مجتمع الميمز – بقلم ريان الطرابلسي

لاحظنا في السنوات الأخيرة ظهور سياسة جديدة موجودة عند كل الناس وخاصة الشباب المعاصر، والتي ساهمت بشكل كبير في اصلاح الكثير من الثغرات الفكرية وتغيير بعض التوجهات الخاطئة، وهذه السياسة تكون اساسا مصاحبة برسالة نقدية ساخرة لفئة معينة من الناس، او سخرية من تصرفات ذاتية او وهمية بقصد اثارة الضحك.


وقد عرفت هذه السياسة بما يسمى بال »ميمز » وهي من اعظم انجازات الجيل الجديد، فعبرها يمكن للفرد ابراز ذاته، والتعبير والنقد بطرق ساخرة ومؤثرة.

ولكن في الآونة الأخيرة، كثرت الانتقادات الدينية والصراعات الداخلية بين منتجي  » الميمز « ، مما أدى الى خلل واضح في قيمتها، كما انها تحولت الى مجموعة من التفاهات المتراكمة بقصد الإضحاك وابراز الذات الافتراضية، مما فقدت قيمتها الحقيقة، وكل شخص اصبح يسعى وراء انتاج  » ميمز  » تافهة لعله يكسب بعض الاعجابات، الا انها لم تكن الا مساهمة في ابراز تفاهته وعدم نضجه، كما انها اصبحت مجرد غرض يجب القيام به، اي بتوضيح آخر، عبارة عن سياسة قطيعية مبرمجة على التفاهة.

وفي نهاية الأمر لا بد من تذكر القيمة الحقيقية وراء الميمز، فإما أن يحسن استغلالها ونبني جيلا مميزا، ساخرا ومصلحا ، واما ان نبني جيلا تافها لا قيمة له.

بقلم: ريان الطرابلسي – معهد الفارابي بالمرناقية