رحلت بعدها..ولم ألحقها بجسدي كما كنتُ أزعم .. لكنّ أجزاءً كثيرةً من روحي لحقتها ولا أظنها ستعود يوماً حتى نلتقي جسداً وروح أما البقايا هنا على هذه الأرض فهي بقايا أحسبها أقوى أقل تشبثاً بأي شيء .. أقل تعلقاً بأي أحد .. تلك النصيحة من أمي التي لم أقبل تنفيذها من قبل والآن أعيشها حقاً « أحبب من شئت فإنك مفارقه » الفراق ليس بالضرورة ضرراً الفراق ليسَ شبحاً يقتل فيك الحياة إلى الأبد لكنّه يغيرك حتى لا تكاد تدري من أنت
وأحياناً أخرى يعينك على اكتشاف ذاتك التي لم تدرِ أنّها كانت هنا فترة التغيير والتقلب تصبح قصيرة جداً أنت « اليوم »مختلف تماماً عن أنت » الأمس » وأنت غداً لن تكون أنت اليوم أو ربما تكون! الفراق ليس انقطاعاً عن التواصل الفراق فرصة لك كي تكتشف طرقاً أخرى من التواصل الدعاء .. الصدقة .. الرسائل الوهمية التي لن تصل باليد و لكنها ستصل بطرق أخرى الفراق الحقيقي أن تنسى تماماً من فارقت والحياة الحقيقية من بعدهم أنتكمل مسيرتهم أن تفعل ما يحبون وتحب من كانوا يحبون ان تراسلهم
وأن تكتب لهم وتتخيلهم يقرأون ما كتبت حتى ولو كانوا تحت التراب !!!
بقلم خالد القلاع- تلميذ بمعهد الزهروني تونس