أنطق بتفاهات لو حللتها ستجد أن ليس لحياتك أي معنى، أتهمت بالانعزال دون فرصة لإثبات براءتي، يمكنك تجنبي وإخبار الموتى أن ليس لتفاهاتهم أي معنى في عالمنا،يمكنك إرشادي إلى ذاك الطريق المسدود، تلك الخطة التي ارتكبها القدر ليعبث بنا دون أجل لتوقف.
تراني أكثر تعقيدا لأن عقلك لن يتحمل ذرة من الحقيقة، لا أنفك عن تخيلتلك اللحظة التي تكتشف فيها أن حياتك مجرد كذبة قدمها لك والدك كهدية لعنها الذين قبلك، فعائلتك لن تأخذ بيدك إلى النور بل ستحاول إطفاء مصابيح الحقيقة التي ستقنعكأنها مجرد جائزة خلقت دون سبيل للعيش. أأنا الوحيد الذي أظن أن الحياة تكرهني، كل لحظة أمضيها كأنها عذاب على أفعال لم أحاول ارتكابها، كأن القدر لم يعترف بوجودي وجعلمني عقبة في حياة لن أتمكن من عيشها ، أكره طريقة إشتغال عقلي وتلك الهلوسات التي تراودني كلما حل مكان الأمل سكين متأهب للتلطخ بدماء أفعالي .
هل تهاب الموت؟
هل راودتك فكرة أن جسدك سينهار يوم تغادره روحك لأنها ملت من عالم يعيش وفق قواعد أسسها مجهول ما، من عالم ما، أو لهدف ما، جعلنا نخضع لعقولنا التي جعلت من حياتنا مجرد هدف نعجز عن لقاءه وها نحن نحاول التخلص من عدو عاشق للتخفي، يهوى اللعب بقوانين الحياة ، ليترك بصمة تدعوا للشك والريبة في حقيقة وجودنا . لطالما آمنتأن الغد قادم وسيحمل في طياته الأسوء دوما، سيحاول إكتساب ثقتك بوهم من الحقيقة،لتقع في فخه المعتاد، ستعتقد أنك الأعظم لوهلة ، تتحكم بشتات حياتك، و ستتفاجئ لكونك الأضعف على هذا الكون، ستكون مجرد إنسان كغيرك، ضعيف لا تقوى على المقاومة ،الإنسحاب هو قدرك.
فلما المحاولة من البداية؟ حبست في هذا الجسد الملعون دون أيجدوى من تفوقي على بقية البشر، ها أنا أحاول الوصول إلى الطرف الآخر من عالكم حيث تحرر كل من جعلوا من عقولهم ملهى ترتع فيه كل من أقام حدا لهلوسات ملئت شتات عقله .
لن أخفي رغبتي بتحرر من ما تسمونه بالحياة، سأضع حدا لقدرات خلتها مستحيلة، لسواد غطىرؤيتي طوال هذه الفترة. لما لم يتيقن العالم أني لم أطلب هذا الجسد الذي قيد كل ماأملك من إمكانيات، لم أطلب رؤية ما أنا عليه صباح كل يوم، لم أطلب لقاءكم بهذهالشخصية التي ولدت مكروهة من الأساس، أطالب منحي حقوقي في إختيار جسد يليق بروحي، يليق بعقل صده العالم عن أفكار هددت بنضوبه.
بقلم : بهاء الدين العوادي -معهد رأس جبل